الجيش والشعب في مصر

عبد الله بوفيم
abdellahbou2002@yahoo.fr

2011 / 2 / 1

لقد كانت الحكومات العربية, تركز حربها على التنظيمات السياسية, وتعتبر كل غير مسيس محايدا منقادا يسهل انقياده, لكونه ضمنيا تابع للحاكم وزمرته.
تبين اليوم للجميع أن غير المسيسين وغير المنتظمين اشد خطرا من المسيسين. المنتظمون يسهل التحكم فيهم, لأنهم وفي أكلح الظروف يمكن التنازل لقيادتهم والتفاوض معها وهي قادرة على تسييرهم.
لكن الغير المسيسين يصعب ذلك معهم, بل يتعذر حتى معرفة من يسيرهم, لكونهم غالبا يسيرون على شكل العصابات الإجرامية,لا يعرف فيها المحرك الحقيقي إلا مجموعة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة.
موقع" فايسبوك" هو موقع استخبارات تابع لإسرائيل, وهي تنفد به مخططاتها في زعزعة استقرار الدول العربية الواحدة تلو الأخرى.
الشعب المصري يراهن على الجيش, ويظن أن الجيش المصري سيتدخل كما تدخل في تونس, ويحسم النزاع لفائدة الشعب ويطرد الرئيس وجميع من يمتون له بصلة.
فرق كبير بين تونس ومصر. إسرائيل وتحت إمرتها أمريكا وبريطانيا وكل الدول السائرة اليوم في ركاب الصهيونية العالمية, تسعى لإشعال الحرب بين الشعب المصري والجيش المصري.
لن تقبل إسرائيل أي تقارب بين الجيش والشعب في مصر. لأنه إن حدث تقارب واستمر الحب والود, فيمكن جدا للجيش وقادته أن يجندوا عند الملمات ملايين الجنود الاحتياطيين, والعشب المصري متدين وأغلب شبابه عاطل عن العمل, وليس لديه ما يخشى عليه, أو يود الحفاظ على حياته للتنعم به.
إذا حدث تقارب بين الجيش والشعب في مصر, فإن إسرائيل ستكون في خطر كبير, لأنها عندها لن تحارب جيشا مصريا نظاميا يقاتل بالدرجة الأولى من أجل الحصول على راتبه الشهري, لتمويل ضروريات أهله وذويه, بل ستقاتل شبابا متدينا مستعدا للموت وفرحا بها وبلقاء ربه جل وعلى في جناته العلى.
لقد تعاهدت أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية, على إشعال الفتنة والفتيل بين الجيش والشعب في مصر, ليتردى الجيش المصري, في دركات الجبن والهوان, فيقتل ابناء الشعب وينقم عليه الشعب ويتمنى له الانهزام والهوان ويفرح باندحاره في اية مواجهة مع إسرائيل ويربأ بنفسه عن مده بالعون, بل سيكون جواب الشعب عليه بالتشفي والاحتقار والاستصغار.
جبنتم يا قتلة النساء والأطفال , واليوم اندحرتم كالنعام, فررتم فرار الحمر.
يا قادة الجيش في مصر, إياكم والعدوان على اخوانكم من شعب مصر, إياكم والخضوع لرغبة الحاكم المستبد الطاغية, سيهزم جمع الحاكم, وتهزمون معه.
إنكم إن تماديتم في العدوان على شعبكم, ستدفعونه لا محالة للكفاح المسلح, وعندها سيكون عليكم أن تواجهوا على جبهتين, مواجهة إسرائيل التي تعد العدة للإنقضاض عليكم, ومواجهة جبهتكم الداخلية.
إن أحسنتم للشعب المصري, سيكون جيشا احتياطا لكم, مستعدا للقتال معكم والتجند تحت ألويتكم, لكن إن حاربتموه اليوم, كان عليكم وبالا, وسيهزمكم لا محالة, وتنهار معنويات قواتكم المسلحة.
مستقبل مصر وحاضرها رهين بتعقلكم يا قادة الجيش في مصر. ربما تظنون ايها القادة أن المدنيين المصريين أقل حبا ووفاء وإخلاصا لمصر, منكم؟ الحقيقية أن المدنيين أكثر حبا ووفاء منكم, وأكثر استعدادا للموت في سبيل مصر وعزتها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن