ورزازات مسيرة رغم العسكرة والمنع

علي بنساعود
ali_bensaoud@yahoo.fr

2005 / 3 / 9

رغم قرار المنع الذي اتخذته سلطات ورزازات (الجنوب الشرقي المغربي)، والعسكرة التي عرفتها المدينة، وضدا على إرادة اللجنة المنظمة التي كانت تنوي الانضباط للقرار، استطاع "تيار من المشاركين المحليين" قيادة القافلة التضامنية مع عمال ومعتقلي منجم إيميني، وأن يجوبوا بها أهم شوارع هذه المدينة، تضامنا مع المعتقلين، دون أن يحدث الإخلال بالأمن العام الذي "خافت"!!! وقوعه السلطات المحلية.
ومعلوم أن هذه القافلة كانت تحت شعار "الحرية لمعتقلي منجم إيميني" وأشرفت على تنظيمها "اللجنة الوطنية لدعم عمال منجم إيميني" وقد انطلقت مساء السبت الماضي (07 مارس الحالي) من مدينتي الرباط والبيضاء... وشاركت فيها لجن محلية للتضامن جاءت من عشرات المدن، وحضرها مجموعة من القادة السياسيين والنقابيين والحقوقيين والجمعويين والشبيبيين والنسائيين والأمازيغيين، على رأسهم محمد مجاهد الأمين العام لليسار الآشتراكي الموحد وعبد الله الحريف الكاتب العام لحركة النهج الديمقراطي، وقد جاءا معا باسم تجمع اليسار الديمقراطي... وألقى أولهما كلمة تضامنية باسم "التجمع" في المهرجان الخطابي الذي نظم أمام مقر (كدش) بالمناسبة، عقب المسيرة... يذكر أن القافلة نظمت يوم الأحد الماضي عدة وقفات، أولاها كانت أمام مقر الشركة المستغلة لمناجم إيميني (أزيد من 50 كلم جنوب ورزازات) والثانية أمام مقر الجماعة القروية "أمرز?ان" التي تدخل مناجم إيميني ضمن نفوذها الترابي، والتي يعتبر المناضل المعتقل (محمد خويا) أحد أعضاء مجلسها، أما الوقفة الثالثة فكانت أمام قصر بلدية ورزازات...
وخلال هذه الوقفات، أدان المشاركون الحكم الظالم الصادر في حق المناضل محمد خويا ورفاقه المعتقلين (60 سنة)، وأعلنوا عن تضامنهم اللامشروط معهم، وطالبوا بالسراح الفوري لهم، كما نددوا بتسخير القضاء لتكميم أفواه المناضلين السياسيين والحقوقيين الملتزمين بقضايا الطبقة العاملة وعموم الكادحين، وبالهجوم على الطبقة العاملة وبقمع الحرية النقابية والحريات العامة وطالبوا بإلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي وأعلنوا رفضهم لتجريم حق الإضراب.
وحسب الأستاذ محمد العوني منسق اللجنة الوطنية للدعم، فإن هذه القافلة تأتي للتعريف بمحنة عمال مناجم ايمني ولفضح المؤامرة التي دبرت ضدهم ولقول (اللهم إن هذا منكر) لما حصل لنقابيي مناجم إيميني، وسيما ما وقع لستة منهم، (على رأسهم محمد خويا الكاتب العام لنقابة عمال مناجم إيمني (كدش) بورزازات)، حكموا بستين سنة سجنا رغم أن كل القرائن تبرئهم، وللتضامن مع عائلاتهم...
وحسب المتتبعين، فإن قضية إيميني أصلها اجتماعي بين العمال وإدارة الشركة (الشركة الشريفة للدراسات المعدنية) تحول، بتواطؤ من السلطة، إلى قضية جنائية زج بموجبها بالنقابيين في السجن في محاولة من الشركة لتفتيت كل مقاومة والاجهاز على كل المكتسبات وتصفية المنجم بعد التخلص من العمال سيما أن العمال المعتقلين كانوا قد وقفوا حجرة عثرة في وجه المخطط التصفوي لادارة المنجم...

علي بنساعود



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن