بابل تستضيف الشاعر فالح حسون الدراجي

حامد كعيد الجبوري

2011 / 4 / 11



أشكد سويت أبهل الدنية
سويت وسويت
لكن مثل بغداد وأهلها
ما لكيت
بهذه المقطع بدا الشاعر الشعبي الكبير فالح حسون الدراجي الذي لبى مساء يوم الجمعة 8 / 4 / 2011 م دعوة دار بابل للثقافات والفنون والأعلام ، والتي يرأسها الشاعر علي الشلاه ، ابتدأت الجلسة الساعة الخامسة وبحضور مكثف من محبي الثقافة والعلوم ، ومن مثقفي الحلة الفيحاء ، تحدث بإيجاز مدير الجلسة الشاعر حامد كعيد الجبوري عن المساحة الإبداعية التي يشغلها الشاعر الدراجي ، ومعلوم أن الشاعر الدراجي متعدد المواهب و خالف المأثور الشعبي الذي يقول ( سبع صنايع والبخت ضايع ) ، فإضافة للموهبة الشعرية الجميلة التي يمتلكها الشاعر فالح حسون الدراجي ، فهو أعلامي مبدع ، ورياضي لعب كرة القدم مع المنتخب العراقي بصفة احتياط ، وأعتزل لعبة كرة القدم وهو بعمر 22 سنة ، وفالح الدراجي معد ومقدم برامج أخذ على عاتقه مهمة النهوض بأسماء الشعراء الشعبيين ليطوف بهم العالم من خلال برنامجه الشهير ( مواوويل وشعر ) والذي يقدم ومنذ 12 سنة من راديو العراق الحر ، ومعلوم أن هذا الراديو الذي تدير برامجه المعارضة العراقية قبل السقوط ، ويبث من مدينة براغ ، فالح حسون الدراجي كتب النص الغنائي مفضلا الأغاني الرياضية على غيرها ، غنى المطرب العراقي الكبير سعدي الحلي أغنيتين للشاعر فالح حسون الدراجي وهما أغنية ابهيدة ، وأغنية ماني نادم ، والشاعر الدراجي من مواليد مدينة واسط ناحية كميت عام 1951 م ، ومن بواكير صباه انتمى لحزب الفقراء الحزب الشيوعي العراقي ، وله أخ شيوعي أعدمه النظام المباد ، يقول فالح الدراجي أنه قدم قصيدة ليشارك بها في العيد السبعين للحزب الشيوعي ، يقول كتبت قصيدة للجبهة الوطنية والقومية التقدمية وأعطيتها إلى الراحل ( أبو كاطع ) ، بعد أيام ألتقيته وسلمت عليه وقال لي ، ( عمي فالح أنت كاتب للجبحه – هكذا يسميها أبو كاطع رحمه الله – لم أنشرها لك ونشرت لك قصيدة مهداة للشهيد فهد موجودة لدي ضمن أرشيفي الخاص ، وهكذا ظهرت للنور مجموعة ( أغاني للوطن والناس ) التي ساهم بها نخبة من شعراء العراق الشعبيون ، أفتتح الدراجي جلستنا الشعرية بقصيدة مهداة للحزب الشيوعي العراقي وهي بعنوان ( سيدي الحزب الشيوعي ) ، وكان النص يحمل معاناة الغربة والتمسك بالوطن متغنيا بالتاريخ النضالي العريض للحزب الشيوعي العراقي ، ولم يفته أن يقرأ للبراعم التي ستقود العراق لا حقا وهي شريحة الطفل أينما وجد ، يقول الدراجي أن أحد أقاربه تمنى عليه أن يشارك مجموعة كبيرة واعية من الشعراء الشعبيين باحتفالية كبيرة لمولد الأمام الحسين ( ع ) ، ومن غريب الصدف أن تكن ما يسمى بمولد القائد الضرورة تتزامن مع المولد الحسيني تقريبا ، يقول الدراجي ترددت أولا ولكني وافقت أخيرا بعد أن علمت أن شعراء كبار سيساهمون بتلك الاحتفالية كعريان السيد خلف ، وكاظم أسماعيل الكاطع ، وحمزه الحلفي ، في اليوم التالي استدعيت لأمن ( مدينة صدام ) وحمدا لله أنها مرت بسلام كما يقول الدراجي ، بعد انهيار الجبهة الوطنية قرر الدراجي بدأ مشوار الغربة ، وهكذا كانت محطته في أمريكا ، ومنها بدأ مشواره مع إذاعة العراق الحر والتوجه صوب الفتح العالمي الجديد حيث الانترنيت ، والإعلام غير المقيد ، وكتابة الشعر ، والمواضيع البحثية والنقدية ، والتنقل نحو المعالم الثقافية العالمية بمقر تلك الدول لتكسبه حقولا معرفية ثقافية جديدة ، ومهما امتدت سني البعد إلا أنه عاد لعراقه بعد التغيير مباشرة وكتب مخاطبا العراقيين قائلا ،
لا تلومون الزمن بيكم أشسوه
هي نفس النار بيها انتجوه
آه وآلام وعذاب
أحنة بره وانتوا جوه
وهناك طقس لابد للدراجي أن ينتهجه حينما تحط طائرته القادمة من أمريكا وهو زيارة النجف الأشرف متبركا بأمير المؤمنين علي ( ع ) وزيارة قبر والده رحمه الله ، وطلب الشاعر الدراجي أن يسمع لشعراء حليين ولأن الشاعر الكبير موفق محمد حضر لأمسية الشاعر الدراجي فقد طلبنا بإلحاح شديد أن يتوج شاعرنا موفق محمد تلك الأمسية الدراجية وقرأ موفق محمد قصيدته الشهيرة ( شاكيرا ) متبرما من الأوضاع التي وصلها العراق وأهله ، ومن ثم طلب الشاعر الدراجي من مقدم الجلسة حامد كعيد الجبوري أن يسمعه قصيدة غزلية وهي ( صبر مفطوم ) ، وقرأ الشاعر عبد الستار شعابث قصيدة ( مركب ورق ) ، وأعقبه الشاعر عبد الرزاق كميل أبو قمر بقصيدة سبعينية جميلة ، نهاية تلك الجلسة الرائعة تقدم مديرها بالشكر والعرفان للشاعر الكبير فالح حسون الدراجي ، وبدوره شكر الدراجي الحضور أجمع متمنيا لدار بابل المزيد من التألق والإبداع .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن