بيان لمثقفين أميركيين في ذكرى 11 ايلول: لن نسمح لبوش بالتحدث باسم كل الشعب الأميركي

السفير

2002 / 8 / 27

اعد مثقفون وأكاديميون وفنانون اميركيون بيانا، <<املاه الضمير>>، بعنوان <<ليس باسمنا>>، سينشر في وسائل الاعلام الاميركية يوم الحادي عشر من ايلول 2002، يدعون فيه الشعب الاميركي الى <<مقاومة السياسات والتوجهات السياسية العامة التي انبثقت غداة 11 ايلول 2001>> عن ادارة الرئيس جورج بوش، والتي <<تشكل مخاطر جدية تهدد شعوب العالم اجمعين>>.
واشار البيان الى اعداد <<الحكومة الاميركية علنا لشن حرب شاملة ضد العراق، وهو بلد لا تربطه صلة بأحداث 11 ايلول المرعبة>>، متسائلا <<أي عالم سيصبح عالمنا اذا باتت الحكومة الاميركية حرة طليقة ترسل فرق الكوماندوس والمجرمين والقنابل حيث تشاء؟>>.
وقال البيان <<اننا نؤمن بأنه يجب على اصحاب الضمائر تحمل مسؤولية ما تفعله حكوماتهم، وانه يجب علينا اولا معارضة الظلم الذي يرتكب باسمنا. لذا ندعو جميع الاميركيين والاميركيات الى مقاومة الحرب والقمع اللذين فرضتهما ادارة بوش على العالم اجمع، لكونهما عملا ظالما غير اخلاقي وغير شرعي. وقد اخترنا مناصرة شعوب العالم اجمعين>>.
وشدد البيان على اننا <<نحن ايضا شاهدنا احداث 11 ايلول المرعبة، وفجعنا بمقتل آلاف الابرياء...حتى عندما استعدنا ذكرى مشاهد مماثلة في كل من بغداد وباناما وقبلهما فيتنام>>. وأضاف <<الا ان الحداد ما كان بالكاد يبدأ، حتى اطلق ابرز قادة العالم العنان لروح الثأر، ووضعوا سيناريو مفرطا في التبسيط عن <<الخير في مواجهة الشر>>، والذي تم تناوله من قبل وسائل اعلام طيعة وخائفة في آن. فقالوا لنا ان التساؤل عن سبب حدوث هذه الكارثة يقارب الخيانة، وانه لم يعد ثمة أي حيز لأي جدل، او أي اسئلة سياسية او اخلاقية شرعية>>.
ولفت البيان الى ان ادارة بوش <<انتزعت، عنوة لنفسها ولحلفائها، الحق في ارسال قوات عسكرية الى أي مكان وفي أي زمان. وطالت النتائج الوخيمة لذلك الفيليبين وصولا الى فلسطين، حيث خفت الدبابات والجرافات الاسرائيلية وراءها الموت والخراب الهائلين. وتعد الحكومة الآن علنا لشن حرب شاملة ضد العراق، وهو بلد لا تربطه صلة بأحداث 11 ايلول المرعبة. أي عالم سيصبح عالمنا اذا باتت الحكومة الاميركية حرة طليقة ترسل فرق الكوماندوس والمجرمين والقنابل حيث تشاء؟>>.
وأشار الى انه <<باسمنا...انذر الناطق الرسمي باسم الرئيس الناس بوجوب <<الانتباه الى ما يتفوهون به>>. لذا، يجد الفنانون والمثقفون والاكاديميون المعارضون وجهات نظرهم عرضة للتحريف والتشويه والهجوم والقمع. فما يعرف بالمرسوم الوطني، اضافة الى عدد من الاجراءات المماثلة على صعيد الولاية، يمنح الشرطة سلطات كاسحة، فيما يخص التفتيش والاعتقال، بإشراف، عندما يلزم ذلك، دعاوى قضائية سرية ترفع في محاكم سرية>>.
وأوضح البيان <<لقد اعلن الرئيس بوش: <<انتم اما معنا او ضدنا>>، وها نحن نجيب: نرفض ان نسمح لك بالتحدث باسم كل الشعب الاميركي، ولن نتخلى عن حقنا بالسؤال، ولن نسلم ضمائرنا مقابل وعد خاو بالأمن. نقول ليس باسمنا. نرفض ان نكون طرفا في هذه الحروب، كما نتبرأ من أي تدخل يشن اما باسمنا او من اجل رفاهنا. اننا نمد اليد الى اولئك الذين يعانون من تلك السياسات في ارجاء العالم قاطبة، وسنعبر عن تضامننا بالكلام والفعل>>.
ودعا البيان <<الاميركيين كافة الى الى الانضمام لمواجهة هذا التحدي>>، مستلهما <<من جنود الاحتياط الاسرائيليين الذين جازفوا بحياتهم لحظة اعلنوا <<ان ثمة حداً>> ورفضوا الخدمة في احتلال الضفة الغربية وغزة>>. وختم بالقول <<...فلنسمع العالم تعهدنا: سنقاوم آلية الحرب والقمع وسنعمل على استنهاض الآخرين من اجل القيام بأي شيء ممكن لوقفها>>.
ووقع على هذا البيان اكثر من الفي فنان ومثقف وأكاديمي، هنا اسماء بعضهم:
جيمس أبو رزق، أسعد أبو خليل، نعوم تشومسكي، رامزي كلارك، أنجيلا دايفيس، موميا أبو جمال، مارتن لوثر كينغ الثالث، الحاخا، ممايكل ليرنر، إدوارد سعيد، سوزان ساراندون، نورمان سولومون، غور فيدال
(السفير)


https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن