* مديحُ الضآلةِ * شعر / مؤمن سمير

مؤمن سمير
momensamir76@yahoo.com

2013 / 1 / 9

* مديحُ الضآلةِ * شعر / مؤمن سمير

حبيبتي واسعةٌ لا أبينُ فيها ، قلبُها أكبرُ من ابتساماتِ الذكرى وذراعيها تطولانِ لَعْثمَاتي كذا الخيانات ... لها قدمٌ تغافل الأخرى فتتقَشَّرُ خطوتي نحو أجنحتِها ولها طريقٌ يلهثُ فيهِ القاربُ الوحيدُ .. كلما نظرتُ أخافُ أن ترى أني أراني ضيئلاً وكلما ترسِمُ على لحمي المرتجفِ ، تمتد بَصَمَاتُها حتى تفقدَ كوابيسي لياقتَها .. جدي الذي قالوا فيهِ طيبٌ كحَمَلٍ يدورُ حولَ ظِلِّنا وكان أمكر منهم جميعاً.. تذكِّرني به حبيبتي .. لأني لم أدرِ أبداً مكان العُقْدةِ في حبالِ البَصَّاتِ ثم حبيبتي وديعةٌ وأنا شرسٌ ونمرةٌ وأنا جِرْذٌ وضحكتها لا تسمعها إلا عيون الأرضِ وزوايا الحائطِ ، حبيبتي جنيَّةٌ في شمِّها للبطلِ الواقعيِّ ، وتملأُ البيتَ برائحةِ كلماتٍ لم تحوطَها إلا ملفوفةً في عَدْوي ..

عندنا أسفل العمارة كلبٌ قديمٌ ، يزومُ كلما تَذَكَّرْتُهَا وسقفُ الجيرانِ أَسَرَّ لي بضيقِهِ من كثافتِها ...

هآنذا أصفها ببراعةٍ كأني أدركتُ .. أعوامٌ تفوتُ جنبنا وتزدادُ هي اتساعاً حتى صَدَّقْتُ أنها بالونةٌ غيرُ منظورةٍ واقتربتُ كثيراً من مُمَالأةِ الخِفَّةِ لأطيرَ جوارها ،
وأصيرَ أجملَ

أو أغني .......



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن