اللعبة

عبد الستار العاني

2012 / 1 / 13

اللعبة...... عبد الستار العاني
يخلو الى نفسه، رذاذ من صور شتى يبلل ذاكرته ، يتمتم مع نفسه بصوت خفيض : ( الحياة كلها لعبة... ولكن لكل لعبة اسرارها ...)
انثالت عليه ملامح صور وهي تجيئ شفيفة كأنها تطلع من وراء غشاء
بلوري رقيق .
يومها كانت الريح تداعب اغصان شجرة اثل ، بد ت مثل امرأة تستغيث،
انتحى مكانا تحتها ، كسر غصنا يابسا ثم راح يخط على الرمل خطوط
بلا معنى ، لكن دائرة مغلقة حصرت ضلالا تقاطعت ، ثمة نقطة ضوء
ظلت محصورة داخل الدائرة منحته احساسا وكأنه قد افاق توا من غفوة ،
اللعبة تتكرر ولكن بأشكال اخرى ، روحه ظلت عالقة بنقطة الضوء ،
دارت عيناه بقلق واضح وكأنه يبحث عن شيئ لايدري ما هو.....،
فجأة احس برفيف ناعم يقترب منه ، مرت من امامه وهي تسير بمهل اثارت فيه فضولا وهو لايني يتابعها ، ثوبها الاسود اللامع وقد اضفى عليها وقارا وكبرياء لايدري لحظتها لماذا وجد في نفسه الرغبة بمداعبتها
وسد الطريق عليها ربما هو هروب اسقطه في هوة من الحيرة متشبثا بكل
شيئ او ربما يكون قادرا على انتشاله ، لكن انفعالة صفعته حين اشاحت
بوجهها عنه وكأنها تعمدت ان تتناسى وجوده ، قاطعها مرة اخرى ، دفعها
الى الوراء لكنها عادت من جديد ، ذكره ذلك بلعبة الآلهة مع سيزيف ، منحه ذلك احساسا بالقوة والزهو لكنها في كل مرة كانت تنفلت بعناد اكبر،
وبانفعالة همجية وحنق دفعها الا انها فقدت توازنهاوانقلبت على ظهرها
تأرجح ساقاها في الهواء حين انحسر ثوبها عن فخذيها المكتنزين ، سحبت
نفسها برشاقة ، لحظتها داهمه احساس انها في كل مرة كانت تكبر بينما
هو يتضاءل امام عنادها واصرارها ،وقد نال منه تعب ملذ ، مسح عن
جبينه قطرات العرق الباردة ، ثم افترش الارض حين دب الخدر في قدميه
وحين اقترب منها كان ثمة لون شفيف احمريؤطر حدقتيها الوادعتين
امام اصرارها وعنادها تركها تمر.....
:- اتعبتني حقا ايتها......
لكنني تعلمت سر اللعبة كلها.......



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن