تطور عملية (الفتح) في العربية

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2012 / 12 / 25

رغم ان كلمة (الفتح) تعتبر من المفردات الاسلامية الاساسية في القرآن (الفاتحة) و (و الفتح و رأيت الناس) و تلعب دورا رئيسيا في اللغة العربية (الفاتح و المفتاح و الانفتاح و الاستفتاح) و (نصر من الله و فتح قريب) وتتكلم العرب عن الفتوحات الاسلامية (الغزوالاسلامي) و تقول (يا فتاح يا رزاق) و تسمي الله بـ (فتاح) و الناس بـ (عبد الفتاح) و (فتحية) و (فتحي) الا ان اكثر الناس تجهل تأريخيها و تطور معانيها.

نعم تعني كلمة (الفتح) العربي عكس الغلق و المفتاح العربي يحمل معنى الفتح بدل غلق الابواب و الشبابيك بعكس المفتاح الالمانيSchlüssel الذي هو من الفعل schließen و يشير الى الغلق اي يمكن ان نقول فلسفيا بان العربية تميل الى الفتح و الالمانية الى الغلق و لكن كما نعرف لم تكن للعرب بيوت لتفتح ابواها و شبابيكها لانها عاشت في (خيم) كانت تسمى سابقا (اهل) لذا تطور معنى (الاهل) الى (العائلة) و ان جميع مفردات المعمار هي في الحقيقة استعارات من الارامية و الفارسية و اللاتينية و اليونانية راجع:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=219669
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=206579
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224019
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224019

بظهور الدين الاسلامي تطور لكلمة (فتح) معاني اخرى دينية الاتجاه ففي هذه الاية من سورة الاعراف (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق و انت خير الفاتحين) و تحت تأثير الاثيوبية (فتح) يتطور المعنى الى (قرار من الله) اي (اصدار حكم الهي) قارن ايضا (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله) و (يوم الفتح) اي (يوم الحكم) راجع ايضا Koranishe Untersuchungen لـ Horovitz بينما يشير A. Jeffery في كتاب Foreign Vocabulary الى الخطوط العربية الجنوبية قارن الصابئية (فتح) اي (امر شرعي) او (قانون) راجع ايضا الطبري (في عمان يسمى القاضي بالفاتح او الفتاح).

و الان تطور معنى ثانوي لمعنى القرار و الحكم تحت التأثير الديني الى (الانتصار) و تحول اخيرا الى عبارة كلاسيكية بعد فتح مكة و السيطرة على يهود الخيبر و فتوح البلدان (غزوها و اخضاعها و السيطرة عليها) قارن سورة الحديد (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل) فالفتاح هو الذي الذي يقرر و يصدر الحكم و يعتقد Rudi Paret انه من الخطأ ان نعتقد بان معنى (فتح) تحول الى (انتصار) في عهد محمد لان (الفتح) كان لايزال يشير الى (القرار و الحكم) اي ان المعنى هنا ليس (انتصار) بل (انتصار حاسم كالقرار) و يترجم Bell (الفتح) بانه clearing-up اي سيطرة جذرية او حاسمة.

اما اليوم و بعد انتهاء الغزوات العربية و تأثيرات الانجليزية و الصحفية و العلمية و التقنية المتزايدة على اللغة العربية رجع معنى كلمة فتح الاصلي و لم يعد ذكر للفتوحات الا في سياقها الديني او في اسماء المنظمات (منظمة فتح) و اسماء البشر على الاقل عند الجيل القديم لان اسماء الجيل الجديد ابتعدت عن (عبد الفتاح). و اخيرا يجب ن نقول لمن الخزي و العار تسمية الغزوات و الهجمات العربية الاسلامية الوحشية بفتوحات.
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن