حمّة الهمّامي أو الثوري الذي لا يتعب

عمّار عمروسيّة

2010 / 10 / 27


اطلعت مثل غيري على مقال المناضل الدكتور منصف المرزوقي بعنوان "حمّة الهمّامي بين موت السياسة وتجدّدها" وبقيت لساعات أفكّر في المضامين العميقة لما ورد بالنصّ المذكور، ومن جهة أخرى أقاوم رغبة جامحة في كتابة بعض الأسطر حول الغياب القسريّ للرفيق حمّة.

قاومت قلمي كما لم أفعل من قبل، فقط، لأنّ الموضوع هذه المرّة رفيق وأيّ رفيق؟ فهو رأس الحزب وبوصلته،وتلك معاني يستحضرها من يقتسم معه الفكر والسياسة والتنظيم.

فحمّة الذي يعنيني هذه المرّة هو من ذهب إليه منصف المرزوقي، إنّه ذلك الفارس الذي اختار ألاّ يترجّل حتّى عندما اختار رفاق الدرب الترجّل.

إنّه الواقف دوما حتّى عندما جرفت موجات السقوط والانحناء كثيرون.

إنّه تقاطع عشق الوطن والكفاح دون هوادة من أجل راية الحريّة.

إنّه الثابت في الثوابت وسريع التحوّل في المتحوّلات.

إنّه فعلا يا دكتور تجدّد السياسة في أفقها الثوريّ وحمّال مشروع يقطع مع قتلة السياسة.

إنّه الثوريّ الذي ما ردّته سنوات السجن الطويلة عن معانقة الأحلام الثورية، ولا ألهته عذابات السريّة عن العمل تحت الأرض وفوقها من أجل بلد بلا طغاة وجلاّدين...

ذاك هو حمّة، بل ذاك جزء منه، ولعلّ الكثير ممّا ورد يمثّل قناعة تتجاوز رفاقه ورفيقاته إلى كلّ من صمدوا في الطريق الشاقّ والطويل لمحاربة الدكتاتوريّة في تونس.

فالمحارب على امتداد أربعة عقود بقطع النظر عن الاتفاق والاختلاف معه في قناعاته، لا يمكن أن يكون إلاّ علامة مُميّزة من علامات كثيرة في تونس.

ولعلّ ما لا يرقى إليه أدنى شكّ أنّه بإسهاماته الفكريّة والسياسيّة ونضاليته العالية العنوان الأهمّ داخل اليسار الثوريّ الجديد بتونس.

ولأنّه كلّ ذاك فاستمرار اختفائه الاضطراري بعد اعتداء همجيّ، وإمكانية فبركة قضيّة حقّ عام ضدّه قد تعود به إلى السجون، ليس سوى وصمة عار جديدة في السجلّ الأسود للنظام الديكتاتوري.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن