وماذا بعد يا أحزاب الكرد ?

خالد محمد
khaled.m@hotmail.de

2012 / 6 / 8

( وماذا بعد ؟ ).. سؤال اطرحه على نفسي كل يوم ، وأنا اراقب المشهد السياسي للمعارضة السورية عامة والكردية الحزبية ، خاصة. والتي لم ترتقي لمستوى هذه الثورة العظيمة ، ان لم تكن عبئا عليها في أكثر الاحيان. أما كردياً ، فكانت أعيننا كما أعين كل مكونات الشعب السوري تترقب الزخم الشعبي في المناطق الكردية. حتى ظن البعض أنه في هذه الثورة سيكون لهذا الزخم الكلمة الفصل، فيما لو أعاد الكرد ما كان لديهم من فعل ثوري اثناء انتفاضة آذار 2004. لأن المعروف أن للكرد أحزابهم التي كان لهم نشاطها الملحوظ سابقا ، في الداخل والخارج ، بعكس المعارضة السورية الاخرى المتشرذمة بسبب تلقيها الضربة تلو الاخرى من قبل النظام المستبد لأكثر من 40 عاما. فلم يبق في الداخل السوري سوى معارضة هزيلة هنا وهناك، أو أشباه معارضين يدورون في فلك النظام. والغالبية من القيادات المعارضة وناشطيها كانت قد هجرت سوريا. ولهذه الاسباب ظننا أن الثورة في المناطق الكردية سيكون لها الايقاع المختلف ، والمنظم ، ويمكن ان يقتدي بها أبناء بقية المحافظات السورية.

فكيف جرت الأمور ، كردياً ، بشكل خالف توقعاتنا ؟.. خاصة أن للكرد حقوق لن ينالوها إلا في ظل نظام ديمقراطي ، والثورة كانت قد باتت تطرق كل باب في سوريا. كما اننا نتذكر كيف ان بعض أحزابنا ومع مجموعة صغيرة من مؤيديهم كانوا يتظاهرون في دمشق خلال فترة ما سمي ( ربيع دمشق ) في الفترة التي تلت استلام بشار وراثة السلطة عن أبيه. ورأينا الكرد يعتصمون أمام البرلمان أو الهيئات الدولية المتواجدة في العاصمة ، وأيضاً أمام مباني الوزارات مثل العدل والداخلية ، وبقوا على هذه الأنشطة المحركة قليلا للركود السياسي الذي أعقب وأد ربيع دمشق ، بل وحتى قبل سنوات قليلة من اندلاع الثورة الشعبية الحالية، أو ما صار يعرف ب ( الربيع العربي )، والذي بدأ في تونس البوعزيزي لينتقل بسرعة الى مصر وليبيا واليمن. وفي سوريا لم تمضي سوى أيام، ليتضح للسوريين ان الثورة يقودها شباب بعيدون كل البعد عن البازارات السياسية ومتحررون من القيود الحزبية الضيقة ، حتى ان زخم الثورة كان أكثر اتقادا في المناطق ذات المكون العربي، وبسبب عدم وجود أحزاب كالتي لدى الكرد ، التي كانت العائق الأكبر هناك أمام الشباب. وبدلا من قيادة هذا التيار الجارف من أجل تحقيق حقوق الشعب الكردي، حصل العكس وتقاعست قيادة هذه الاحزاب من القيام بدورها بحجة ان المكون العربي لا يعترف بمطالب الشعب الكردي وحقوقه القومية ؟؟.. متناسين هؤلاء الساسة ان معارضي الفضائيات هم ممن يقفون بالضد من مسألة الاعتراف بحقوقنا المشروعة، وكانوا بأغلبهم حتى الأمس القريب اما في أحضان النظام أو من أتباعه.

ان رهاننا يجب أن يكون على أبنائنا الشباب، الذين استطاعوا وبوسائلهم البسيطة ، من خلال تواصلهم مع الشباب السوري جعل العلم الكردي يرفرف في غالبية المحافظات السورية. وبات كل سوري يعرف ماذا تعني كلمة ( ازادي ) ، في الوقت نفسه الذي فشلت فيه الأحزاب الكردية طوال أكثر من خمسين عاما من ايصال صوت شعبهم ومطالبه إلى أبعد من محافظات الحسكة ومناطق عفرين وكوباني. اذن دعوا هؤلاء الشباب يقودون الحراك الثوري ، فهم الأقدر على تحرير سوريا والاتيان بحقوق الشعب الكردي بشكل خاص. وان استطاعت عصابات البعث وبالتعاون مع بعض أطراف الحركة الكردية من وأد انتفاضة آذار 2004 المجيدة، فلن يتمكنوا الآن من وأد ثورة الشباب التي انطلقت في آذار 2011، والتي لن تتوقف حتى تحرير سوريا لأنها ثورة شبابها ورجال مستقبلها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن