الوقوف بوجه(الثورة)والحكومة(الديمقراطية)مش ممكن!!

سالم اسماعيل نوركه
salim_esmael1967@yahoo.com

2011 / 2 / 15

عندما يتحرك الشعب يتوقف كل القوانين والدساتير و(الشرعية)والكل يرضخ لسلطة الشعب الأصلية وليس بالنيابة ،البرلمان يمثل الشعب في ظل الديمقراطية بالنيابة وكل نائب يمثل عدد من أفراد الشعب وهم أولائك الذين صوتوا له وأوصلوه إلى أن يتواجد تحت قبة البرلمان ،وكذالك الرئيس ورئيس الوزراء في ظل الإنتخابات النيابية والشعب يمنح الثقة لمن يشاء وينتزعه ممن يشاء ولا إرادة في الأرض فوق إرادة الشعب فلا شيء دائم إذا غضب الشعب ،ف(للفيضانات والبراكين والزلازل)قوانين خاصة تبطل الكثير من القوانين إن لم نقل كلها.
لا يمنح الشعب لأحد صك الغفران في ساعة الحسم والتراخيص تسحب قبل أوانها فلا أحد ضامن بقائه لنهاية الفترة فبعض الغضب الصادر من الشعب لا يقبل التأجيل والكذب على الذقون غير مسموح إطلاقا والوعود الكاذبة قصيرة الحياة ولا تبعث لها الحياة بكذبات جديدة فهذا العصر لا يقبل أكذب ثم أكذب حتى يصدقوك،وإنما لو كذبت وظليت تكذب فإنك ستحترق لحد الرماد في هذا العصر ،ولهذا الانظمة حين تدفع فاتورة حسابها الثقيل تصاب( بالغيبوبة).
بعض الثورات تسرق مع أنطلاقتها وبعضها تسرق لاحقا وبعض الانقلابات تأخذ تسمية الثورات مع إن الثورة براء منها ،والثورة إن حدثت لها زمن وأهداف ومن أهم أهدافها أرجاع الحق للشعب وإزاحة الفاسد والباطل والظالم من دست الحكم وإعطاء صناديق الإنتخابات حقها وشرعيتها وإما من يدعي بأنه أمين على الثورة لعقود ويقف ضد أولائك الذين يقفون بوجه الثورة إنما هو دكتاتور خرج من رحم الثورة ،لا شرعية لنظام لم يأتي عن طريق الانتخابات لأكثر من فترة قصيرة وإنتقالية وإلا تكون سارقة للسلطة وخارجة عن قانون الشعب وأن أدعى هذا النظام بأن خارجون عن الثورة يحاولون الاطاحة بالثورة والمكتسبات إنما مقصود مكتسبات الطغمة الحاكمة والباطلة .
بعض ممن أتوا عن طريق صناديق الانتخابات بطريقة أو أوخرى يتصورون بأنهم غير معنين بالعقاب وإن أخطأوا ولهؤلاء نقول بأنكم في وهم عائشون فالعقوبة على قدر الجرم وسوء أستخدام السلطة والتعنت في الأستمرار قد يؤدي دفع الثمن قبل إنتهاء الفترة الانتخابية .
إن إهدار المال العام وعدم تقديم الخدمات وسوء توزيع الثروة والظلم والجور وتسويق الفشل بأنه نجاح بعينه وأسباب أخرى تؤدي إلى الثورة و(العاصفة) وإزاحة من أتوا عن طريق الانتخابات ،فإذا جاء قوم فاشلين عن طريق الانتخابات فلايعني ذالك القبول بمثل هذا القوم الأستمرار حتى النهاية وللتوضيح إذا جاء النار فلا يعقل نتركها تحرق اليابس والخضر والحكومة الفاسدة والفاشلة مثل هذا النار إن أعطي الفترة كلها لحرقت اليابس والأخضر مثل النار بل لابد أن تعزل عن الحكم وأن جاءت عن طريق الانتخابات فلا شرعية إذا حضر الشعب وخرج وزلزل الشوارع تحت أقدام الحكام،أما تلك الحكومات التي جاءت عن طريق الثورات وأستمرت دون أنتخابات فهي غير شرعية والإطاحة بها عمل ثوري وبطولي فالوقوق بوجه ثوار تحولوا إلى دكتاتوريين عمل شرعي من حق الشعب ،ونقول لكل الذين لا يفهمون ما حصل في العراق نوضح ونقول كان في العراق سلطة قمعية لا نظير لها ليس في العالم العربي بل في كل العالم أستخدمت أبشع الأسلحة ضد الشعب ومنها المحرمة دوليا وبقوة وبكثافة وكانت تمتلك أجهزة قمعية كثيرة وأستخدمت ثروات العراق العملاقة ضد الشعب وكان مجرد الكلام عنها ولو بالهمس يعني الأعدام ومتابعة أقارب المعدوم ومضايقتهم حد الجحيم ودخل هذا النظام في حروب أقليمية عبثية ودخل الكويت وكانت القرارات الدولية التي مست الشعب وحياته وأتعبته ،تعرض هذا الشعب إلى حصارين أحده من العالم والآخر من النظام لعدد من السنين وشاف الشعب الحرمان وعاش الفقر وهو صاحب دولة نفطية وغنية وعاش الشعب ومازال مثل الشعوب العديمة الثروة وخلال كل الحكومات نرى بأن حكوماتنا تعيش ببحبوحة منقطع النظير والشعب في وادي النسيان وجاء التغير من الخارج لتجنب التغير من الداخل وإنفلات الامور وبدأت مرحلة إنتقالية وإنتخابات أوصلت من أوصل إلى دست الحكم في ظروف غاية في التعقيد وتجربة فتية وبتدخل خارجي من دول الجوار وغير الجوار واليوم إذا كان بعض من هم في الحكم لا يعلمون أقول لهم بأن الامور في العراق لا يبشر بغير وخصوصا من هم في الحكم هم يقولون لنا بأن في البلد فشل ذريع في الحكم وفساد مالي وأداري وسوء توزيع الثروة وسوء تقديم الخدمات وعدم وضع الحلول لمعالجة البطالة وإنما محاولة أصدار القرارات التي تزيد( الطين بلة)وهناك أغنياء جدد في البلد قد رفعوا برؤسهم من أنقاض الفساد وتحت جلباب الدولة وفوق كل ذالك هناك إشارات معكوسة والبعض يحاول تسويق كل الاخفاقات على إنها نجاحات وأقول والله أعلم قد( نشهد صيف حار جدا)بسبب أنقطاع الكهرباء وحر الصيف قد تزلزل الارض تحت أقدام من يستحقون وكل باطل أن أتى من بوابة الثورة المستمرة لعقود وبأحتكار الحكم أو الديمقراطية الاطاحة به ممكن إن الشعب قرر ذالك وكل الشرعيات تسقط أمام شرعية ثورة الغضب.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن