بومية : التحالفات الهجينة

ابراهيم سلاك
watanioumami@yahoo.fr

2011 / 3 / 30

بومية : التحالفات الهجينة
في اطار تنسيقية 20 فبراير نجد اسم النهج الديمقراطي الى جانب العدل و الاحسان و الجمعية المغربية لحقوق الانسان . فما الذي يمكن الجمع بين هاته المكونات ؟
ان المتامل في مطالب حركة 20 فبراير قد يعتقد ان العدل و الاحسان تسير على نفس الخط مع النهج الديمقراطي وكذا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان . فكل هاته الأطراف تدافع عن :
مبدا السلطة للشعب , مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد ...
لكن ما لم يستوعبه اصحاب النهج بميدلت و بومية وما جاورهما ان العدل و الإحسان وكذا مختلف الحركات الإسلامية يمكنها ان تتنازل عن اي شيئ الا فصل السياسة عن الدين وهو المبدأ الفاصل بين القوى الرجعية و التقدمية , كما يمكنهم ان يتحالفوا حتى مع ابشع الديكتاتوريات متى احسوا بيسار زاحف . وبالرجوع الى تاريخ المغرب المعاصر فالحركات الاسلامية كان لها عدو اساسي وهو اليسار الجدري .
فماهو تصور العدل و الاحسان للتحالف او ما يسمونه الميتاق : اولا يحددون الهدف في تحقيق التعبئة الشعبية الشاملة لانجاح المشروع الاسلامي . فما موقع النهج من هذا الاعراب؟
اما من بنود الميتاق فهي ان اساس الحكم وسنده العبودية لله وحده لا شريك له , والمسؤولية بمعيار الشرع و كل القوانين الصادرة عن الدولة لا و زن لها ان خالفت الكتاب و السنة...
اما باب الانضمام للميتاق فهو مفتوح لكل من توفرت فيه الشروط التالية : قبول المرجعية الإسلامية. فأين انتم يا أصحاب نهج بومية من هذا؟
عودة بنا إلى أهم المبادئ الأساسية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهو كونية وشمولية حقوق الإنسان . فما محل العدل والإحسان منها ؟
ما محل العدل و الإحسان من المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تقول: لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده،
وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حده
اما ارضية الحوار فجماعة العدل و الإحسان ترفض كل ارضية للحوار غير الإسلام سواء كانت أرضية وطنية او أرضية عقلانية كما يسمونها .
ان ما لايريد اصحاب نهج بومية ان يفهموه ان العدل و الاحسان تعيش عزلة حادة مما يفرض عليها اختيارات تحالفيه انتهازية انية مستغلة ظرفية التحرك الشعبي و بعد استقواء ذاتها فليعلموا ان سيفهم سينقلب ليقطع رقابهم تحت شعار بسيط الملحدين. ولكم عودة الى التاريخ لاستقرائه فهو يغنيكم عن كلام قد لاتستوعبوه.
اما بخصوص رفض العدل والاحسان للفصل 19 من الدستور و رفض إمارة المؤمنين فهو رفض على مستوى المضمون و ليس المبدأ لأنهم ببساطة سيحولونها إلى شيخهم. مما يتناقض في الجوهر مع مطلب النهج أو الجمعية المغربية لحقوق الانسان.
ان التحالفات الهجينة لايمكن ان تلد سوى مولود هجين . فلتسر حركة 20 فبراير نحو مزيد من الصفاء والنقاء و لتسقط التحالفات الهجينة و الأحزاب المتكالبة . ونذكر ان حزب العدالة والتنمية قدم مذكرة إصلاحات دستورية اقل ما يمكن ان يقال عنها كشفت الوجه البشع لهذا الحزب الغارق في المخزنية حتى النخاع وبدون تعليق فبعض بنودها:
- دستور يرتقي بمكانة المرجعية الإسلامية ويعزز مقومات الهوية المغربية.
- ملكية ديمقراطية قائمة على إمارة المؤمنين.
وبخصوص الهوية والمرجعية، أكدت المذكرة على ضرورة " أن لا تخالف التشريعات والقوانين المتخذة تعاليم الدين الإسلامي" و"حماية حرية ممارسةالشعائر الدينية وصيانة المجتمع من الممارسات المستفزة للشعور الديني"،
و"أن يكون من اختصاصات المجلس الدستوري النظر في مدى مخالفة التشريعات لتعاليم الإسلام في حالة إثارة ذلك من قبل أعضاء البرلمان وفق القواعد القانونية المنظمة لذلك"، وبالإضافة إلى "العربية كلغة رسمية تتم دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية بالحرف العربي وذلك في الجهات التي يقرر مجلس الجهة المنتخب اعتمادها كذلك، ويحدد قانون تنظيمي كيفية تدبير ذلك على مستوى المؤسسات الوطنية" ودسترة "مجلس أعلى للأسرة والشباب بمثابة مؤسسة دستورية".



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن