الجرح والبعد

سردار الجاف
serdar1957@yahoo.com

2012 / 9 / 4

أيام الحزن بتصوري قد غادرتنا ولكن معدودات منها كتبت حبنا بأحرف الفراق ، هاجست الاخبار بين حسرات التي تنادي للقاء موعدنا هجستني بأنم الليالي ستطال خطواتها وفعلا طالت تلك الليلة التي كانت سنة كاملة ، فتلتني الظلام بأحضانها كأنني بين ضوضاء مقتبس من الليل الدامس أغرقت أجنحتي ولن تصل لصوب الطريق وسواحل البحيرة ، بعدما غمرت أفكاري وغطست في أجنحة مبللة بوسادة الذهن المدهش لنلك الذبذبات الآتية من القارة السوداء ، أقلعت تخيلاتي لتبلل جسدها بمياه سوداء ، وتغني لأرواح الخفافيش ، هكذا نستطيع القول القول بأن الاقلاع في الليل كأسياف عاصفة الصحراء التي هبت نيرانها وذولفقارها لتحرق الانظمة القاسية على رقابنا وحرقت قامة بلدي أيضا وهتكت ماكنا لم نتصورها ، لست أدري أقلاعي باي ليلة أشبهها بأسراء ومعراج كأنما خيرا تشاطرني وأمسك عباءة العبادة ، أو أقارنها بتخيلات الفقراء عندما عيونهم تغمض كأنهم أغنياء العالم ويوزع ثرواتهم على الافقر منهم ، هذه هي أفكار مبعثرة ومتوترة تستقر وتعيد حركاتها من جديد ، في نهاية المطاف أفز وها أنا ألمس فراشي خوفا مما يحدث غدا ، لربما أتعرض لعبوة ناسفة أو رصد قناص ، كل هذه لن تستطيع تلازمني للأبد وأنسى تخيلاتي ومايدور بأذهاني للسكون في حضنها المجروح ، وهذه الليلة تدنس هذياني بظلامها ولن تجرع معي كأس الحزن المسمم بألآمها فلا تشاركني هموما لفراقنا الأزلية ، شنقهة حسرتي للبكاء كامن بداخلي ، سكنني عند حافة الأشتياق ، تمنيت أن أكون رفيقا لقوس قزح الليل وأسكن عند القمر وأنصب خيمتي الغجرية عند بوابة حبنا لكي عينيعا تغازل الفراق والبعد وتحتضنني بين دفة أنفاس صدرها كنبات اللبلاب وترنم لهمساتي الصفراء ، وأذكري لن أتركك مالم أموت بين يديك واكون ساكنا فيك لمالانهاية ، وفي الأخرة لن أقبل من غيرك أن تكون الحورية لي .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن