صدى اغنية تتردد فى الفراغ

رمضان الصباغ
r_elsabbagh@hotmail.com

2010 / 10 / 27

دخلت فى المدينة
وصرت أذرع الشوارع الأسفلت
أبحث بين واجهات الكهرباء والنيون..
عن لافتة تشير
لمطعم صغير
(وقع الأحذية المثقوبه
يقرع رأسى
ثرثرة الماره
توسع من وحشة نفسى )
رأيت فى مدينة الأحجار
حدائق السأم
أكلت منها، وشربت من نبيذ الجوع
مضغت فى هزيمتى الدموع
ركبت فى فجيعتى دراجة الزحام
والخوف، والندم
(طفل صغير يجمع السبارس
تسحقه سيارة المدير
- لا تقترب
- طفل صغير
- يجمع السبارس
- تسحقه سيارة المدير
- يا أيها الحارس
- يا حارس المدينة الفارغة الفؤاد
رجوت منك لحظة اتئاد
- لا تقترب
- طفل صغير
- معذة يا سيدى المدير
فالناس يجهلون)
أبحث فى شوارع المدينه
عن مرتع هنئ
(المقهى الليلى يغص بمتعاطى الأفيون
والملهى الليلى يغص بسماره
والمطرب يرقص فى الحلبه
معذرة قدنسى النافخ مزماره
اسهر
فالليلة خمر
وغدا
من يذكر)!!
* أجئت يا صديق
وفى دمى نزيف رحلتى المريره
لأطعم الهوان والفراغ فى المدينة الأجيره
وأشرب التأنيب من عيون من يروح ..
من يجئ!!
أسقط فى البريق
انهض تحت وطأة القدم
يشتعل الحريق
يشعل فى دمى السأم!!
أصرخ يا صديق
أتيت للمدينه
أبحث عن ملامح برئيه
عن كلمة ورمح
أعالج الأحزان فى داخلى، والجرح
* (سيارة ما تعبر الطريق
سيارة ما توقفت
أخرى دخانها يفوح
والناس يملأون
رئاتهم من الدخان
ويضحكون دونما أسنان)
رائحة الشواء
تعبق فى الهواء
لكننى وحدى على الرصيف
أواجه الجوع المخيف
دونما قرش ودونما رغيف
والحارس الأخير
يطرد من يعترض الطريق شاكياً للسيد المدير
- انتظروا
غدا تمر الريح
تحمل الروائح المعطره
إلى أنوفكم وتحمل الصفاء للقلوب
انتظروا
غدا..
تندمل الجروح
(رائحة النساء فى المنازل المغلقة .. النوافذ
تأتى إلينا عبر جسر الصمت
والرمح فى الفؤاد نافذ
والجسد الراقد يمشى فيه دود الموت)
احتر فى مدينتى وانتحبى
وعانقى الفراغ والضجر
وواجهى المساء دونما نسيم .. دونما قمر
(العاشق المحزون
أفنى حذاءه فوق حديد الشارع
العاشق المحزون
بوجهه اللامع
تحت النيون والضوضاء
يكلم الهواء
ينظر فى العيون
يبحث عن حبيبة تركب ظهر الحلم
(- أحب فى عينيك هذا البحر
وذا البريق
أحب فيك الصدر الدافئ والنهدين
آه - أحب الشعر والردفين
الشعر كالحريق
والردف نابض بنار العشق
* أريد كسرة صغيرة، وكوب ماء
ولا أريد كلمة تقال
فى الحب والوفاء
أشرب بعدها الهوان
وأسكن الرصيف
تحت رياح الموت والخريف
- فتشت فى الجيوب
وجدتها فارغة ككوب
على موائد الهوى مقلوب
صوت: لا تحزنوا يا أصدقاء
اللحظة امتلأت الأقداح
تبادل العشاق أغاب الهوى
بعد سنين الهجر والجوى
لا تحزنوا
فالريح تأتى بالذى نريد
………..
………..
(رائحة الرياء فى المدينة المزدحمه
تفوح
كأنها تقيح الجروح)
- يا سادتى الحراس
أريد أن أخرج من مدينة النحاس
أريد أن أكون طيبا - بريئا
………………
………………
يا سيدى المجنون
انتظر الريح .. غدا تجئ
فربما تحمل وجه من تحب
أو تحمل الصوت البرئ
…………….
…………….
انتظر الريح
غدا تجئ
غدا تجئ
……………
(غدا يسافر الغريب يا مدينة المحار
غدا
يخرج من أروقة الزحام
والأعين المسدده
إلى حدائق النهار
……………
……………
مازالت الضوضاء تملأ المدينه
والحارس الثرثار بالعصاقد ضرب الرصيف
مبتهجا بالشارب الملفوف
والرعب عندما يدخله القلوب
- يا سادتى
أردت أن أغادر المدينه
(غدا تمر الريح يا غريب
فربما تحمل فى ركابها وجع حبيب
انتظر الرياح
والتزم السكينه
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………
……………)



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن