في الثقافة الوطنية القومية الاصيلة

سعيد الوجاني
zehna_53@hotmail.fr

2012 / 10 / 30

الثقافة هي جهاز معرفي يتقدم به المجتمع كإجابة على ما يواجهه من تحديات ، ثم تتحول رموز هذا الجهاز الى مركب كلي يتضمن المعرفة والمعتقد والأخلاق والدين وسائر طرق التعبير . وهذا التعريف للثقافة يجمع بين الثقافة كتراث للإنسانية جمعاء والثقافة كهوية خاصة بهذا المجتمع او ذاك ، وقد يظن البعض ان في هذا شيئا من التناقض ، ولتوضيح الصورة نقول : يعيش الانسان كما تعيش اجناس الحيوان ، في مجتمعات مستقلة تحدد استقلاليتها ظروف البيئة والمحيط . واذا كانت المجتمعات الانسانية قد اخذت اشكالا مختلفة ، القبيلة والمدينة والمملكة والإمبراطورية ، قبل ظهور فكرة القوميات في عصر النهضة الاوربية ، واذا كان البعض يرى ان انقسام علمنا الى قوميات هو اشبه ما يكون بالإرادة الالهية ، في حين يرى البعض ان الآخر ان مرحلة القوميات هي مرحلة مؤقتة وأننا بدأنا الدخول في مرحلة ما فوق المجتمعات القومية ، فان ما يهمنا هو ان هذه المجتمعات على اختلاف اشكالها تتميز بثقافتها الخاصة اولا وقبل كل شيء . من هنا كانت الثقافات الخاصة تتراوح بين ثقافة مجتمع القبيلة او مجموعة قبائل كما كان حال العرب قبل الاسلام ، وثقافة مملكة مترامية الاطراف كمملكة الأسكندر المقدوني ، مرورا بمجتمعات بشرية صغيرة او كبيرة ذات شخصيات ثقافية مستقلة . وكما يمكن الحديث عن ثقافة مجتمع واحد كذلك يمكننا الحديث عن ثقافة مجموعة مجتمعات متقاربة ، وكما يمكننا الحديث عن ثقافة مجتمع ما في مرحلة تاريخية معينة ، يمكننا الحديث عن ثقافة هذا المجتمع عبر مراحل تاريخية عدة .
وبسبب هذا التفرع في استخدام اصطلاح ثقافة ، ولمزيد من التحديد ، استحدث علماء الاجتماع والانثروبولوجيا تعبير النظام الثقافي ألاجتماعي وهو يشير الى ثقافة مجموعة بشرية مستقلة ذات نظام اجتماعي محدد ، ولا يهم بعد ذلك ، ما اذا كان هذا النظام الاجتماعي هو القبيلة او الامة او مجموعة امم ، كما نقول المجموعة الاوربية مثلا . ولا يعني تعبير " النظام الثقافي الاجتماعي " المحدد والمستقل قيام الحواجز والحدود الفاصلة والقاطعة بين الانظمة الثقافية الاجتماعية ، فالحدود يمكن ان تفصل المكان ويمكن ان تفصل الزمان ايضا ، بل ويمكن ان تفصل الاجناس ، إلا انها لا تستطيع ان توقف التحاور والتبادل وامتزاج الثقافات وتفاعلها وتداخلها . كل ما في الامر ان النظام الثقافي الاجتماعي المحدد هو تعبير متميز وخاص عن التراث الثقافي الانساني ، فهو من جهة يحمل كل مكونات الثقافة الانسانية إلا انه يختلف في بنيته وتركيبه وتنظيمه في ميادين التكنولوجيا والإدارة والايدولوجيا .
وكما ذكرنا علاه يعود هذا الاختلاف لظروف البيئة والمحيط ، وهذا يشمل الموارد الاولية والتشكيلات الاقتصادية والاستخدام الانساني لها ومستوى تطور الآلات والوسائط والتكنولوجيا عموما ، كما يشمل الرموز الانسانية الاخرى ولا سيما الرموز اللغوية ورموز التعبير الفني وسائر النشاطات الاجتماعية .
واذا كانت هذه الاختلافات في التعبير تؤخذ عادة كمؤشر لمدى تطور المجتمع ، فان البعض قد غالى في تفسير هذه الاختلافات واعتبرها انعكاسا لشروط بيولوجية وفيزيولوجية ، واستنتج منها استنتاجات لم يؤكدها العلم ، خلاصتها ان بعض الاجناس البشرية اقدر من غيرها على استيعاب نتائج الحركة العلمية المتطورة . ومن هذا القبيل حكم بعض الامريكيين البيض على الامريكيين السود وعلى غيرهم من الاجناس الملونة كما يسمونها ، وحكم بعض الغربيين على الشرقيين عموما والعرب خصوصا . ولما كان البعض قد اجرى شيئا من التجارب محاولا اثبات وجود فروق بيولوجية بين اجناس الانسان دون الوصول الى نتائج علمية مؤيدة ، فإننا نعتبر هذا الضرب من الادعاءات من قبيل المواقف الثقافية التي تفصل بين مجتمع ومجتمع ، وهي في نفس الوقت دليل على تخلف ثقافي ، ووجود ثغرات ثقافية كبرى او جيوب ثقافية من عصور سالفة حتى في المجتمعات المتطورة .
يأتي الانسان الى هذا العالم دون اي ثقافة على الاطلاق ، ومنذ اللحظات الاولى لدخوله هذا العالم يبدأ الطفل باكتساب سلوكه ومواقفه وقيمه ومثله واعتقاداته وأسلوبه في التعبير ، وكل ما يدخل في عداد ثقافة بيئته الاجتماعية الثقافية المحيطة به ، ولا نغالي اذا قلنا ان لهذه الثقافة من التأثير ما يرتفع فوق الغرائز والحاجات العضوية ، بل ما يرتفع فوق حياة الفرد فيتقدم من الموت بخطى ثابتة وكأنه يمارس فعلا حياتيا .
الثقافة هي التي تجعل الانسان يرتفع فوق جميع رغباته الحسية عموما فيؤثر التبتل او الرهبنة ، وهي نفسها التي تدفع الانسان لان يختار ان يجوع حتى الموت مع توفر الطعام حوله ، او ان يختار ان يقتل اما او اختا او اخا عزيزا غسلا للعار ، او ان يضحي بنفسه في عملية انتحارية من اجل فكرة او هدف يدخل في عداد ثقافته .
ما زالت الكلمة الاولى في سلوك الفرد الفكري والعلمي هي للثقافة الوطنية والقومية ، ومن المتوقع ان يستمر الامر كذلك لفترة طويلة من الزمان على الاقل . فعلى الرغم من وجود تحديات وهموم تعني الانسانية جمعاء ، مثل خطر التسلح النووي واحتمال قيام حرب لا تبقي اثرا لثقافة العالم ولا لتجلياتها الخاصة التي نطلق عليها اسم الثقافة القومية ، ومثل تلوث البيئة وتهديد المحيط الحيوي الذي يعيش فيه الانسان والحيوان على حد سواء وغير هذا وذاك ، فان هذه التحديات والهموم الانسانية المشتركة لا تواجه بموقف مشترك ولا تفعل فعلها بدرجات متقاربة ، بل قا ان العالم ينقسم بشان اسبابها اذ لم نقل بشان نتائجها ايضا .
واذا كان ثمة من عامل يقرب في عصرنا الراهن بين الثقافات القومية والخاصة ، فهو العامل التكنولوجي : انتشار التكنولوجيا ، وخلقها لأنماط متقاربة من السلوك والتفكير ، وتضييقها لرقعة العالم ، وغير ذلك كثير يجعل التكنولوجية عامل توحيد ثقافي على مستوى العالم بأسره . لم تكن الثقافة الواحدة يوما نتيجة ارادة واحدة او تعاقد اجتماعي كما ظن جون جاك روسو ، تتكون الثقافة اولا ثم ينشا العقد الاجتماعي . ان مشكلات العالم اليوم المشتركة لن تكون عامل توحيد فعلي بقدر ذلك التأثير البالغ الذي تحدثه التكنولوجية في سلوك الانسان ونمط تفكيره وتوحيد رأياه المستقبلية ، ومع ذلك نقول ان الاختلافات في الثقافات مرشحة للاستمرار بل والترسيخ ، ليس بسبب درجة استخدام التكنولوجية فقط ، بل بسبب المصلحة المرتبطة بهذا الاستخدام . لقد كانت المصلحة التي تربط مجموعة بشرية معينة هي العامل الرئيسي في قيام النظام الثقافي الاجتماعي الخاص بهذه المجموعة ، وليس من سبب يلغي هذه القاعدة او يحد من هذا العامل اليوم .
ويقف الى جانب التكنولوجية عامل آخر لا يقل اهمية وهو وحدة العلم والحركة العلمية . والوحدة المقصودة هنا ليست الوحدة التنظيمية او الوحدة المنهجية ، بل وحدة تداخل النتائج والتأثيرات ووحدة ترابط فروع المعرفة . ونكتفي هنا بالقول ان عالم الفلك العربي مثلا لا يكون عالما حقا في زماننا هذا اذا اكتفى بالنظريات والمبادئ الفلكية التي كانت معروفة في العصور الوسطى ، مع ان العرب كانوا الاكثر تقدما في هذا الميدان في ذلك الحين . ولا بد لعالم الفلك العربي اليوم من ان يكون على اضطلاع مباشر على النظريات الفلكية الحديثة وعلى ما خطاه علم الفلك من خطوات جبارة في ربع القرن العشرين . وما يصدق على علم الفلك يصدق على الطب وعلم النفس وجميع العلوم . وهنا لا يفيدنا كثيرا ان نقول ان العرب والمسلمين معهم قد سبقوا في هذه الميادين ، ولا يكفي ان نقف على سبق ابن سيناء والرازي وابن الهيثم وغيرهم حتى ندخل في عداد العلماء ، اذ لا بد لنا من الدخول في الحركة العلمية الحديثة في ميدان تخصصنا ، فلا يمكن اطلاق لقب طبيب او عالم نفس او عالم بصريات او عالم اجتماع او غير هذا او ذاك على من لا يقف على احدث النظريات على الاقل ، ناهيك عن المساهمة في حركة العلم في ميدان علمه وعمله . وسواء اكان جراح قلب او العيون او عالم الفلك او غيره يعمل في المغرب ام في اسبانيا ام في جنوب افريقيا ...لخ ، فانه لا يكون جراحا او عالما اذا اكتفى بعلوم الاولين ، او اذا اهمل نتائج البحوث العلمية المتخصصة ، واذا لم تكن جهوده متممة للحركات العلمية بالمساهمة والمشاركة فيها ، بالإضافة اليها او تصحيح مسيرتها .
وينتج عن هذا كله ان المثقف لا يكون مثقفا حقا بالابتعاد عن عصره وروح عصره وهموم عصره وقضايا عصره وثقافة عصره . قد يهتم فرد ما او مجموعة افراد بالتعمق بدارسة اللغات القديمة مثلا فيكشفوا لنا عن اصول هذه اللغات وقواعدها واستخداماتها وحدودها وأبعادها ، وهذا يدخلهم في دائرة العلم ويضعهم في مصاف العلماء خاصة اذا استخدموا نتائج المعرفة الانسانية في منهاجهم وطرق بحثهم ، إلا ان هذا وحده لا يكفي ، اذ لابد لهم من ان يضموا الى علمهم هذا الى علوم العصر وان يضعوا نتائج ابحاثهم في خدمة الحركة العلمية المعاصرة . فلا بد لهؤلاء العلماء ولعلمهم من احتلال موضع ما والدخول في علاقات ، وان يترجم عملهم الى تطبيقات ونتائج تصب في الحركة العلمية الواحدة . وما يصدق على العلم والعالم يصدق على الثقافة والمثقف عموما ، فمن اوقف حدود ثقافته عند ثقافة الاوائل لا تتعداها الى ما آلت اليه الثقافة في عصره ، فليس من علاقة له بالثقافة والمثقفين لأنه لا علاقة له بعصره .
ان وحدة العلم ووحدة الحركة العلمية هي اذن نتيجة طبيعية لوحدة الانسان كانسان من جهة ، ووحدة العالم الطبيعي الذي يتعامل معه الانسان ، وبالتالي وحدة المعرفة الانسانية من جهة اخرى . ومن الواضح هنا اننا لا نتحدث عن العلم بالمعنى الاسلامي او المعرفة بالمعنى الديني ، فذلك ميدان خاص لم يعد هو اساس العلم والمعرفة ، بل لم يعد فرعا اساسيا من فروع العلم والمعرفة . ولكن اذا كان الامر كذلك فأين هي الثقافة القومية ؟ وأين هي الشخصية الثقافية الخاصة ؟ وكيف تكون الاصالة ؟ .
الثقافة القومية هي التجلي الخاص بشعب من الشعوب ، هي تعبير المجتمع بطريقته الخاصة ورموزه المستقلة عن نضجه وتطوره ، وعن رؤيته للإنسان والعالم والطبيعة والكون عموما . انها طريقته الخاصة بتجسيد حاضره ورسم آماله ومعالم مستقبله ، وهذا كله لا يعني ان لا يكون علمه من علم عصره وثقافته من ثقافة عصره . ان المثقف البارع ليس الذي يحفظ ما درسه ، بل هو الذي يلاءم بين علمه وبين الامراض التي تعترضه في بيئته ، هو الذي يفيد مما اخذه من الجامعة ، سواء اكانت اجنبية او وطنية ، ليؤدي وظيفته في مجتمعه وبيئته .
من الطبيعي ان لا تقتصر الثقافة القومية لشعب من الشعوب على تعديل علوم العصر بالإضافة اليها فقط ، اذ لا ينمكن لمجتمع ما ان يغفل كل ماضيه وقيمه وعاداته وما درج عليه من سلوك وما اخد به من تقاليد وعادات منذ مئات السنين ، اي الموروث الايديولوجي لدولة من الدول ولشعب من الشعوب ، فلا بد له من المحافظة على تراثه الخاص وشخصيته المميزة . إلا ان المحافظة على التراث الخاص والتمسك بالشخصية المستقلة المتميزة لا يكون بالمحافظة على القديم حتى لو وجدنا ما هو اصلح منه لحياتنا ، فإذا كانت وسيلة النقل التقليدية هي العربة والحصان وما اشبههما ، فنحن لا نستطيع التمسك بوسائل النقل التقليدية لأنها جزء من تراثنا ، بل قل نحن لا نستطيع ذلك حتى لو اردناه ، لأنه يضعنا موضع الضعف ، ويقودنا الى العجز ، بل الى ما يشبه الشلل ، ليس لان الجيوش تعتمد على وسائل النقل السريعة فقط ، بل لان حركة الانسان في العالم اصبحت اسرع في كل ميدان فلا يمكن ان نبقى مع مسيرة العالم بوسائل نقل تقليدية .
ليس من العار ان نتخلى عن بعض عاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا ، بل وحتى بعض قيمنا ، اذا استبدلناه بما هو اصلح منه ، ونحن حتما لا نفتقد شخصيتنا القومية عندما نفيد من تجارب الاخرين وعلم الاخرين ، إلا اننا نفقد هذه الشخصية عندما نتحول الى تابعين للآخرين . لا نفقد شخصيتنا عندما نبني جيشا غربي الطابع او جامعة حديثة ، او عندما نستخدم وسائل النقل الحديثة او عندما نتكلم في الهاتف النقال ونستخدم الكمبيوتر ، ولكننا نفقدها عندما نستهلك ولا ننتج ، عندما نقلد ولا نجدد ، عندما نتلقى ولا نعدل او نضيف او نطور . ليس من العار ان تقتبس ، بل من العار ألا نقتبس ، ولا شك انه من العار اولا وقبل كل شيء ان كل ما نقتبسه ينتجه غيرنا ، ونحن نستخدمه دون المام بكل ابعاده وأغراضه ووظائف اجزاءه .
قد يقول قائل ان هذه الامثلة المقدمة ( النقل التقليدي والنقل العصري ) لا تثير الكثير من الاشكالات ، وان هناك امثلة اعقد وأكثر دلالة على وجود اشكالات . الواقع ان هذا صحيح الى حد ما ، لكن ان نحن حللنا جميع ما يشكل الشخصية الثقافية الى عناصره البسيطة ، وجدنا ان ما يصدق على وسائل النقل مثلا يصدق على غيره ايضا مما يسمى النظام الثقافي الاجتماعي ، بما في ذلك القيم . لنأخذ مثلا الكرم الذي عرف به الآباء او لنأخذ الشجاعة المحببة الى قلب العرب : ليس من الكرم ان نهدر ثروتنا في اقتصاد استهلاكي . اما الشجاعة فقد تكون قول الحق ، وقول الحق اننا لا نعيش القيم الثقافية التي نتغنى بها لان ظروف الحال والحياة قد تغيرت وتبدلت . وقد تكون الشجاعة هي الاقدام في المعركة ، وقد اصبح لهذه الشجاعة شروطا جديدة ، اذ ليس من الشجاعة في شيء ان نواجه المدفع او الرشاش بالسيف او الرمح ، فهذا تهور او انتحار ما يشبه ذلك . وما يصدق على الكرم والشجاعة يصدق على اكثر قيمنا التراثية .
اما الاصالة فهي محاورة الماضي من اجل الحاضر والمستقبل . ليست الاصالة عبادة الماضي كما ان الحداثة والتقدم لا يكونان بعبادة كل ما هو جديد . ان ثقافتنا القومية وشخصيتنا الثقافية وأصالتنا انما تتحقق بإعمال العقل في كل ما يخصنا ، وكل ما يحيط بنا ، وكل ما يتعلق بحياتنا . وإعمال العقل هو من القيم الثقافية الاساسية في تراثنا ، ننظر عبره ونسير بواسطته ما يصلح لحياتنا ، وما يفيد في لحاقنا بالركب الحضاري ، فنترك القشور ونتخلى عن المظاهر ونهتم بحقائق الامور . ثقافتنا وشخصيتنا وأصالتنا تكون بالإبداع الذي تخلى عنا من زمن بعيد ، لأننا لم نعد على راس المسيرة ، بل لم نعد حتى في وسطها ، بل اصبحنا في مؤخرتها . اذن لا خلاص لنا اذا لم نتدارك امورنا ونسارع الخطى على طريق العلم والعمل ، نقتبس من الاخرين ونجدد ونطور ونعدل ونكيف المعرفة لمصلحتنا ، ثم نبدع بعد ذلك ونسهم ونشارك ، وبهذا وحده نحافظ على اصالتنا ونحفظ شخصيتنا ومن ثم نتدارك امر ثقافتنا لا بالتبعية للماضي ولا بالتبعية للآخرين .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن