الاسلاميون و نكسة الماضي

حداد بلال
bilalazaim@gmail.com

2013 / 1 / 26

من المؤكد ان التاريخ الحضاري يشهد للعالم الاسلامي انه اكثر مناطق العالم توترا خاصة بعد زوال الدولة العثمانية لتفسح المجال امام تغلغل الصليبي في اوساط العالم الاسلامي باسم العلمانية التي تروج لها غالبية الغرب منتهزين تعكر اوضاع المسلمين وصرعاتهم لاستخلافية الحكم التي ادخلتها في حروب طائفية لعقود من الزمن بين مايسمي باحزاب وتكتلات اسلامية وبين تشكيلات مدنية تمكنت هذه الاخرة من الاستحواذ علي سلطة الحكم لعدة سنوات باتت تشتت مساعي الاسلاميين للوصول السلطة متخبططة في نكسة الماضي التي اصبحت تلاحقها في اي انتخابات مستقبلية اينما حلت
فهم لم يقدروا علي صناعة تاريخ يمهد لهم الطريق اليها بل اصبحوا متمسكين بصلابتهم السياسية التي كثيرا ما ادخلتهم في دوامات الانزلاق والفشل الذريع لها في كثير من الانتخابات علي نحوي تاكيد ربيع عربي لذلك ،افرز عنه اخيرا وصول الاسلاميين الي السلطة لكن هيهات من ايام اخري تلوح بمطالب تنحيتها واسقاطها لانها لم تستوعب دروس سنوات مضت، وراحت تلعب بمنهج التشدد .ذلك الذي دافع عنه احد علماء الاسلام ابن تيمية وتبعته اجتهادات محمد عبد الوهاب وهم اكبر شيوخ الاسلاميين تشددا في التاريخ ،ونفس الشئ الذي تمسك به اسلاميوا كل من مصر وتونس في دربهم فعجلت بذلك فرحتهم بربيعهم الي شوط اخر
ان المنعرج الذي سلكه الاسلاميون في دولهم لم يوحي باي جديد علا ما هو عليه الان ،ليصتدموا بين نكسة الماضي ووخزالمستقبل بطلب منه تغير منهجها الذي فرزته عوامل ماضية تيعدها الي الوراء كلما حاولت التقدم ،يمكننا تسليط الضوء علي اسبابها كالتالي:
عدم اتفاق المسلمون علي راي واحد في عدة قضايا من بينها قواعد الشريعة الاسلامية كالقصاص مثلا فنجد بعض المسلمون في الدولة الواحدة تطبق حد القصاص واخري بين الرافضة لها فتبقي محفضة في جوانب اخري تري بليست واجبة بل هي من اولويات الخالق ولا يحق لنا فيها بل يجب معاقبته بطريقة اخري
كما ان بعض الاسلاميين نجدهم يضيقيون علي الحرية الفردية كاللباس مثلا ،فاعتبارهم ان خروج الفرد عن عاداته وتقاليده هو جريمة في حق الدين علي عكس الجانب الاخر فيراه مصدر التخلف و الخروج عنها ستجعله اكثر تحضرا
الشريحة الاسلامية لا تتمثل الا فئة قليلة من المجتمع فكانت معضم احكامها الفقهية المتشددة لم تلقي استجابة فعالة لانها اقتصرت علي جماعتهم
القمع السياسي والعزلة الاعلامية المفروضة علي الاسلاميين التي قللة نشاطاتهم بمنعها من الظهور بذريعة البرامج التي يقدمونها في قنواتهم مخالفة لبعض التيارات الاخري فلا تكاد تجد قنوات اسلامية في تلك الفترة الا فقط للتي تتفق مع ارائها
بالرغم من التضيق والاخطاء التي ارتكبها الاسلاميون الي ان هذا لا يعني انهم لم يقوموا بانجزات يعود افضل فيها لهم ،لكن يخصها نوع من التجديد باعادة النظر في افكارها وخطاباتها مثل الذي جاء به الاسلاميون المعتدلون او التائبون علي حد قول بعضهم التي لقت خطاباتهم قبولا وشعبية كبيرة لدي الشباب ومحل ثقة الراي العام الدولي الذي بدات مخاوفهم من الاسلاميين في الزوال



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن