ردا على مقال -إستفزاز- لآمال قرامي

مالك بارودي
malekbaroudi77@gmail.com

2012 / 7 / 1

وأنا أتجول بين نصوص الحوار المتمدن، وجدت هذا المقال الرائع للعزيزة آمال قرامي بعنوان "إستفزاز". (http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=314020) وقد إستفزني هذا المقال، بالمعنى الإيجابي للكلمة طبعا، فأردت أن أكتب شيئا للرد عليه.
------------

إستفزاز... هكذا قالوا... وصدقهم الجميع، وصدقوا أنفسهم... صدقوا أنهم حماة الدين (أليس للدين رب يحميه، أم أن الرب فوض لهم صلاحياته ليخلد للنوم أو ليتفرغ لمشاغل أخرى؟) والمدافعون عن رسول لم يره أحد منهم ولا ممن سبقوهم (رسول أحب إليهم ممن أنجبوهم ومن إخوتهم... فأي منطق في هذا؟)... فكانوا كمن كذب كذبة وصدقها... وفي الحقيقة، هم لم يصدقوها فعلا، بدليل أن رأيهم مطاطي ينطبق على الإسلام ولا يحترم ديانات الآخرين... والدليل في القرآن نفسه... ألم ينعت القرآن اليهود والمسيحيين بالقردة والخنازير؟ والدليل في تصرفات المسلمين أيضا... فالمسلم لا يعرف للإحترام أي معنى، ولكنه يريد إلزام غيره بإحترامه. تناقض صارخ تعيش فيه هذه الأمة المتخلفة منذ ظهور الإسلام ولن ينتهي إلا بسقوط الإسلام نهائيا.
سيقول لي بعضهم أن العيب ليس في الإسلام بل في المسلمين، ولكنني لست ممن يخفون الحقائق لتخفيف الأمور. إذا كان الأمر واضحا للعيان وللعقول المفتوحة فلماذا تريدون مني أن أحاول تخفيف عباراتي وتزيينها من أجل أولئك الذين أعدموا عقولهم منذ زمن وبقوا رهائن يلوكون ما روي لهم من شجاعة وشهامة وعزة وكرامة وسماحة سلف قيل لهم أنه صالح، ولا أظنه صالحا حتى للسب والشتم. فبعض الناس لا يستحقون حتى أن يتعب الإنسان نفسه بشتمهم. هذا زيادة على كونهم هم أنفسهم شتيمة في حق الإنسانية جمعاء... وليتهم يتدبرون كلامي.
أعود إلى حكاية الإستفزاز...
إنها ثقافة الكيل بالمكيالين المعتادة. "لكل حدث حديث"، هكذا تقول نفوسهم المريضة. و"انصر أخاك ظالما أو مظلوما". كلها عبارات منافقة يستعملونها لتضليل غيرهم ومحاولة قلب الموازين بطريقة تجعلهم دائما رابحين وتجعل الطرف الآخر خاسرا مهما فعل. و"نصرة الله والرسول واجب". و"الإسلام هو الحل"... كلها عبارات فارغة، لا منطق فيها ولا معنى خارج منظومة الإرهاب والإعتداء على الآخر وحريته بسبب أو من دون سبب.
حقيقة الأمر أن الإستفزاز مطلوب، بل هو واجب، خاصة على الفنانين والمفكرين. فما نفع فن أو كتاب لا يستفز تفكيري ومشاعري، سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا. الإستفزاز عادة ما يكون دليلا على الإبداع. فالشيء المعتاد لا يحرك شيئا في نفس الإنسان لأنه تعود عليه. إذن فالإسفزاز دليل على أن ما جاء به هذا الكتاب أو ما رسمه أحدهم في لوحة جديد وغير معتاد. أليس هذا المطلوب من الفن؟ أليس هذا هو المطلوب من الفكر؟ أليس الإستفزاز في نهاية الأمر هو ما يجعل العالم يتقدم؟ عالم يستفزه موضوع فينبري يبحث فيه حتى يجد حلا أو جزءا من الحل... وكاتب تستفزه فكرة فيصوغها في شكل رواية... ورسام يستفزه جمود الطرق والأساليب فيصنع طريقة جديدة وأسلوبا جديدا يعبر به عن نفسه... أليس هذا هو المطلوب؟ أليس هذا في صميم مهمة الفنان والمفكر والعالم والإنسان بصفة عامة؟
يتحدثون عن لوحة ويقولون بأنها إستفزاز... ويتحدثون عن فيلم (بيرسيبوليس) ويقول أنه إعتدى على المقدسات الإسلامية لأنه جسد الذات الإلهية... وغدا سيخترعون أشياء أخرى قد لا يستطيع أحد التنبؤ بها وبطبيعتها مخلفياتها، وكل ذلك من أجل بسط سيطرتهم على الآخرين وقمع حرياتهم في تصرف لا ينبيء بخير يذكر من "خير أمة أخرجت للناس". فإلى أين نحن ذاهبون مع خفافيش الصحوة الإسلامية (ولا أراهم إلا نياما على حصر الخرافة)، وشيوخ القمل والبراغيث المسترزقين من حماقة الشعوب وتخلفها، وآية الله الغنوشي رضي الله عنه الذي تعلموا منه من النفاق ما لم يقله أكبر المنافقين في تاريخ الإسلام على مدى أربعة عشر قرنا كاملة، والنبي القرضاوي عبد البترودولار، وشيخ الإرهابيين الظواهري، وكل هؤلاء الجرذان الملتحين الذين تكاثروا حتى أصبحنا لا نرى الأفق من كثرة لحيهم المتسخة؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ لست أدري... ولكن الوقت حان لمحاربة الإسلام بالعقل والمنطق والتعليم والعلم والفكر والفن مجتمعين... حان الوقت لمحاربة الإسلام، لأنه أكبر إعتداء على أكبر مقدسات الإنسانية: أقصد العقل والحياة. فلا شيء أقدس من العقل (ولذلك يكره المسلمون الفلسفة، بدليل أن الإمام الغزالي كفر الفلاسفة عندما إكتشف أن الفلسفة هي الوحيدة القادرة على دحض وإسقاط كل ترهات الإسلام بالمنطق)... ولا شيء أقدس من حرية الإنسان، لأنها المحرك الدافع إلى الأمام... ولا شيء أقدس من الحياة التي يريد هؤلاء الخفافيش إزهاقها من أجل عيون رب لا يرى وشريعة وهمية فيها ما فيها من فساد المقاصد والأصول...
فلنتحد من أجل إسقاط وهم الله ولبناء حضارة إنسانية حقيقية تعتمد على الإنسان، ولا شيء غير الإنسان...
إخترع الإنسان الآلهة في فترة من الزمن كضرورة لتنظيم المجتمع، ولكن مع إكتمال العقل البشري أصبح الدين بلا جدوى. فالإنسان مقياس كل شيء، وهو فعلا مقياس ما يوجد وما لا يوجد. وهكذا يجب أن يكون.


لقراءة المزيد من المقالات، أرحب بكم على مدونتي:
http://chez-malek-baroudi.blogspot.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن