النخب السياسية والثقافية في العراق

سعد عزت السعدي
saad_alsaadi2005@yahoo.com

2011 / 4 / 12

النخبة , هو مغهوم وصفي تقريبي يشير الى الفئة التي تحظى بنوع من التميز داخل المجتمع , كما تمارس نوعاً من الريادة و الابداع داخل هذا الحقل , ويتسم الافراد عادة في هذه الفئة بعض السمات او الصفات اما عبر التوارث او الانتقال من الاباء الى الابناء كما في الطبقات الارستقراطية او البرجوازية , واما عبر الية الاكتساب المباشر اي بالمجهود الفردية لنيل هذه المرتبة , وفي كلتا الحالتين تكون صفة اكتساب النخبوية نتيجة للتنافس والصراع .
في العراق سأحاول البحث في نوعين النخب الا وهي النخبة السياسية والنخبة الثقافية , بعد عام 2003م , وصلت الى الحكم طبقة جديدة من القادة السياسيين العراقيين واستلمت السلطة فيه فالبداية لهؤلاء القادة لم تكن موفقة حيث قاموا بتشكيل "مجلس الحكم" بعد موافقة ومباركة سلطة الائتلاف المؤقتة حينها , وكان هذا التشكيل هو اللبنة الاولى لخلق نظام " طائفي محاصصي " في العراق وكما يسمونه " توافقي " , وبعدها تم تشكيل جمعية وطنية وحكومة مؤقتة لكتابة دستور دائم للبلاد وعلى عجل تمت كتابة دستور شبه عليل لم يشترك الجميع في كتابته كما يعلم القاصي والداني , اضافة الى ان الذي سنه ابتغى ان يكون دستوراً وفق مايشتهي فوضع فيه كل مايحب ويريد ولم يستطع حتى الذين وضعوه ان يلتزموا بنصوص فقراته لما كان " للسياسة التوافق" من دور في ادارة العملية السياسية في البلاد ولحد الان " 4-2011 " , فالنخبة السياسية التي تقود العراق تفتقر الى الكثير من مقومات النخب السياسية بالعالم وحتى الدول الدكتاتورية منها , فهذه الطبقة التي تسيطر على العراق لا يوحي رجالاتها بأنهم رجال دولة وقادرون على على بناء دولة مدنية عصرية حديثة تستطيع النهوض بالعراق من ما هو فيه الان .
فرجالات العراق الان هم عبارة عن " معارضي و مضطهدي " النظام السابق كما يحلوا ان يطلقوا على انفسهم ذلك ,ولاخبرة لهم في ادارة مؤسسات الدولة ولا حتى السعي من اجل قيادة دولة بشكل علمي و صحيح , فالتشريعات والقرارات التي تخرج لنا كل يوم تدل على ذلك فرائحة الشك والتخوين هي اللغة السائدة بين الجميع والصفقات السياسية هي الطاغية على عمل النخبة السياسية الان , فعلى مدى السنوات الماضية لم يستطع سياسيو العراق التعامل مع الكوارث التي حلت به فغياب الحكمة والعقلانية والانفعالية هي ميزت تصريحاتهم وافعالهم التي كان يحركها العامل الطائفي والعرقي والحزبي والقبلي انذاك ,
فلم يستطيعوا من جمع الشعب حولهم وتقديم ادنى متطلبات العيش الكريم , الفساد الاداري والمالي وصل الحدود الذي اصبح العراق معها واحداً من دول المقدمة على المستوى العالمي, ونقص الخدمات وانتشار الفقر والبطالة ومحاولة البعض احتكار السلطة او التفرد بها او السعي لأقصاء الاخرين على نحو يعيد العراق الى المربع الاول ,
العراق والذي يعد نظام الحكم فيه برلماني اي ان مجلس النواب هو الذي يقود البلاد , نجد ان البرلمان وعلى مدى دورتين انتخابيتين لم يستطع تلبية مطالب الشعب المشروعة , فالصراعات الحزبية والعرقية والطائفية هي اهم مايميزعمل مجلس النواب العراقي , فالقوانين التي تمس المواطن معطلة ومركونة في ادراج البرلمان , واما الجهاز النتفيذي في الدولة "الحكومة " ليس افضل حالاً من نظيره حيث يغلب على اغلب اعضائه المصالح الشخصية والحزبية علاوة على تهم الفساد التي تطال روؤس وزراء سابقين , ومن الماخذ على هذه الحكومة ايضاً هو العدد الهائل من الوزارات حيث وصل الى سبع واربعين وزارة لأرضاء الكتل والاحزاب الفائزة في الانتخابات الماضية وهي اعلى نسبة وزارات في تاريخ العراق وعلى مدى اكثر من تسعين عام , اما النخبة المثقفة او الوسطى تكاد تكون شبه مسحوقة ومغيبة , فبعد سقوط النظام أستبشر المثقفون خيراً في القادم وظنوا ان زمن تكميم الافواه ومصادرة الحريات والسجون والتعذيب قد ولى وانه سيكون لهم ثقل و موطئ قدم في قيادة العراق الجديد والارتقاء به , اصتطدمت النخبة الثقافية بأمراء حرب وطوائف وقوميات يلونون المشهد السياسي العراقي وطال بعضهم الاستهداف والتصفية الجسدية والتهجير القسري والتهديد والترويع , ولم يكن من تلك النخبة سوى الابتعاد وانتظار القادم من الايام قد تحمل معها الافضل فوعود الساسة وتصريحاتهم حول الاهتمام ورعاية المثقف العراقي ومحاولة الوصول به الى المشاركة الفعالة في صناعة القرار هو ما يأمله الجميع , فالعراق الذي يبنيه ابناءه من كافة النخب السياسية والثقافية والقتصادية والعلمية والاكاديمية سيكون عراقً بلا شك نبراساً للعالم لما يمتلكه من مقومات بشرية ومادية تؤهله لذلك ........



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن