زُعماء .. وزُعماء

امين يونس

2011 / 2 / 15

- بعدما قُتِلَ " عبد الكريم قاسم " من قِبَل الإنقلابيين الفاشيست في 1963 ، إكتشفوا بأنه لا يملك حساباً مصرفياً ، وكان يُقيم في دارٍ مملوكةٍ للدولة ويدفع إيجارها بإنتظام ، ووجدوا في حوزتهِ بضعة دنانير ، وعثروا في مكتبهِ على بدلتين عسكريتين ... هذه كانت ممتلكات زعيم ثورة تموز ورئيس الوزراء العراقي على مدى اربعة سنوات ونصف . كان شقيق عبد الكريم قاسم ، نائب ضابط في صبيحة 14 تموز 1958 ... وبقى كذلك حتى إنقلاب 1963 ، لم ينقلهُ اخوه العميد وقائد الثورة ، الى وحدةٍ أفضل أو أقرب ولم يرفعهُ الى رتبةٍ أعلى .
... يا رئيس وزراء العراق ، يا رئيس الجمهورية ، يا كُل المسؤولين الكِبار ... الزعيم كان يسكن في دارٍ مؤجرة ويدفع الايجار ... كان يستلم راتبه العسكري فقط وليس راتب رئيس الوزراء أيضاً .. لم يستغل منصبه وسلطته من أجل الإثراء أو مساعدة شقيقه أو أقرباءه ... إخجلوا قليلاُ !.
- في منتصف الستينيات من القرن الماضي ، وفي خضم الحركة التحررية الكردية .. كانتْ العادة ان يخدم البيشمركة حوالي الشهرين في المواقع القتالية ، ثم يذهبون في إجازةٍ الى بيوتهم في المناطق المُحّرَرة ... إتفقَ إثنان من البيشمركة الذين إقتربتْ إجازتهما ، ان يذهبا الى المقر عند القائد " ملا مصطفى البارزاني " ، وإتفقا على ان يخبره أحدهما بأنهما ذاهبان في إجازة ، والثاني يطلب منه ان يصرف لهما بدلتين جديدتين حيث ان ملابسهما قديمة ورَثّة .. دخلا عليه ، وبعد ان شربا الشاي ودّخَنا سيكارة لَف ، أخبره الأول بانهما سيغادران صباحاً الى برواري بالا في إجازة ، فأوصاهما القائد بإيصال تحياته الى أهاليهما ... مرتْ عدة دقائق ولم ينبس صاحبه بشيء ، فإضطَر الى الإستئذان .. وخرجا . قال لصاحبهِ بعصبية : لماذا لم تطلب منه تزويدنا ببدلتين ؟ أجابه : لم أستطع ذلك .. إستحيت ، ألم ترى ملابسهُ التي كانتْ أسوأ من ملابسنا ؟ !
... يا رئيس الأقليم ، عندما يأتيك اليوم أي أحد ، فانه لن يخجل أو يتردد ، في أن يطلب منك أي شيء ... لأن ملابسك جديدة وغالية والامور عال العال !.
- عندما إرْتَدَ أنور السادات ، على رجالات حُكم جمال عبد الناصر في مايو 1971 ، فقبض عليهم وإتهمهم بالفساد ، وجدتْ النيابة العامة بعد التحقيق والتمحيص : ان وزير الدفاع الفريق اول محمد فوزي ، له حساب في البنك الاهلي فيه 139 جنيه ، وفي درج مكتبه 11 جنيهاً ، هذا كُل ما كان يملكه !. وزير الداخلية شعراوي جمعة ، كان عنده شهادات إستثمار قيمتها خمسة آلاف جنيه ، لتعليم إبنتهِ سلوى لتكملة دراستها العليا ، هذه كُل ثروته !. سامي شرف ، كانتْ كُل امواله تبلغ 344 جنيها !. طبعاً الرئيس عبد الناصر نفسه كان نزيهاً ونظيفا .
... تظهر هذه الأيام تباعاً ، فضائح النهب الذي قام به رجالات عهد مبارك ، وبأرقام خيالية من الاموال والاراضي والعقارات .. والتي أبطالها : أحمد عز ، مجدي راسخ ، هشام طلعت مصطفى ، محمد فريد خميس ، محمد ابو العينين ، حسين سالم .... وطبعاً قبل هؤلاء وفي مقدمتهم جمال وعلاء أبناء زعيم العصابة محمد حسني مبارك !.
... يا ثوار مصر الشجعان ، أعيدوا الإعتبار للشرفاء ، وإفضحوا السُراق وناهبي أموال الشعب ولا تتركوهم بدون محاسبة وقصاص .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن