و... تضحكين...

أم الزين بنشيخة المسكيني
omezineminerva@gmail.com

2012 / 10 / 17


و... تضحكين...
ها أنت ..تضحكين
و الخراب يزدهر من فرط الحنين ..
على جمر يتلظّى بلا نار ..
و المدينة تسافر بعد حين ..
أيّتها الملتحفة بالحرف الهزيل ...
لمن تضحكين ..؟
و أفواه الوديان فاغرة ..
تبحث عن زمان لمدينة من طين ..
لمن تضحكين ..؟
و النسور أقسمت على سرقة
كل غيمات هذا المساء ...
كي يجوع الهوى الى الهواء ..
و تنتحر ذرّات الياسمين ..
و ها أنت تضحكين ..
و لكنّ ابتسامة عابرة
تكفي لرسم لوحة أخرى
لذاك الجبل القادم من الشرق القديم ...
تضحكين هدرا ..
و تضحكين سهوا ..
و تضحكين عمدا ..
و يكفيك بكاء ا قليلا
كي تبعثرين أعماق الجحيم ...
أيّتها المكفّنة بالزعفران ..
حذار من التستّر على قصّة بلا أبطال ..
حذار من رجم الشياطين خطأ
قبل مجيء نهار..
لا يصلح فيه السفر و لا الانتظار ..
و تجيبهم... روح حملت أوجاعها خلسة
و سرقت كل النجوم التائهة
و رحلت بعيدا عن المشعوذين و التجّار ...
" عمدا أزرع الألغام في هذي الربوع
علّ الرموش النائمة تستيقظ
من أفيون بعيد المدى
ضارب في عمق الثرى ..
عمدا أنثر الضحك المقوّى بالصدى
علّ جدران القلوب المغلّقة على السفرجل الكئيب
تنفجر قهقهة ..و تستبدل هذي الدمى ..
و يجيء المدى يجرّ في تيّاره كل المدى ..
سيسقط هذا البناء عمدا بين أيادي دعاة الهوى ..
و ستطير الفراشات حذو زهرة
جرحوها يومها
و صادروا أوجاعها ..
سيأتي المساء ..
و يطول في عينيها قليل من دواء ...
لن تنام المدينة ليلتها ..
فأعراسها تنتظر عرسانا ..
و أزهارا في لون السماء ...




و.. ينسى أنّها روحا من جحيم ...............................................................
و أنّ السنابل التي زرعتها هذا العام
تشكو من نقص فادح في الثرى
و من هُزال أصاب ذاك الطين
في بستان قديم ....
و ينسى أنّها جاءت من بحيرة لا مكان فيها
لروّاد المستنقعات ..و لا لقصائد بلا ضاحكين ..
و يعيد اليها أناملها ..
واهما أنّها لا تضلح لمداعبة الأقحوان
في ليل طويل ..
كان يطلب عشقا قليلا ..
و امرأة أصغر من مدى عينيه ..
و كانت كل النساء..
... تحيك له نسيجا
من الحرير المجفّف بأوراق التين ..
و ينسى أنّها روحا من جحيم ..
فيأتي عند المساء يجرّ بعضا من حبّ حزين ..
و تجلس هي على حافة قلب لا يتّسع لغير العابرين ..
و ترحل عنه الى نجم بعيد ..
يتقن العزف على ايقاع روح حزين .. .

لماذا تجيء اليّ عمدا ..
في مساء حزين ؟
و عمدا ..
تزرع السفرجل في حقل
مجاور لقلب وعده الورد بالرحيل ..
و عمدا ...
تقول أنّ الوقت لا يتسع لزمانين
و أنّ الحدائق لا تكفي لقلبين ..و لقصتين ..و لحزنين
و ليدين يسريين ..
و لنعلين يتيمين ..
و عمدا .. تقول أنّي من شفتيك أسترق
أزهاري و لوحتي ..
و أنّي من عينيك أسترق
كل قصائدي و ترانيمي ..
و أنّي أبذّر سمائك على مدينة
لا تصلح الاّ للبكاء على توابيت الراحلين ..
لماذا تجيء اليّ في هذا الهزيج الأخير ..
هل تطلب موتي ؟
أم جئت تبشّر بحقول أخرى
تراقص الزياتين ؟
و ان جئت تطلب موتي
فقد كلّفوني بألاّ أموت قبل موتي بألف حين ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن