أوباما والمسألة الكردية: ليست الطائرات بدون طيار (الدرون) جوابا

نعمت شريف
nemsharif@aol.com

2012 / 12 / 30

أوباما والمسألة الكردية:
ليست الطائرات بدون طيار (الدرون) جوابا

بقلم: كيفين مكيرنان
صحافي، وكاتب ومخرج الافلام الوثائقية
ترجمه عن الانكليزية: نعمت شريف
نشرت بالانلكيزية في 26 كانون الاول 2012



ان دور ادارة أوباما في قمع الانتفاضة الكردية الطويلة الامد في تركيا غير واضح الى حد كبير. ولكن قبل اسابيع قليلة اعطى دبلوماسي امريكي اشارة غريبة. كشف فرانسيس ريكارديون الابن، سفير أوباما في تركيا، كشف عن ان الادارة الامريكية قد قدمت عرضا سريا لتركيا مفاده في الحقيقة أغتيال على طريقة بن لادن لقادة حزب العمال الكردستاني، وهم المتمردون الذين يقاتلون منذ عام 1984 الجيش التركي المزود باسلحة امريكية.

"أعداؤكم أعداؤنا" قالها ريكارديون للصحفيين الاتراك في مؤتمر صحفي في أنقرة. "ان قوة تنسيق الاختصاصات المتعددة هي التي قضت على بن لادن في النهاية، ونحن بودنا ان نشاطركم ذلك ونستثمرها عن كثب."

عندما سمعت كلمات السفير كنت قد غادرت سوريا حيث مجموعة كردية اخرى تناضل من اجل استقلالها الذاتي. كنت في طريقي الى جبل قنديل في ذلك الوقت، وهذا واحد من اعلى الجبال في دولة مجاورة هي العراق حيث يجد ثوار حزب العمال الكردستاني مكانا لهم. كنت في طلب رد فعلهم على الخبر الذي مفاده ان تركيا تتفاوض سرا مع عبدالله أوجلان، المؤسس الشهير لحزب العمال الكردستاني، والذي كان قد ألقي القبض عليه عام 1999 بمساعدة الولايات المتحدة، والذي اصبح احد المشاهيرعند العديد من الكرد في الشرق الاوسط.

لقد ادت الثورة الكردية في تركيا منذ 28 عاما الى مقتل 40 الفا معظمهم من الكرد. تعتبر الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، ولكن الخبراء يقولون ان الطرفين، الثوار والجيش التركي، قد قاموا بخرق حقوق الانسان. واليوم لقد اصبح النضال اكثر من مجرد صراع عسكري. منذ 2009 لقد القي القبض على اكثر من 8000 كردي مدني في تركيا، وبضمنهم محامون وما لا يقل عن 100صحفي—اكثر من ايران او الصين.

هذا الخريف، قام 700- 1000 سجين بالاضراب عن الطعام في تركيا، يطلبون نقل اوجلان من السجن الانفرادي، وان يسمح للكرد بحق البث والتعليم بالكردية، لغتهم الام، والاعتراف بقوميتهم في الدستور التركي. تزعم تركيا ان لمعظم السجناء علاقات مع حزب العمال الكردستاني، ولكن حسب ما تقوله منظمة مراقبة حقوق الانسان، ان العديد من الكرد تم توقيفهم في حملات الاعتقال ضد القائمين بنشاطات سياسية مجازة قانونا لصالح الكرد.

وعلى هذه الخلفية جاء تصريح ريكارديون الغريب"الاقتراح الخاطئ للادارة لاستهداف قيادات الثوار الاكراد. في الحقيقة ان حزب العمال الكردستاني ليس القاعدة، ولم يستهدف الامريكيين قط—وبحكمة رفضت تركيا العرض الامريكي. "كان بن لادن قد القي القبض عليه في داره،" قدم اوردوغان توضيحه بدبلوماسية، "ولكن الصراع هنا في منطقية جبلية."

بعد رد اقتراح الاغتيالات، نجحت تركيا في مفاوضاتها لانهاء الاضراب عن الطعام الملح والذي كان قد نال على دعم كبير في جنوب شرق تركيا حيث تعيش اغلبية ال(15) مليون كردي. لو كان المخطط المجنون قد نجح، لكانت الاغتيالات قد تغير الرأي العام الكردي ضد الولايات المتحدة واعطى الثوار اقوى الوسائل لتجنيد الاتباع.

ليست هذه المرة الاولى تقوم فيها الولايات المتحدة لقمع الثورة الكردية في تركيا. في عام 1999 بعثت ادارة كلينتون عملاء اف بي آي لملاحقة عبدلله اوجلان والمساعدة في القبض عليه. واما ادارة أوباما من جانبها فهي تدعم الاتراك في قتال حزب العمال الكردستاني منذ فترة طويلة بتزويدهم بالتكنلوجيا العسكرية والاستخبارات. ولكن المشاركة الامريكية في الصراع لم تستلم الا القليل من الانتباه الى العام الماضي عندما اخطأت طائرة امريكية بدون طيار في تشخيص اكراد مدنيين بانهم ثوار، وكانت حصيلتها مقتل 35 قرويا. جاء عرض الاغتيالات في لحظة حرجة وحساسة من العلاقات التريكية-الكردية، والذي كان ربما ليقضي على القيادات العليا لحزب العمال الكردستاني ولكنه في الوقت ذاته فضحت ادارة اوباما وكم هي بعيدة عن طموحات مجمل الشعب الكردي في الشرق الاوسط. هناك 30 مليون كردي في المنطقة وموزعون على المناطق الحدودي لتركيا وايران والعراق وسوريا. ورغم تناقض هذا مع السياسة الخارجية الامريكية، هناك العديد من الكرد في هذه البلدان يدعمون حرب العمال الكردستاني والحلم الكردي لاجيال في وطن موحد.

في سوريا حيث يصل عدد الكرد الى المليونين، يتمتع "آبو" – الاسم الشائع لزعيم حزب العمال الكردستاني اوجلان – بشعبية اقرب الى عبادة الشخصية. يأتي هذا لان اغلبية الكرد السوريين يدعمون حزب الاتحاد الديموقراطي ( بي وآي دي) في سوريا حليف حزب العمال الكردستاني. ولكن السبب الاهم هو ان الكرد هناك، كاقرانهم في تركيا وايران، لا يستطيعون بعد تحمل حالتهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ومع الانقسامات الحادة وعدم الوحدة في صفوف المعارضين لنظام الاسد، يعتقد الكثيرون من الكرد انهم سيخرجون من الحرب الاهلية الدموية رابحين. ورغم كل المفارقات، لا زالوا يتعلقون بالحكم الذاتي – وان "الربيع الكردي"، كما يطلق عليه البعض، لا بد انه قادم.

في مدينة سورية واحدة في هذا الخريف قمت بتعداد اكثر من 700 من المحتجين في الشوارع. شبانا وشيوخا كانوا يتكلمون الكردية ويستمعون الى موسيقى كردية ويلبسون الزي التقليدي الكردي، ويحملون الاعلام الكردية او صور اوجلان. وكان قبل وقت قصير ليؤدي بهم تصرفات كهذه الى السجن – وربما الاسوأ منه.

وعلى الجانب الاخر من دجلة في كردستان العراق حيث لا يزال الاقتصاد يزدهر في اعقاب الغزو الامريكي الذي رحب به الشعب هناك، يتمتع اوجلان بشعبية قوية. لقد سمعت من الناس في الاسواق والمقاهي هناك يتلكمون عن القائد الثوري السجين كنيلسون مانديلا – ولكن بالطبع لا يتفق الجميع على هذا. قال لي محمد حاجي محمود، العضو المنتخب في برلمان حكومة اقليم كردستان "انا لا احب ايدولوجية آبو." ولكنه استمر بالقول انه على الولايات المتحدة ان يقلل من اهمية حب الشعب لآبو: واضاف محمود "اذا رشح آبوللرئاسة في كردستان تركيا، فأنه سيفوز بامتياز."

وأما أيران؟ فقضية بزاك، الثوار الكرد الايرانيون الذين يشاطرون حزب العمال الكردستاني في مناطقهم على جبل قنديل فأنه توجيهي وواضح. تريد مجموعة بزاك تغييرالنظام في طهران، كما يرغب في ذلك العديد من المسؤولين في واشنطن. ولكن هؤلاء الثوار يرون اوجلان كمحارب من اجل الحرية، وليس ارهابيا.

وعند اقترابنا من جبل قنديل نصحني منسقي بنزع البطارية من هاتفي الخلوي كي لا نصبح هدفا لطائرات الدرون الامريكية. كان ذلك قليلا من البارانويا ولكنه جعلني افكر في جميع الانتفاضات الكردية - وبضمها الانتفاضة الحالية – التي قامت في هذه البلاد على مدى القرن الماضي. ان الحلول العسكرية كالذي اقترحته ادارة اوباما مؤخرا قد فشلت في حل المسألة الكردية، ولكن ربما لات+زال هنا فرصة للدبلوماسية.

عندما يرفع الكرد في المرة القادمة شكاوى مشروعة يتوجب على الولايات المتحدة تشجيع المفاوضات، لا الاغتيالات. على مدى 21 عاما من السفر الى هذه المنطقة، لم التق قط كرديا لا يحب الامريكيين. أنه لمن المؤسف التضحية بهذه النوايا والمشاعر الطيبة.


كيفين مكيرنان صحافي ومخرج افلام وثائقية، قام باخراج (فلم بي بي اس) "الكرد الطيبون والكرد الرديئون"، وهومؤلف كتاب "الكرد:شعب يبحث عن وطنه" ونشرتقريره عن الكرد في سوريا هذا الشهر في "الانديبندينت" بسانتا باربرة.

ترجمة: نعمت شريف
nemsharif@aol.com
_______________________________________________________________

Kevin McKiernan
Journalist, author, documentary filmmaker
Obama and the Kurdish Question: Drones Are Not the Answer
Posted: 12/26/2012 7:05 am

The role of the Obama administration in suppressing the long-running Kurdish uprising in Turkey is largely unknown. But a few weeks ago a U.S. diplomat dropped an intriguing clue. Francis J. Ricciardone, Jr., Obama s ambassador to Turkey, revealed that the U.S. had secretly offered Turkey what was, in effect, a bin Laden-style assassination of the top leadership of the PKK (Kurdistan Workers Party), the rebels who have been fighting the U.S.-equipped Turkish army since 1984.
"Your enemies are our enemies," Ricciardone told Turkish reporters at a news conference in Ankara. "The power of the multidisciplinary approach is what got bin Laden in the end, and we would like to share that and exploit that intimately."
When I heard the ambassador s remarks, I had just left Syria, where a different Kurdish group is struggling for its own autonomy. I was en route at the time to Mt. Qandhil, one of the highest mountains in neighboring Iraq, where PKK rebels have a sanctuary. I was seeking reaction to news that Turkey was quietly negotiating with Abdullah Ocalan, the notorious PKK founder who was captured in 1999 with U.S. assistance, and who since then, has become a cause célèbre with many Kurds in the Middle East.
The 28-year-old Kurdish uprising in Turkey has resulted in 40,000 deaths, most of them Kurds. The U.S. considers the PKK a terrorist group, but experts say both the rebels and Turkish troops have committed human rights abuses. Today, the struggle goes beyond military conflict. Since 2009, some 8,000 Kurdish civilians have been arrested in Turkey. That includes lawyers and at least 100 journalists -- more than in Iran or China.
This fall, some 700-1,000 prisoners went on hunger strike in Turkey, demanding that Ocalan be removed from solitary confinement and that Kurds receive broadcasting rights, education in their native tongue and ethnic recognition in the Turkish constitution. Turkey claims that most of the prisoners have ties to the PKK, but according to Human Rights Watch, many Kurds were arrested in a "crackdown on legal pro-Kurdish politics."
Against this backdrop came Ambassador Ricciardone s startling disclosure: the administration s misguided proposal to target the Kurdish rebel leadership. In fact, the PKK is not al-Qaeda, nor has it targeted Americans -- and Turkey wisely rejected the U.S. offer. "Bin Laden was caught in a house," Prime Minister Tayyip Erdogan sought to explain diplomatically, "but the struggle here is in mountainous geography."
After rebuffing the assassination proposal, Turkey successfully negotiated an end to the vexing hunger strike, which had garnered considerable support in southeast Turkey, where most of the country s 15 million Kurds reside. Had the cockamamie scheme succeeded, the killings would likely have turned Kurdish public opinion against the U.S. and given the rebels a powerful recruiting tool.
This is not the first effort by a U.S. administration to suppress the Kurdish uprising in Turkey. In 1999 the Clinton administration secretly used FBI agents to track and help capture Abdullah Ocalan. For its part, the Obama administration has been helping the Turks fight the PKK for some time by sharing military technology and intelligence. But American participation in the conflict received little attention until a year ago when a U.S. drone mistakenly identified Kurdish civilians as rebels, resulting in the deaths of 35 villagers. The assassination offer came at a delicate moment in Turkish-Kurdish relations and, while it might have wiped out the PKK s top command, it exposes how out of step the Obama White House is with the aspirations of ordinary Kurds in the Middle East. There are 30 million Kurds in the region, spilling over the borders of Iraq, Turkey, Syria and Iran. Despite U.S. foreign policy to the contrary, many Kurds in these countries support the PKK and the age-old Kurdish dream of a unified homeland.
In Syria, where the Kurds number two million, "Apo" -- as PKK leader Ocalan is widely known -- now enjoys a cult-like status. That is partly because Syrian Kurds overwhelmingly back the Democratic Union Party (PYD) in Syria, a PKK ally. But the deeper reason is that local Kurds, like those in Turkey and Iran, are simply fed up with generations of second-class citizenship. With the Arab opposition to the Assad regime badly fragmented, many Kurds believe they will emerge as a winner in Syria s bloody civil war. Despite all odds, they cling to the belief that autonomy -- a "Kurdish Spring" as some call it -- is coming.
In one Syrian town this fall, I counted about 700 protesters in the streets. Young and old, they spoke Kurdish, played Kurdish music and wore traditional Kurdish clothing; many carried Kurdish flags or photos of Ocalan. Just a short time ago, such behavior would have landed them in jail -- or worse.
Across the Tigris River in Iraqi Kurdistan, where the economy is still booming in the wake of the popular U.S. invasion, Ocalan has a strong following. I have heard people in shops and tea houses there refer to the imprisoned rebel leader as "Nelson Mandela" -- but, of course, not everyone agrees. "I don t like Apo s ideology," Mohammed Haji Mahmoud, an elected parliamentarian in the Kurdistan Regional Government, told me. Still, he cautioned the U.S. not to underestimate Ocalan s appeal: "If Apo ran for president in Turkish Kurdistan," Mahmoud said, "He d be elected by acclaim."
And Iran? The case of PEJAK, the Iranian Kurdish guerrillas who share territory with the PKK on Mt. Qandhil, is instructive. The PEJAK group wants regime change in Tehran, just as many officials in Washington do. But the rebels view Ocalan as a freedom fighter, not a terrorist.
As I approached Mt. Qandhil, my fixer advised me to remove the battery from my cell phone, lest we become a target for a U.S. drone. That seemed a little paranoid, but it made me think about all the Kurdish uprisings -- including the current one -- that have taken place in these lands over the last century. Military "solutions," like the recent one proposed by the Obama administration, have failed to solve the Kurdish question, but there still may be a chance for diplomacy.
The next time the Kurds raise legitimate grievances, the U.S. should urge negotiation, not assassination. In 21 years of traveling to the region, I have never met a Kurd who didn t like Americans. It seems a pity to squander that good will.
Kevin McKiernan is a journalist and filmmaker. He directed the PBS film Good Kurds, Bad Kurds and is the author of the book The Kurds: A People in Search of Their Homeland. His report on the Kurds in Syria appeared this month in the Santa Barbara Independent.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن