كن عاشقا عالميا ، كالتراب ..

عبد العظيم فنجان
finjan21@gmail.com

2011 / 2 / 26

يمنحكَ الطينُ حرية أن تخلق منه تمثالا ، يعكسك عاشقا هائما في حب صبية رأيتها في منام ، ثم تجلّت لكَ عارية كالصباح ، فاصنعه سهل الكسر ، لكن من الصعب تقليده .

مَن سواك يعرف أن حبكَ ينحدرُ من هذا التناقض بين الحقيقة والخيال ؟ مَن غيرك يعلم يقينا أنه ينحدرُ من هذا التوافق أيضا ؟

إن خطرَ لكَ أن تصلي خاشعا لصبيتكَ ، فدع تمثالكَ يسجد ، إنما بشرط أن يبقى رأسه مطروحا ، بلا حراك ، على الأرض ، بعد القيام .

اتركْ جذعه ، بعد الركوع ، ممتدا مثل جسر ، لتعبر كل آهات العالم إلى تلك الضفة التي لا تُرى من كل نهر ، وحين ينتهي من الدعاء ليكن هشا ، حتى تنفصل عنه اليدان .

لقد نفختَ من روحكَ في التمثال ، فكانكَ .

آه ،
النثرُ كالطين ، إن ذهبتَ به إلى الشِعر : يمنحكَ أن تخلق منه ما تريد إن نفختَ فيه ما نفخت في التمثال من روحكَ .

حاذر أن تتلبس إفقا ليس فيكَ منه شيئا :
لا تكن رومانيا ، فارسيا ، أو بوذيا أو ..
اكتبْ نفسكَ دائما :
وكن عاشقا عالميا ، كالتراب .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن