2011 / 6 / 27
أيّها الإلاه الوثني المتشنّج...
دعوتك نائما...في حضن صحراء...
و صاحيا..كالجنود عند الثغور...
و سائرا..بين الذئاب...
و جالسا...بين النعاج...
وشكوت لك قلة حيلتي...
و هواني..على الحبوب الوطنية الزرقاء...
المتجمّعة في مثانتي...كالغيوم...
أشعلت آلاف الشموع...بعدد إبتلاءاتي...
و هزائمي...و انكساراتي...
و كالرغيف اليابس الذي يبحث عن شفاه تمصّه..
دهنت راسي بالطيب...
و جسدي بعرق العذارى...
ووشمت صلوات المعذبين على أطرافي...
و جلست أنتظر...تجليك النادر في حياتي...
* * *
في صلاتي...الاخيرة...
طلبت عينين جديدتين...
لأني لم أستنفذ بعد نصيبي من الدموع...
التي أخزّنها لكلّ فاجعة وطنية...
طلبت يدين جديدتين...
لأني أريد أن أجذّف في بحر الظلمات هذا...
ضدّ التيار...
حتى و لو كان تيارا كهربائيا...
طلبت ركبتين جديدتين...
لأني تهرّأت...من الزحف المتعرّج كالأفاعي...
هربا...من المحاكم و المدارس و المستشفيات و البرلمانات...
التي تعوي فيها الكلاب...
طلبت مؤخرة جديدة...
تصلح للجلوس المطوّل على أية ربوة...
تطلّ محتشمة على الشأن العام...
طلبت... معدة جديدة...
لأهضم الإحصائيات و الدراسات و الخطط "الخمسية" للحكومة المؤقتة..
و شعارات و برامج الأحزاب..
و مداولات الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة...
و توصيات لجنة مقاومة الفساد...
و معادلات هيئة الانتخابات...
و مناورات حكومة الظلّ..
لأتجشأ بعدها ما تبقى من الثورة...
و طلبت (...) جديدا...
لأني أرغب بشدّة في الإختلاء...بهذه الثورة...
لا يهم ّ أين...
على فراشي البارد كالرخام...
على مدرج عمارة...
أو وراء زقاق مظلم...
حتى تنجب مني سفاحا...قطيعة أزلية كالموت...
* * *
أيّها الإلاه الوثني المتشنّج...
لماذا ترفض تقدمتي الأخيرة...
هذا القلب العامر بالدهشة و السؤال...
و فوقه كلّ ما املك من...
سنابل سوداء كالجذام...
و عيون صغيرة تفاوض الرمد...
و راحات متشققة تنتظر المطر...
و ظهور محدودبة يمتطيها الظلم...
و فراشات منهكة من الجوع...
و البالوعات المكشوفة كالفضائح...
و الحواجز الثابتة و المتحركة أمام كل انتفاضة...
و فوقها...إلحاح المتسوّلين...
أعلم أنّك تعشق رائحة الشواء...
و لكن...لي رجاء أخير...
لتنفتح سماءك...
أمام أدعيتي..و تضرّعاتي...
فهي حصيلة نصف قرن...
من الجوع...و العطش...و الرعب...
و النوم في العراء
https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن