من جعل السوريين يقفون بطوابير الخبز؟

حمدان التميمي
rockstar8080@yahoo.com

2012 / 12 / 26

من ضمن ما تنشره قناة "العربية"على موقعها الألكتروني من تحريض يومي على العنف في سوريا،لفت نضري خبر على شكل تقرير عن معاناة السوريين العاديين ووقوفهم في طوابير طويلة في سبيل الحصول على "الخبز" ،وهنا مع تعاطفي الصادق مع معاناة أهل الشام المساكين ولكن أتسائل من هو المتسبب بذلك ؟هل هو بشار الأسد "كما تروج ألعربية" لوحده أم أن للسعودية وقطر مسئولية كبيرة في ذلك؟ فليس من غير المنطقي أن تكون هاتان الدولتان ومعهما "دول عديدة" يدعمون المعارضون المسلحون للحكومة السورية وبكل ما يحتاجون لأسقاط الحكم ،وبنفس الوقت يتهمون النظام لسوء أوضاع الناس ومعيشتهم في الوقت الذي يعلنون بأعلامهم أن المعركة وصلت لمحيط "قصر الفيحاء "،فهل لو واجه حمد أمير قطر او ملك السعودية "ضروف مشابهة" سيهتمون بأطعام شعبهم؟ ومادام بشار لم يسقط بعد لماذا لا يسألون نفسهم سؤال بسيط هل ما يقدمه بشار "الأن" لشعبه مع ما يعانيه يقل أو يزيد عما يوفره "مرسي وأخوان مصر" المدعومين من كل قوى الخليج والوهابية؟ الجواب على ذلك يجب أن يجيب عليه أحرار سوريا ولا يتركوا بلدهم تسقط بمستنقع ما يسمى "الربيع العربي"،ولا يعني كلامي هذا أنني أبرئ بشار وحكومته من معانات شعب سوريا المظلوم،بل أنني أضع نقاط على حروف في معادلات خاطئة في السياسة العربية هذه الفترة الحرجة، ولا يجب أن تمر على الناس بعض التصريحات اليومية ألتي تصدر عن ما يسمى "الجيش الحر" الذي يحارب الدولة السورية بدعم خارجي ،فقبل أيام صرح أحدهم أن لدى الرئيس السوري ترسانة كيمياوية تعادل ما موجود لدى "أسرائيل" فهل هذا الكلام يصدر من شخص عاقل أو يهمه أمن وطن ؟أما قناة العربية فقد دأبت على بث "فيديوات مزيفة"مصورة بكاميرات الموبايل وتدعي أنها قد تكون دلائل على قرب أستخدام بشار للسلاح الكيمياوي،والمضحك أنهم عندما تضرب المعارضة قوات الأسد أو حتى مدنيين "محسوبين على النظام"تهلل العربية والجزيرة وتحتفل بالأنجاز التاريخي هذا،ولكن عند رد الجيش السوري النظامي على الهجمات بنجاح تقومان بالتباكي على الأبرياء الذين يفتك بهم جيش بشار "حسب زعمهم" ،وبين الحين والآخر يتم الحديث عن نقص الكهرباء والماء والخبز ،وتناسوا أن سوريا كانت حتى قبيل بدء العصيان الذي قام به عناصر الجيش الحر كانت تنعم بخدمات أفضل من دول كثيرة "كالأردن" الذي رضخ لتهديدات دول الخليج بقطع المساعدات ووقف ضد الدولة السورية بل وحاول جيشه ضرب الجيش السوري في حدوده "أستغلالاً" للضرف ،وللافت أن دول فتحت حدودها للاجئين السوريين "الفارين من المعارك" كالأردن وتركيا لم تهتم بهم كما يفترض رغم حجم الأموال الخليجية المرصودة ،بل أن الشرطة الأردنية غالباً ما تشتبك مع الاجئين المحتجين على سوء الخدمات،وحد "العراق" اهتم بهم على أكمل وجه رغم ضروف وأسكنهم في مجمعات سكنية جديدة "تم بنائها للعراقيين أصلاً" على عكس خيام الأردن وتركيا،ولهذا لم تسجل أي شكوى لسوريين في العراق رغم أن العراق يتهم بدعم بشار الأسد على خلفية طائفية ،أن كل أنسان "ذا بصيرة"يجب أن يحكم عقله قبل قلبه لكي يشخص الأمور كما هي وليس كما "يريدها هو" وهذا ما يجب في أمر سوريا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن