أنشودة أخيرة للبقاء

بركات معبد
b_me3bed@yahoo.com

2011 / 7 / 23

ليس عيبا
أن يراني المقعدون تحت جدران خيبتهم
حين تقبلني الشمس جهرا من نوافذ الغيمِ
قبل ان تنام خلف أحلامها الذهبية
أو يروني أعبئ زفير الماضي في سلال
من رائحة الصحراء الممتدة إلى نحورهم
وأتخذ من شفة الليل
ذاكرة للسكون الجالس على ركبتي الترقب
وليس سرا أن تراني الريح
أضفر أحزاني الصغيرة في الأزقة الضيقة
أستنشق كالأطفال رائحة المطر على صدر البيوت
وأشد قوس قزح المعلق على مداخل الرغبةِ
إلى عينيي الغائرتين في رحم السماء
لأطارد رعشة الخوف في قلوب الصغار الكسيرة
ليس سرا أن يراني العائدون
ألملم الساعات الضالة من نهاية الأسبوع
وأعلق ملصقات السنين الميتة على أطراف الرحيل
ليس سرا أنني صرت آهة
فوق شفة السنوات الغائرة في أوردتي المملحة
أكسر ضلع منفاي بالمواويل
أوزع ما تبقى من مقابر على أجساد الصغار
وأغمس لساني في صدأ الحناجر المستترةِ
خلف غموض الهتاف الدفين على مداخل الثورات
وأطارد الليل خارج حدود التوقعات
لأترك شاهدا بلون السفر عند حدود الصباح
وآخر من ضلع العشية
يعتلي وجع الخرائط من مبكاها إلى جرح المحيط
دماء على الاسفلت بلون الفجر
تسربت من ضلوع البيوت البسيطة
لملمت جراحها القديمة
واعتلت منصات النبوءة
لتعيد صياغة ملامحها في معارض الفنون
وتتفقد من يرتدون أجسادهم البالية
خلف سواترهم الشيفة من سياط الريح
ترفرف في ذاكرتي
طائرتي الورقية
وخيطها مازال عالقا بأصابع الضبابِ
فوق تفاصيل السماء الغائمة بالصدأ
وصور لناقلات الشياطين
تعبئ الشوارع الخلفية لأحلامنا برائحة الموت
سأبحث عن حيز مناسب في الفراغ
تبتهل فيه العصافير ما تيسر من مساءاتها
أنتشل بعدها الدروب من قبضة الآلهة
وألملم ما تبقى
من هواجس الأنبياء بظلمة الكهوف
فللفجر لون واحد
تحمله الشرايين غناءً في ربيع الميادين الصاخبة
يدفع بالذي هو أبهى
ليقف اليمام آمنا على شرفات الكواكب
يحمل بين جناحية أنشودة للبقاء الأخير



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن