روادك منسيون ياوطني

حميد الموسوي
h_mossawy@yahoo.com

2011 / 8 / 10

كثيرون هم الذين طواهم النسيان وغطتهم اتربة الاهمال فانزووا يجترون ماضيهم المجيد قانطين -الاّ من رحمة الله- بعدما تنكر لانجازاتهم المجتمع الذي اذابوا شمعة عمرهم في سبيل خدمته واعرض عنهم الوطن الذي سقوه عصارة افكارهم ومواهبهم وغسلوا وجهه الباهي بعرق جهودهم وحرسوا حماه بسهاد مقلهم ونجيع دمائهم. واذا كان للمسؤولين بعض العذر المتمثل باضطراب الاوضاع وزحمة المشاغل والمشاكل وكون الموضوع خارج دائرة الاختصاص، فأي عذر لمحيط المقربين واية حجة لدوائر الاختصاص؟!.
خارطة العراق التليد كم ضمت وتضم فراقد من رواد المجامع العلمية والتربوية واساطين الحركة الفكرية والثقافية والادبية وعمالقة المسارح والسينما والرسم والتشكيل والفنون الرفيعة، وابطال مضامير الانشطة الرياضية المتنوعة من الذين مازالت وستبقى ابداعاتهم ارقاماً صعبة وعلامات فارقة في مسيرة العراق عبر العصور، عصية على الفناء يفخر بها العراقيون من جميع المحافل.
لاشك ان وجود هذا العدد الكبير من الفضائيات والاذاعات والصحف، وبفسحة واسعة من الحرية وغياب سياط سلطة تكميم الافواه واسقاط الجنسية العراقية والحبس على النية والتهمة والشبهة والظن عن شعراء ومفكرين وفنانين ومطاردتهم واغتيالهم وحتى وهم في المنافي بسبب عدم تمجيدهم لسلطة تعسفية هذه العوامل سهلت المهمة واختصرت الطريق لعرض احوال مبدعينا من كافة الحقول كي يطلع عليها الرأي العام ويتذكرهم ناسهم، وينتبه لهم المسؤولون حتى يتصدوا لمعالجة اوضاعهم وحل مشاكلهم وتعويضهم عرفاناً بافضالهم واشادة بانجازاتهم بعدما وهن العظم منهم واشتعل الرأس شيبا.
وبذلك وحده نشعرهم بان جهودهم ما ذهبت ولن تذهب هباءاً وان شعبهم الذي خدموه ممتن ومدين لهم، يفاخر الشعوب بانجازاتهم وان وطنهم الذي ضحوا لاجله عند حسن ظنهم ولا يمكن ان يتخلى عنهم شيباً بعدما فدوه شبابا، والا ما الذي يجنيه مبدعونا من تماثيل ومهرجانات تمجدهم في قبورهم بعدما شبعوا عوزا وفاقة ومرضا واعتاشوا على مساعدات ذليلة مهينة وماتوا كمداً.. غرباء تحت الشموس الاجنبية!
انها دعوة ومناشدة لكل الدوائر الرسمية وغير الرسمية وكل الحلقات القريبة لحقولنا العلمية والفكرية والثقافية ادباً وفنونا متنوعة والمضامير الرياضية وكل حسب اختصاصه لمتابعة شؤون روادنا ومبدعينا ورعايتهم والتحري عن اوضاعهم ومشاكلهم والاسراع في عرضها من خلال برامج الفضائيات ليطلع عليها المسؤولون ويتصدوا لمعالجتها الفورية.
وبذلك نكون قد وفينا روادنا وشجعنا وطمأنّا المبدعين الشباب واعطيناهم زخماً للاندفاع بكل ما اوتو من قوة لخدمة وطنهم وشعبهم ووفرنا لهم ضمانا لحقوقهم ووفاءاً لديونهم التي طوقت رقاب الجميع.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن