لماذا فرقتم الأنبياء؟

وليد فاروق
walid.farouk@gmail.com

2012 / 12 / 31

والسؤال الان هو: لماذا فرقنا بين أنبياء الله وجعلنا بينهم الحواجز وأصبح موسى نبي اليهود وعيسى نبي المسيحية ومحمد نبي الإسلام، بينما أمرنا الله بألا نفرق بين احد من رسله.. فما موسى إلا عيسى وما عيسى إلا محمد .. وما محمد إلا رسول.. كلهم ذات الشخص.. وكلهم ذو كلمة واحدة. لكننا لا نزال نفرق بينهم.. كل أمه تفضل رسولها الخاص على سائر الرسل وتتخذه رمزا لها حتى تنامى بداخلنا أهمية رسولنا فقط وتهميش باقي الأنبياء. "نحن نحترمهم ونؤمن بهم" لكن رسولنا هو الأهم.

أصبحنا نستهزئ بباقي الأديان بينما كلها في الأصل هدفها واحد... الإنسانية.. لكننا تعلمنا فقط الفوارق والاختلافات والمقارنات بين الأديان ونسينا أن الكل في الأصل إنسان وأن الفوارق بيننا لا تكاد تذكر مقارنة بالمتشابهات بيننا.

من علمنا تلك النظرة الأحادية في الحياة؟ لماذا ارتكبنا ونرتكب نفس الخطأ الذي تسبب في غرقنا.. مذكور في الكتاب أن البشر كانوا أمة واحدة لكنهم اختلفوا عندما جاءهم العلم المتمثل في الرسل والأنبياء .. فكيف للأنبياء أن يكونوا هم سبب اختلاف البشر؟

لكن الله لم يقل أن العلم وحده السبب بل العلم بغياً هو ما فرق البشر... العلم والتنوير شيء فاضل ونبيل جدا وهذا ما جاء به الأنبياء فعلاً.. لكن كل أمه قد ظنت أنها وحدها تملك العلم بينما يسفهون من علم الأخر بل ويستخدمون علومهم في البغي والسيطرة على الآخر فمن يملك العلم يملك القوة. ولم يمنع الناس فعلا أن يكونوا امة واحدة سوى تكبر كل أمه على الأخرى بعلمها وبرؤيتهم الخاصة أنهم فقط الصواب والحق.

ولهذا تركنا بحثنا الحقيقي عن الإله وتشبثنا بالسعي وراء القوة وكل أمة اتخذت رسالتها كي تثبت للأخرى أنها وحدها الحق لدرجة الاختلاف والكراهية والحروب، فكل أمة قد تفننت في إثبات أفضليتها على الأخرى وهاهي نتيجة تاريخنا الإنساني على هذا الكوكب.. هل توصلنا لشيء؟ هل نجح تفريقنا بين كل شيء في جعل حياتنا أفضل؟؟

أصبح لكل أمة كهانتها .. تناسينا أصل الرسالات وجوهرها وغرتنا مظاهرها فتقمصنا فقط أسماءها الظاهرية.

قد علمونا كيف نكره ونحقد ونستاء.. علمونا فقط الأشياء التي تأكل أرواحنا وتزيدنا بعداً واختلافاً وتهوى بنا لحافة الجنون والازدواجية والحطام النفسي..

اتركونا لحالنا.. كفانا جدلاً وبغياً واستكباراً.. فقد حولتمونا إلى مجتمع منافق متخبط لا يكاد يفقه قولا...

الله كان حبّا فحولناه لكراهية .. والرسل كانوا نفساً واحدة فمزقناهم وأرقنا الدماء تحت لوائهم.. ولا نزال نتساءل بعد كل هذا الزمان عن سبب فشلنا هكذا..

راجعوا دستوركم المدفون يا سادة .. ارجعوا للكتاب الذي تتباهون بحمله وتدعون تطبيقه.. لكننا نتناساه ونخرق معظم قوانينه .. فنحن نخشى الاقتراب منه ربما لأنه الدليل الوحيد بخلاف الواقع .. الذي يثبت أننا جميعاً .. مذنبون.

ودمتم
وليد فاروق.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن