ما كنت أحلم به ...(3) 

خسرو حميد عثمان
khasrowothman@gmail.com

2012 / 6 / 28

 
   
مكتبة عامة على هيئة كتاب نصف مفتوح 2 
 
 إنتهت الحلقة السابقة  بإنتهاء حواري المقتضب مع مراقب العمل في البارك(متنزه سامي عبدالرحمن) الذي تكرم وأوضح لي بدقة كيفية وصولي إلى المكتبة العامة  في موقعها الجديد في أربيل في نهاية المتنزه. قطعت ما تبقى من المسافة إلى مبتغاي، المكتبة العامة في مكانها الجديد، من دون أن ألتقي، رغم الطقس الشتائى الجميل، بغير زائرين إثنين كانا يتمشيان جنبا إلى جنب، إمرأة ورجل، كل شئ فيهما كانت توحي بأنهما أجنبيان  ،بالأضافة إلى مجاميع من عمال المتنزه، يفترشون الأرض، في مناطق متفرقة، لتناول غدائهم وعمال آخرون مستمرون في العمل  لتغليف إحدى نافورات المياه الجديدة  التي كانت تحت التشييد بالغرانيت المصقول والملمع،   مررت بساحات مجهزه بوسائل للعب الأطفال، وساحة مخصصة لآقامة حفلات الاعراس، وبجانب المنشأت الخاصة بمعرض أربيل الدولي، ومرافق صحية. هذا كل مالفت نظرى وآنا أتوجه بإتجاه الغرب  إلى أن وصلت إلى آمام البناية الجديدة للمكتبة العامة في أربيل؛ بناية على الطراز الحديث بطابقين واجهتها بإتجاه الجنوب؛ تتألف من جناحين يلتقيان في الوسط على شكل زاوية منفرجة مدخلها مغطى بحجر الغرانيت، أمامها ساحة نظيفة لوقوف السيارات وكانت خالية، وتحيط بالبناية فسحة خضراء واسعة. كثيرا ما أحاول النظر إلى منجز معمارى ما بمنظار تأملي محاولا أن أغور، قدر الأمكان، في أعماق فكرالمصمم المعمارى وخياله( أو خيالها) والأفكار التي يريد أن يعبر عنها من خلال وسائل التعبير التي يمتلكها المعماري: الخطوط المستقيمة والمنحنية ونقاط تلاقيها وإختيار الأبعاد لتشكيل مساحات وسطوح تتداخل أوتتقاطع بنسبة وتناسب تضفي جمالية متوازنة ومعبرة عن الغاية من وجود هذه البناية بهذا الطراز و في هذا المكان. الأنطباع الأولي عن تصميم هذه البناية الجديدة وبعد سير مسافة غير متوقعة لم يكن كافيا لأن أستقر على رأي يقين فيما إذا كان المصمم يرمز بتصميمه إلى طير يرفرف بجناحيه في الهواء كإشارة إلى الحرية والخيال والزهو أو إلى كتاب يفتح تدريجيا و بهدوء كرمز للجهد المتواصل والمثابرة الضروريتان في عملية الأرتقاء التدريجي في مسيرة الآنسان وتطوره! أو إلى شئ أخر؟
دخلت البناية ومعي لغز أخر عجزت عن حله بنفسي وأنا في الخارج يتعلق بوجود عبارة (الزيتونة) في واجهة البناية: ترى هل وصلت مديات الأعلان والدعاية التجارية في هذا البلدإلى هذه الدرجة والمكانة الرفيعة بحيث تحتل جبين  مكتبة مركزية عامة، بعد أن أستغلت حتى بعض الأرصفة الضيقة بكاملها داخل المدينة لهذا الغرض الرخيص بحجة مواقف لأنتظار الركاب لوسائط النقل العام التي أصبحت في خبر كان. لم تكن عبارة زيتونة غريبة على، وهي إسم لفندق سياحي بناه فريد زيتونه بعدما تخلى عن إدارة فندق هه ورامان الذي كان ملكا لبلدية أربيل  لشريكه داود ميا، وكان فريد جارا لنا كنا نسهر عنده وأ صلح له المعدات أحياناخصوصا المصعد الكهربائي حيث لم يكن إستعماله، وقتها، شائعا في أربيل. ولكي لا أطيل سيكون الجواب مع حقائق أخرى مدهشة  في الحلقة القادمة حيث أسعى أن لا تتأخر كثيرا.
ملاحظة: كان من المفروض أن تكون هذه (التكملة) في متناول المتابعين لكتاباتي قبل هذا الوقت، لتلافي حصول إرتباك لديهم، لكنني أرتأيت نشر مواضيع أخرى وحشرها  بين الحلقات مستفيدا من الطريقة المبدعة التي تنشر بها الحوار المتمدن المقالات وإلى جانبها جزء من ألأرشيف على شكل عمود مستقل بحيث  يستطيع القارئ ، حسب توقعي، العودة الى المواضيع السابقة للمراجعة و بسرعة، إن أراد، دون ان يضيع الكثيرمن الوقت او يفقد التركيزمن جانب وتعطي الكاتب المزيد من الحرية في اختيار الوقت المناسب لنشر مواضيعه من جانب أخر. حاولت، من جانبي، ترقيم الحلقات بطريقة منطقية تُسهل للقارئ الكريم مهمة ربط الحلقات إن أراد، أرجو المعذرة.
 





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن