الربيع العربي وخريف الحكام

ماهر عياد عبد النور
maher_abdunur@yahoo.com

2011 / 11 / 14

من قوانين الطبيعة التي وضعها الله خالق كل شيء ( الفصول الاربعة ) وجعل لكل فصل من الفصول زمانه ومكانه. الذي دعاني لتناول هذه المسألة هو سؤال كان وما زال يلح داخل عقلي وهو : كيف يتزامن الربيع العربي مع خريف الحكام ؟
نعم لله في خلقه شؤون ، والله يفعل ما يريد ، معجزة جديدة من معجزات الخالق سبحانه وتعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم ( أذهب يا موسى الى فرعون أنه طغى ) صدق الله العظيم.
هذه الاية الكريمة واضحة وضوح الشمس على الصفحات النورانية للقرآن الكريم يقرأها الدكتاتوريون ومن عمت أبصارهم وقلوبهم يرددونها كالببغاوات عندما يتشدقون أنهم يختمون القرآن وعندما يكتبونه بدماء شرايينهم.
بسم الله الرحمن الرحيم ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) صدق الله العظيم.
من هنا نجد أن الله سبحانه وتعالى يترصد هؤلاء تارة ويرسل لهم من يهديهم الى الصراط المستقيم تارة أخرى ، حتى لا يكون لديهم أي عذر مشروع. صبر ألله كان وما زال وسيبقى لكن ليس الى ما لانهاية. الربيع العربي أعده الله لهؤلاء المعذبون في الارض.
( وأنا كاتب هذه السطور واحداً منهم)
هؤلاء الذين عاشوا سنين لا حول لهم ولا قوة أمام أبداع الدكتاتوريون والجلاوزه من أدوات القمع والتعذيب الجسدي والنفسي لمن رفعوهم على الاعناق وقدموا لهم الحب والولاء أمام كراسي الحكم ، الربيع العربي : رسالة من الله للمسحوقين والمحرومين والجياع ان أبشروا خيراً.
أعود الى السؤال الذي قلت عنه في بداية المقالة أنه سؤال يلح في عقلي :
لماذا يتزامن الربيع العربي مع خريف الحكام ؟ من البديهي أن كل شيء الى زوال ، حين يتساقط الحكام الطغاة واحد بعد آلاخر في خريف لم يالفوه ، فالخريف لديهم فقط يعني تساقط اوراق الشجر وليس سقوطهم بيد شعوبهم التي تئن تحت جبروتهم وقسوتهم ولامبالاتهم أقول حين يتساقط هؤلاء المجرمين فهي غضبة ألله التي كانت مؤجلة الى حين وتزامنت مع الربيع قبل الربيع لكن تيمناً بالربيع وقدوم الخير والنماء والعطاء وأسموه ( الربيع العربي ) لذلك أراد الله ان يتزامن خريف السقوط المذل مع الربيع العربي والذي طال أنتظاره.
مرحى لهذا الربيع والف أهلاً بجنود لم نراها أهلاً بطير أبابيل ، بإنذار شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه أن يمارس ألأذلال بحق المستضعفين أهلاً بـ ( الخريف القاتل ) فِلم لم ولن يراه غير الطغاة مصاصي دماء شعوبهم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن