كتاب الحج : ب1 ف2 : التقوى والذّكر فى فريضة الحج

أحمد صبحى منصور

2012 / 11 / 21

كتاب الحج بين الاسلام والمسلمين
الباب الأول : منهج القرآن الكريم فى التأكيد على التقوى غاية ومقصدا لفريضة الحج :
الفصل الثانى : التقوى والذّكر فى فريضة الحج
مقدمة
1 ــ الحج مدرسة نتزود فيها بالتقوى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) (البقرة 197 ) ، الحج هو معسكر للتزوّد بالتقوى فى رحلة الحياة هذه. العادة للمسافر أن يأخذ معه زاد الرحلة. وفترة الحياة لكل منا هى رحلة سفر ، تركب فيه البشرية قطار الزمن المتحرك دائما الى الأمام لا يتوقف الى أن تأتى الساعة بتدمير هذا العالم. كل منا يركب قطار الحياة فى محطة خاصة به هى وقت الميلاد ، ويظل راكبا فى القطار الماضى الى أن تأتيه لحظة الرحيل فيهبط من القطار فى لحظة الموت. وما بين حياته وموته تكون رحلته الشخصية فى هذه الحياة الدنيا. والمؤمن هو الذى يتزوّد فى هذه الرحلة بالتقوى فهى رصيده لليوم الآخر ليفوز بالجنّة . والحج مناسبة فى العمر بمثابة معسكر يتدرب فيه ويتزود فيه بالتقوى .
2 ــ وفى التقوى لا عبرة بالشكليات السطحية فى تأدية مناسك الحج ، لذا قال جل وعلا ردّا على الجاهليين القرشيين الذين حوّلوا التقوى الى عبادة سطحية بأن يأتوا بيوتهم من الخلف:( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(البقرة 189). وحتى حين التمتع بلحوم الأضحيات فلا بد من تعظيما على أنها من التقوى:(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج 32 ) وفى كل واجبات الحج لا بد من مراعاة التقوى وإلا فان الله تعالى شديد العقاب (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (البقرة196 ). لذا فان من يفكر مجرد تفكير بالعصيان فان الله تعالى يتولى الانتقام منه لأنه حوّل التقوى فى الحج الى عكس المراد منها .( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ( الحج 25 ). أى إنّ مجرد ( الإرادة القلبية ) بالإلحاد والظلم عقوبتها العذاب الأليم .
3 ـ و( ذكر الله جلّ وعلا ) فى المفهوم القرآنى هو تعظيمه وحده ، وتقديسه وحده ، وتسبيحه وحده ، وعبادته وحده . وشأن المشركين أن يذكروا بالتعظيم والتقديس أولياء مع الله جل وعلا ، يجعلونهم شركاء له جل وعلا فى (الذكر ) . وشأن المشركين إذا ( ذكرت ) الله جل وعلا وحده إشمأزّوا ، أما إذا ذكرت أولياؤهم وآلهتهم مع الله إستبشروا ، فهم يعتقدون فى هذه الآلهة النفع والضّر وقدرتها على الشفاعة فيهم يوم الدين ، مع إن هذه الآلهة المقدسة لا تشفع ولا تنفع ، يقول جل وعلا : (أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (43) فالشفاعة لله جل وعلا وحده لأنه وحده مالك السماوات والأرض ، واليه وحده مصيرنا يوم القيامة : ( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44)( الزمر ). إلّا إن المشركين فى تقديسهم هؤلاء الشفعاء لا يذكرون الله جل وعلا وحده أبدا ، لا بد أن يذكروا معه هذه الآلهة البشرية ،ولو سمعوا شخصا يذكر الله وحده إشمأزّت قلوبهم ، فإذا ذكر هذا الشخص آلهتهم مع الله إستبشروا ، يقول جل وعلا : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45)( الزمر ) . هذا بالضبط ينطبق على أصحاب الديانات الأرضية من المسلمين ، لا يمكن لأحدهم أن يخلص لله جل وعلا عبادته ، إنه يجعل النبى عليه السلام شريكا لله جل وعلا فى ذكر شهادة الاسلام ،فليست عندهم شهادة واحدة طبقا لما يعرف بالتوحيد الاسلامى :( لا اله إلّا الله ) بل هو مثناة يرفعون فيها محمدا فوق بقية الأنبياء والرسل ويضيفونه الى الله تعالى فى الشهادة ، يفرّقون بين الله ورسلة ويفرّقون بين الأنبياء ويعصون أوامر الله جل وعلا فى سورة البقرة ( 136 ، 285 )وسورة آل عمران ( 84 : 85) وسورة النساء ( 150 : 152) وسورة الأحقاف ( 9) ، ويجعلونه شريكا لله جل وعلا فى الصلاة والأذان بالصلاة وفى الحج ، وحتى فى الشعارات التى يزينون بها مساجدهم.ثم لا يكتفون بتقديس النبى بل يقدسون معه آلهة أخرى من الصحابة والأولياء والأئمة ، يذكرونهم مع الله . وقد قال جل وعلا عن وعظهم بالقرآن وكفرهم به : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46)( الاسراء ). ونتأمّل قوله جل وعلا : (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً)، يعنى لو ذكرت ربّك وحده فى القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا . وتخيل نفسك خطيبا فى صلاة الجمعة تعظ بهذا الاسلام الحقيقى ، ولا مرجع لك سوى القرآن ولا تذكر سوى إسم رب العزة ..سترى من يستمع اليك وقد إنطبق عليهم قوله جل وعلا : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً )..وصدق الله العظيم ..!!
4 ـ و( ذكر الله وحده ) بهذا المفهوم القرآنى يغلّف العبادات الاسلامية ، من دعاء وصلاة و قراءة للقرآن وتفكّر فى خلق السماوات والأرض . فالصلاة هى ذكر منظم يتكرر خمس مرات فى اليوم، وممكن لمن يريد أن يكون من السابقين أن يضيف نافلة قيام الليل بالصلاة والتهجّد وقراءة القرآن، وهناك مناسبة سنوية تستمر عاما هى صوم شهر رمضان ، وفيه ترتبط عبادة الصوم بالذكر وقيام الليل والدعاء والاعتكاف فى المسجد ليحقق الصوم هدفه الأساس وهو التقوى ( البقرة 183 : 187 ). ويرتبط الذكر بالحج مؤكدا على أن الهدف منه هو التقوى فى فرصة تتاح للمستطيع ولو مرة فى حياته .ثم يأتى الذكر وحده قولا وفعلا عبادة قائمة بذاتها . وبهذا الذكر اليومى بالصلاة والسنوى بالصوم وفى مناسبة الحج يتزكّى الانسان وتسمو نفسه ليكون صالحا لدخول الجنة .
أولا : نوعا الذكر : الذكر العملى :
1 ـ الذكر العملى هو الأكثر صلة بالتقوى. وهو أن يذكر المؤمن ربّه جلّ وعلا حين يوسوس اليه الشيطان بالإثم فلا يقع فى المعصية . يقول جلّ وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام:( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) الاعراف ) ثم يقول جلّ وعلا عن صفة المتقين:( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) ، أى تذكّروا وذكروا إسم الله جلّ وعلا فانتبهواوأقلعوا وابتعدوا عن الوقوع فى الإثم .هذا بينما يسيطر الشيطان على أتباعه فيمدّ لهم حبال الغى فلا يقصّرون:(وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) الاعراف). فالتذكّر هنا بمعنى التقوى والخشية قبل الوقوع فى المعصية.وهذا التذكّر فرصة لكل إنسان مهما بلغ طغيانه، حتى لو كان فرعون موسى . ولقد قال جل وعلا لموسى وهارون :(اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) طه ). أى (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )..
2 ـ والتذكّربالتوبة بعد الوقوع فى المعصية، فالمتقى هو ايضا من يتوب بعد الوقوع فى المعصية، فمن صفات المتقين الاستغفار من الذنب الذى وقعوا فيه وعدم العودة للوقوع فيه :( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) آل عمران ).
أنواع الذكر القولى :
1 ـ عبادة التسبيح ، ليس بالرقص والغناء كما تفعل الصوفية ، ولكن بتضرّع المتّقى بصوت خافت ليل نهار:(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) الاعراف ).
ويرتبط ذكر الله وتسبيحه : بالدعاء ودوام التذكّر لرب العزّة جلّ وعلا حتى لا ينسى المؤمن ربه جل وعلا :(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً (24) الكهف ).
ويرتبط بالتفكر فى عظمة الخالق جل وعلا:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)(آل عمران) .
كما يرتبط بالصبر (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) (طه ). ومواجهة الشدائد، إذ قال جلّ وعلا لموسى حين أرسله لفرعون: (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) طه).
ولذا كان موسى عليه السلام يذكر الله جلّ وعلا كثيرا : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) طه ) وهوشأن المؤمن كما جاء فى سورة الأحزاب :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)،وفيه يستوى الرجال والنساء:(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35)( الأحزاب ).
2 ــ ومنه عبادة الذكر بالقرآن الكريم :
2/ 1 : فالذكر من أوصاف القرآن الكريم : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) يس ) ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)ص )، (وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (50)الانبياء ).
2/ 2 : والناس بالنسبة للقرآن الكريم نوعان ، منهم من يتّعظ به ويتذكّر ويتّبع القرآن:(إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس ). والمؤمن هو الذى يتدبرالقرآن بعقله وقلبه ليزداد به إيمانا ، فمن صفات عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73 الفرقان)، ومن صفات المؤمنين حقا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)(الأنفال).
ومنهم من لا يتعظ ولا يتذكّر، يقول جل وعلا فى سورة ( طه ):( كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً (100)، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126). ويقول جلّ وعلا فى سورة الكهف:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57). وفى إفتتاحية سورة الأنبياء :(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2). لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ). ويقول جلّ وعلا عن موقف أكثرية البشر من الوعظ القرآنى : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50 ). الفرقان).
وذكر رب العزة الفريقين فى سورة السجدة : فى البداية يدعو الناس الى تذكّر الخالق جل وعلا بالكتاب الذى لا ريب فيه : (الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4). ثم بعد هذا الاستفهام الاستنكارى : (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ) يأتى فى منتصف السورة وصف المؤمنين حقا بأنّهم الذين يتذكّرون ويخشعون بالذكر القرآنى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) ، وفى المقابل يوجد المجرمون أظلم الناس :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) السجدة ).
3 ـ الصلاة والذكر: الصلاة فى حقيقتها إستدامة ذكر الله بطريقة يومية منظمة من قيام وركوع وسجود وجلوس وقراءة الفاتحة وآية التشهد والتسبيح والحمد. إى هى إقامة الصلاة بهدف ذكر الرحمن جل وعلا بترسيخ التقوى فى النفس يوميا. ، وعلى هذا قامت فريضة الصلاة فى ملة ابراهيم عليه السلام التى توارثها العرب من ذرية اسماعيل (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً (55) مريم ) وتوارثتها بنو إسرائيل ، ولكن مع تضييع هدفها فى ترسيخ التقوى،لأن الخلف من الذرية لم يقيموا الصلاة فأضاعوا التقوى حين إتّبعوا الشهوات دون توبة ودون ذكر الرحمن خلاف ما كان عليه أسلافهم العظام الذين كانوا يخرون سجّدا وبكيا حين يسمعون آيات الله تتلى عليهم،يقول عنهم جلّ وعلا:(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً (58) إختلف الوضع إذ أضاع الخلف مسيرة التقوى بتضييع الصلاة وإتّباع الشهوات : ( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)(مريم ).أى أضاعوها بالمعاصى وعدم إقامة الصلاة لذكر الله جل وعلا تقوى وخشية . لذا قال جل وعلا لموسى عليه السلام فى أول وحى له بأن يقيم الصلاة وفق ملة ابراهيم الحقيقية لكى تكون الصلاة ذكرا للمولى جل وعلا:(إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14) طه).والصلاة لنا من وسائل التقوى مع تلاوة القرآن الكريم وذكر الله جل وعلا ، وهذا ما قاله رب العزة لخاتم المرسلين عليهم جميعا السلام :(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت ).
ثانيا : مناسك الحج هى لذكر الله جل وعلا وحده أى تقوى الله جلّ وعلا وحده:
قلنا إنّ التقوى هي الهدف من فريضة الحج، كما هى المقصد لكل العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج وجهاد وذكر لله تعالى . ولكن موقع التقوى فريد في فريضة الحج . ومنهج القرآن هو التركيز على التقوى حتى لا تتحول مناسك الحج الى مجرد أداء سطحى ، أو أن تتحوّل المناسك الى مناسبات للإنحلال الخلقى والعصيان ، أو يتحوّل الحج الى مناسبة للإستغلال السياسى . وهذا ــ مع الأسف ـ ما وقعت فيه قريش والعرب قبل وأثناء نزول القرآن فى مكة ، ثم بعد موت خاتم النبيين عادوا الى نفس التحريف والانحلال والعصيان ، وتكفّل الدين السّنى بإعطاء مشروعية كاذبة باحاديثه وأحكامه الفقهية لهذه الافتراءات . وهو ما تطبّقه الآن دولة السعودية بدينها الوهابى التيمى الحنبلى السّنى.
الذكر فى مناسك الحج
1 ـ من البداية ، من ملة ابراهيم ، يقول جلّ وعلا يربط الذكر بفريضة الحج :( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ (28 ) ( الحج ) أى فالحج ومناسكه هو لذكر إسم الله جلّ وعلا فى أيام معلومات:( وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ (28 ) ( الحج ). أو أيام معدودات يتم التركيز فيها على التقوى :( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203).( البقرة)
2 ــ وتأتى تفصيلات فى سورة الحج تربط ذكر الله جل وعلا بمناسك الحج ، فتعظيم الشعائر من علامات التقوى :( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32). والتقوى من مرادفاتها الإخبات ، وقد وصف الله جل وعلا المخبتين فى هذا السياق فقال : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِ الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35) وحتى ( الهدى ) من الأنعام التى يتم نحرها لإطعام ضيوف الرحمن فى بيت الرحمن هى من شعائر الله جل وعلا ، لذا يجب ذكر إسم الله عليها وشكره جل وعلا ، وجعل التبرع بها وسيلة للتقوى (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرْ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج )
3 ــ وتترى التوصيات بذكر الله جلّ وعلا فى سورة البقرة فى سياق تشريع الحج، ومنه ذكر الله بعد طواف الافاضة من عرفات عند المشعر الحرام (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198). وذكر الله جل وعلا بعد قضاء المناسك: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ ). وبدلا من التفاخر بالأنساب والآباء فإنّ ذكر الله فى بيته الحرام هو الأولى .( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ). وبعض الناس تهمّه الدنيا ويريد متاعها فيدعو الله بالثراء والسعادة الدنيوية ناسيا الآخرة وهى الأبقى، لذا يأتى التنبيه بالدعاء الأفضل: ( فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) . نقرأ الآيات بأكملها من سورة البقرة : ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) البقرة ).
أخيرا :
الحج مدرسة نتزود فيها بالتقوى. وذكر الله جل وعلا أهم ملامح التقوى . فلا ينبغى أن نذكر غير الله فى بيت الله وفى موسم الحج . هذا هو الحج فى الاسلام : يأتى المؤمن ليحج الى بيت الله الحرام قائلا : (لبيك اللهم لبيك ) ، ولا يصح أن يخلط هذا النداء وتلك الاستجابة بذكر غير الله ،أى لا تعظيم إلّا لله جل وعلا فى بيت الله .. جل وعلا .
الفصل القادم : التقوى أساس فى الدعوة للحج .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن