صبري عليك طال واحترت في امري

محمد الرديني
ishtarhumadi@hotmail.com

2011 / 4 / 12

لاول مرة اسمع ابو الطيب يغني بصوت مرتفع وشجي في آن واحد ولكني لا ادري لماذا اختار اغنية لطيفة التونسية رغم قناعتي انها تملك صوتا رائعا، وحين سألته عن ذلك لم يجبني بل ظل يغني ويدور في صالة البيت ويتمايل كما فعل زوربا سابقا.
انتظرت حتى يكمل الاغنية ولكن انتظاري باء بالفشل فقد اعاد الاغنية مرة ثانية وثالثة ورابعة، وحين هممت بالخروج سكت وطلب مني الجلوس قائلا وهو يضحك:
حسبتك طويل البال.
نعم انا كذلك ولكن ليس مع اعادة اغنية خمس مرات.
حسنا سأقول لك السبب وانا واثق بانك ستغني معي هذه الاغنية اكثر من مرة.
ها أنا مصغ اليك.
قبل اقل من سنتين قال رئيس حكومتنا نوري المالكي بان ازمة الكهرباء ستحل بعد اربع سنوات، وها نحن ندخل السنة الثانية وليس هناك من بوادر عدا التصريحات بان الازمة سنتهي قريبا وقريبا جدا لقد تعودنا على العيش في الظلمة وباتت الشموع خير زاد لنا في الليل ولكني اريد ان اسأل، هل تعجز التكنولوجيا الحديثة من حل ازمة الكهرباء في اقل من سنة ام ماذا؟ هل نحن نعيش في ظلام القرون الوسطى ام ماذا؟ وبلعنا هذا التصريح وصبرنا انطلاقا من قوله تعالى ان الله يحب الصابرين.
قبل اسبوعين طلع علينا رئيس حكومتنا وقال صحيح اني رئيس الحكومة ولكني لا استطيع ان اقيل اي عضو مجلس بلدي في اي محافظة لانه منتخب كما يريد المتظاهرون فالاقالة من صلاحية مجلس المحافظة، ولم نكد ننهي تصفيقنا له على احترام مبدأ الديمقراطية حتى فوجئنا بوزير البلديات يزور المحافظة المعنية ويقيل عضو المجلس البلدي لاهماله في متابعة مشاريع البنى التحتية، في الصباح حين ركبنا الحافلة التي اقلتنا الى دوائرنا كان الواحد ينظر الى الاخر متسائلا،وفي مكاتب العمل كنا ساهمين مضطربين تعوزنا الاجابة على علامة استفهام كبيرة:هل اصبح في العراق نظام اداري جديد بحيث يملك الوزير صلاحية اكثر من رئيس الحكومة؟؟ ظل هذا السؤال بدون اجابة حتى هذه اللحظة.
وبعدها بايام طلع علينا بتصريح قال فيه انه يمهل الوزارات 100 يوم لكي تستطيع ان تبدأ تنفيذ برامجها.
ثم تلاه التصريح الذي قال فيه سأقدم اسماء المرشحين للوزارات الامنية الى البرلمان في الاسبوع المقبل غير عابىء بالمحاصصة او قبول او رفض الاحزاب المشاركة في الحكومة.
اسوق لك هذه الامثلة مشفوعة بالتصريحات الاخيرة للبعض الذي عايش المالكي في ادارة الدولة، وهذا البعض ينقسم الى قسمين. الاول يصفه بانه ديكتاتوري واخذ الكثير من صفات القائد الضرورة (هذا تصريح المطلك) وانه ينفرد بقراراته ويسمع مايريد فقط، ويمكن القول انه من الصعب التعاون او التعامل معه.
ان الكلام مردود على اصحابه لانه لو كان ديكتاتوريا لاقدم على الخطوات التالية:
اقالة كل فاسد تثبت عليه تهمة الفساد او الرشوة.
تشكيل الوزارات الامنية قبل تشكيل الحكومة لان البلد يعاني من خلل امني رهيب.
الاسراع في بناء البنى التحتية.
تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.
اعادة النظر في محتوى البطاقة التموينية ووضع ضوابط لصرفها.
صرف الاعانات الاجتماعية لمن يستحقها.
هذا غيض من فيض.
اما البعض الآخر فيرى فيه انه صاحب قرارات مترددة لان اطراف المحاصصة تتنازعه ذات اليمين وذات الشمال بدليل اننا لم نر اي انجاز حققته الحكومة الحالية والسابقة برئاسته.
سكت ابو الطيب فقد احسست انه متعب تماما، فاستأذنته باستعارةاغنية لطيفة التونسية واخذت اغنيها وحدي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن