أرجوكم.. كونوا وطنيين فمصر بلدكم أيضا..؟

غادة عبد المنعم

2011 / 2 / 3

إلى هؤلاء:

الجيش المصرى.. رجال الأعمال المصريين .. النقابيين.. قطاع البنوك.. قطاع الطاقة.. قطاعات خدمات المياه.. والصرف .. والنظافة..
قطاع المواصلات و قطاع الاتصالات..



• السادة المتقدمون مبكرا جدا لتولى منصب رئاسة الجمهورية، الانتخابات ليست الآن .. لنبقى جميعا فى الشارع ، واتركوا رئاسة الجمهورية لرئيس المجلس النيابي حتى تتم الانتخابات..؟!!

أوجه كلامى للمصريين بفئاتهم المختلفة : فنحن لسنا فى وقت يمكن فيه لكتاب مصر الكلام عن المصريين وما فعلوا، لنترك الإعجاب بثورة الشعب لغيرنا من الشعوب، ولنتكلم الآن عن مصر ، عن الأيام القادمة وعن الدور الإلزامي الذى من الضرورى على كل منا لعبه ، لا أقول من الضرورى على كل وطني لعبه.. لا .. أقول على كل مصرى لعبه.. كل مصرى، وطني كان؟ أم غير وطني..!! فإذا لم يقم كل منهم بدوره، حل للمصريين - فيما بعد تحقيق الغرض من ثورتهم - تقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة..؟!
أولا .. للسادة رموز المعارضة المصرية بمختلف تياراتهم ، أرجوكم كفوا عن الكلام عن التفاوض مع نظام يرفضه الشعب ، كفوا عن الكلام والتصورات والتساؤلات حول من هو رئيس مصر القادم؟ ولا تتقدموا لتقودوا مصر فى المرحلة التالية..؟ فنحن نرضى بالتنسيق الذى يفرضه علينا الدستور المصرى – حتى ولو لم نكن نرضى بهذا الدستور نفسه كدستور نهائى لبلدنا – نرضى أن يقدم رئيس الجمهورية استقالته فى الحال ليتولى رئيس مجلس الشورى أو الشعب حكم مصر وتتولى الوزارة الحالية تصريف حكم مصر، على أن يتم فى الحال وبحد أقصى شهر من الآن، انتخابات لمجلس الشعب وبعد إعلان نتيجتها مباشرة، يتم وبناء على تكليف من رئيس الجمهورية المؤقت لقائد الحزب أو الكتلة النيابية الفائزة بأكبر عدد من الأعضاء فى المجلس تكوين وزارة جديدة أو تكوين وزارة تآلف إذا لم تسمح له الأغلبية التى حصل عليها بالانفراد بتكوين الوزارة، وبعد تشكيل الوزارة الجديدة مباشرة، تتم انتخابات لمجلس شورى جديد، تليها مباشرة انتخابات رئاسية. هذا على ألا تزيد فترة كل هذه الإجراءات والانتخابات مجتمعة ومن الآن، على الثلاث شهور كحد أقصى..

ثانيا .. للجيش المصرى أعرف أن قادة جيش مصر يهتمون لبلدهم وشعبهم، وأنهم ينتظرون اللحظة الأخيرة للتدخل، اللحظة التى يبدو فيها أن الدولة المدنية فى مصر على وشك التهدد، أو أن الخدمات الرئيسية من مياه وكهرباء وصحة قد تردت لمستوى خطير أو التى يحدث فيها انقسام بين صفوف الجيش أو تلك التى تشهد بداية تمرد فيه أو فى الشرطة وانقلاب أيهما على السلطة الحالية أو تلك التى تعقب مجزرة يموت فيها الآلاف من أبناء مصر على يد بعض آخر من أبنائها (من الشرطة أو الجيش ربما) ، أعرف أنه لا يمكننى أن أطالبكم بما تعتقدون أنه ليس دوركم وهو إجبار رئيس الجمهورية على التنحى، رئيس الجمهورية الذى تتصورون أن دوركم هو حمايته - طالما لم يعزل نفسه، ولم تحدث حركة تتمكن من احتلال قصور الرئاسة وإعلان توليها السلطة فتعزله، ولم يتم مهاجمة القصر الرئاسى، موقع إقامته من الشعب وإجباره على التنحي - لكننى أطالبك بألا تنتظروا للحظة الأخيرة التى تتهدد فيها دولتنا المدنية حتى تتدخلوا، لا..! فانتظاركم يكلف مصر سنوات من التنمية وملايين وبلايين ربما، يمكنها إما رفع مستوى معيشة المصريين الذى انتم ادري به..؟ أو خفضه لعدة سنوات..؟!! أطالبكم بتأمين فورى للمصارف والبنوك والمواصلات والاتصالات وقطاعات الخدمات ومحال الطعام وشركات ومصانع إنتاجه وعربات توزيعه، وأطالبكم بالتواجد على ناصية كل شارع لتأمين شوارع المدن، أطالبكم بالاتصال شخصيا بعمد القرى وخفرها ليتولوا تأمين قراهم، وليعرفوا أن جيش مصر فى ظهورهم، يحميهم. وأؤكد لكم كما يؤكد لكم المصريين كلهم.. أننا نعرف انه لا مطمع للجيش فى سلطة مصر، وأنكم أكثر منا رغبة فى دولة مدنية يعيش فيها أبنائكم وأحفادكم فى أمان ورخاء. ولكن كما نعلم وكما تعلمون الشرطة ليست فى الشارع ولن تتواجد فيه قبل أسبوعين على الأقل – حتى وإن وعد وزير الداخلية أو وعد أى مسئول آخر بغير ذلك - كونوا إذن فى حجم طموح المصريين..؟ لا تقوموا بمحاصرة القصر الرئاسي أو مطالبة الرئيس بالتنحي، طالما إنكم ترون أن هذا ليس دوركم..!! ولكن احموا مصر ولا تعرضوها لسنين من التراجع الاقتصادى .. فعلى أبواب مصر وفى قارات ست رجال أعمال يتطلعون الآن لما يحدث فى الدولة، مصر التى تملك مفتاح التغيير فى المنطقة العربية، وإذا انتهى التغيير آمنا سليما سريعا، وتولت آليات ديمقراطية الحكم فيها، وبدا أن مصر فى طريقها للتنمية، فإن أموال كثيرة ستتدفق للتنمية فى هذا البلد، الذى سيقود المنطقة لعصر من النهضة.. والذى ربما به وبالشرق الأوسط، سيخرج العالم من ركود أزمة اقتصادية استمرت طويلا، بأيديكم وحدكم أن يبدأ كل هذا فى خلال شهور أو أن يتأخر – إذا تضررت البنية الأساسية- لسنين طويلة أو حتى أن يبدأ ولكن بدلا من أن يبدأ من مصر، يبدأ من بلد آخر بالمنطقة كالأردن أو إسرائيل ربما.

ثالثا.. لرجال الأعمال أنتم مصريون شئتم أم أبيتم..؟! ساندوا ثورة الشارع، ولكل من يملك شركات ومصانع لإنتاج الغذاء وتوزيعه منكم كونوا على مستوى اللحظة .. لتقيموا حراسة خاصة على مصانعكم وعلى أساطيل توزيع المواد الغذائية التى تملكونها، حتى تنتجوا وتوزعوا وتؤمنوا الغذاء لمصر، ولمن يملك منكم بنوك خاصة لتقيموا حراسات خاصة على فروع بنوككم وعلى ماكينات صرفها الآلى ولتفتحوها للتداول حتى لا يحدث فى مصر عجز، وغلاء، وسرقات، وسلب، ونهب، ولكل المسئولين فى قطاع البنوك ومديريها تضامنوا مع المصريين، افتحوا بنوككم حتى يقبض المصريون مرتباتهم، وحتى يمكنهم استخدام مدخراتهم، ولكل رجل أعمال وتاجر وثرى فى هذا البلد .. الشباب الذى رهن حياته بقضية الديمقراطية فى مصر، الشباب الذى يقيم فى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر، هم مستهلكى ما تنتجونه، هم سبب ثرواتكم، ومن حقهم عليكم، وحيث أنهم يفتحون لكم بيوتكم، ويمدونكم بما تحققونه من مكاسب، أن تنظموا جماعات رعاية للثوار تمدهم بالطعام والشراب والأغطية ويتواجد بها أطباء وعربات إسعاف، جماعات تتواجد فى مناطق تجمع الثوار تقوم برعايتهم والحفاظ على قدرتهم على التصدي، والمقاومة، والاستمرار، لا تكونوا خونة، وتبيعوهم لسلطة يرغب الشعب كله فى مغادرتها، فهذا سيحسب عليكم أو لكم ..!!

أخيرا.. للمصريين.. لكل العاملين فى قطاعات الغذاء والمواصلات والاتصالات والنظافة والمياه والصرف والكهرباء والبنوك وخزائن المؤسسات الحكومية والصحة أرجوكم نظموا أنفسكم استعينوا بنقاباتكم وانزلوا للقيام بمهام عملكم حتى يتوفر لنا جميعا وسائل المواصلات والمال والبنزين والمياه والكهرباء والغذاء والنظافة فانتم لا تحبون أن تستشري الأمراض فى مصر بسبب عدم انتظام جمع القمامة أو انقطاع الماء أو عدم توافر الخدمات الطبية، ولا أن يستشرى النهب والسلب والسرقة بسبب قلة ما يملكه الناس فى بيوتهم من عملات مالية يتم تداولها، أو بسبب قلة الغذاء ولا تحبون أن تنقطع المواصلات ويتعرض أبائنا وأمهاتنا المرضى للموت فى البيوت أو لتعفن جثثهم فى بيوتهم بسبب عدم وجود بنزين للنقل أو بسبب عدم وجود وتوافر وسائل النقل، التى أرجو بخصوصها، أن تكون حكومة مصر الحالية من الوطنية بحيث تستثنى سائقى عربات النقل وسائقى التاكسى وعربات النقل العام من حظر التجول المفروض حاليا.. وللمصرين العاملين فى كل القطاعات الخدمية انزلوا لمزاولة أعمالكم، ولا تكونوا سببا لتدهور الأحوال فى مصر، مصر أمانة لا تعرضنا للمجاعات والأوبئة، ولا الكوارث، لكم واجب لاستمرار الثورة، وواجبكم الثوري هو التوجه لأماكن عملكم والبقاء فيها لمزاولة أعمالكم، ولخدمة مصر ولصيانة مستقبل المصريين.

مرة أخرى للجيش فى أيديكم أمانة المرور بنا وبالعالم لمستقبل آخر، فى أيديكم أمانة لا تلقوها.. فتؤدوا بمصر للتأخر وتفوتوا الفرصة عليها لقيادة المنطقة، بعد سنين من الآن سيتم الإشارة إليكم، ليقال هؤلاء كانوا سببا فى قيادة مصر للتنمية فى منطقة الشرق الأوسط.. أو ليقال بسبب هؤلاء انتقلت قيادة المنطقة من مصر لدولة مجاورة..؟!! الاختيار الآن لكم.. لقادة القوات المسلحة المصرية.. وواجبكم هو الإصرار على عمل كل القطاعات الخدمية فى مصر بانتظام واجبكم تأمين الغذاء والمياه والكهرباء والنقل والصحة والعملات المالية للمصريين ، وإذا لم يتوجه مصريون للعمل فى هذه القطاعات فإن المنتظر من مجنديكم هو تولى مسئولية العمل فيها، وللمسئولين عن انقطاع شبكة الانترنت لتعرفوا جيدا، أن وجود شبكة اتصالات قوية يمنع من الفوضى ويحافظ على أمن مصر، هذا ما أعتقد أنكم تعرفونه جيدا، تعرفون أن انقطاع الانترنت يؤدى لزيادة الثورة ولزيادة السخط ولقلة التنظيم الأمني، ولعجز فى توفر باقى الخدمات، فلتعرفوا أننا مثلكم نعرف هذا، ونحملكم مسئوليته.


31 يناير 2011



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن