ياعلي

كاظم الشاهري
kadumthamer2@hotmail.com

2002 / 8 / 12

                                                         

 

                                                                                                      

ادت هتافات الشعب العراقي في انتفاضة اذار 1991. أدت الى ان تدير الادارة الامريكية وجهها عن الانتفاضة  وان تسمح لصدام باستخدام ماتبقى من جيشه في سحقها .

هتافات مثل  ياعلى ......... ياحسين ...... ياسيد الشهداء ......... شباب الحسين .... والخ.........

تلك الهتافات فسرت للمراقب من الخارج ان الشعب العراقي يبغي من خلال انتفاضته اقامة دولة شيعية في العراق على غرار الطراز الايراني .

ويقال ايضا ان امريكا استمعت الى رجاءات حلفائها في حرب تحرير الكويت وخصوصا السعودية في عدم مساعدة الانتفاضة لانها قد تؤدي الى قيام حكومة شيعية في العراق تمثل امتدادا لايران . وكان خطر تلك الثورة ماثلا امام حكومات المنطقة ليس في تحريك الطوائف الشيعية المقموعة في بلدانها فحسب بل لان الثورة ذاتها كانت تمثل خطرا على استقرار الحكومات وبقائها في السلطة .

من المعروف ان الشعب العراقي شعب حُرم من الممارسة السياسية . ولم يطلق اي هتاف بروح حزبية مقررة سلفا ولم يعلن ولائه لاي جهة حزبية على حساب اخرى ، بل انطلق من سليقته ، ثورة على الذل والهوان الذي لحقه من جراء حكم صدام وحزبه .

وما كانت تلك الهتافات سوى ان الشعب العراقي استنجد برموزه وعقائده الدينية ، استنجد بها لكي تكون عونا له كالائمة عليهم السلام وهو شئ طبيعي ان تاتي الهتافات شيعية الطابع لان اغلبية المسلمين العراقيين شيعة لال النبي (ع).

لقد سحقت انتفاضة اذار بوحشية وواجهت مصيرها بمفردها من دون مؤازرة العالم وانصافه ولكنها لم تمت فمازالت تفاعلاتها مستمرة على الساحة العراقية وافرازاتها لم تكف عن النضوح.

فمن خلالها نشطت ساحة المعارضة العراقية واصدرت الكثير من الصحف والاصدارات وشيدت الكثير من المنابر الاعلامية وعقدت الكثير من الندوات والتحالفات والائتلافات بين التيارات العراقية ولقد تبين للعراقين وغيرهم ان الشيعة لم يكن هدفهم اقامة دولة شيعية بل ان نضالهم يقوم على اساس الدفاع عن العراق ككل وكوطن للجميع وانهم جزءا منه غايتهم اسقاط النظام وشانهم شان العراقيين جميعا بتاسيس نظام حكم وطني يمثل الجميع ولايفرط بابنائه وقومياته وطوائفه ، وان الشيعة ذاتهم عبروا من خلال اكثر من منبر ، ان سيادة طائفة على اخرى او قومية على اخرى يشكل ضررا على الجميع ويطال الكل بدون استثناء .

واذا كان مجرد هتافات بريئة رددها الشعب العراقي في انتفاضته ، هتافات انطلقت من افواه الجميع قومي الميول او يساري او شيوعي او اشتراكي او اسلامي او مستقل ، هتافات مثلت الطبيعة العراقية وتمسكها برموزها الدينية ، قد اخرت تفهم العالم للقضية العراقية ومناصرتها على مدى اكثر من  12 سنة ومالحقنا من ذلك التاخير من دمار على دمار مارسه ويمارسه صدام . وبعد ان تفهم العالم جيدا قضيتنا واحلامنا وامالنا وبعد ان توصلت اكثر الفصائل العراقية على اذابة الخلافات بينها ، يخرج علينا الشيخ الاصفي تلك الشخصية الايرانية ذات التاثير الواسع في الوسط العراقي بفتوىتكفير تلك الجهة او الاخرى ويقف ضد تحالفات وائتلافات عقدت بين اطراف المعارضة العراقية التي كانت متناحرة في السابق . فانها  فتاوي في الواقع تنطلق في غير توقيتها وتضر بالمصلحة العراقية وتعيد للاذهان ماحدث في انتفاضة اذار عام 1991 ونامل من شيخنا الاصفي الذي ادهشنا بطروحاته وارائه في السابق ان يرجأ على اقل تقدير تلك الفتاوي في هذه الفترة بالذات وان يردد معنا   ياعلي    باب الحوائج ورمزنا الديني الذي نندبه في الشدات ....

 

                                                                                            الولايات المتحدة

                                                                                          11 / 8 / 2002



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن