محمد جزا.. في سفر الخلود

ماجد محمد مصطفى

2010 / 10 / 3

لامفر من الموت نهاية حتمية لكل الاشياء.. يأتي بغتة ويثير في النفوس حزنا وكمدا بظلال الذكرى ومحطات العمر الفاني للراحلين الذين غادروا الحياة تاركين بصمة صريحة لاتندثر بتقادم الاجيال ثراءا للاصالة والقومية والابداع.
كثيرون ذرفوا الدموع علنا لرحيل الفنان المبدع الاصيل والبيشمركة العتيد محمد جزا الذي وافته المنية فجر الجمعة المنصرم بمدينة السليمانية المعطاء بعد صراع مرير مع المرض.. وغيرهم انسابت دموعهم بصمت لدى تشييع جثمانه الى مثواه الاخير في (تلة الشهداء) حيث شواهد قصص الشهادة والمظلومية والنضال بلا هوادة نحو الحرية مثلما اعتز الفنان الراحل باحب اغانيه وهي العشق والحرية.
حينما يعم الحزن القلوب تنساب عبارات الثناء والحسرة على رحيل ليس في اونه بمقارنات لاتنتهي بين رواد الفن الاصيل بظروفهم الصعبة وكل الطارئين الذين فاتهم ان الفن موهبة فطرية وليس زعيقا يستجدي اهتمام الجمهور نحو الاسفاف بذائقته كونه رسالة سامية لها مقومات الخلود طالما التصق بهموم الشعب ومراحل نضاله بصدق وشجاعة ومن لم يبكي فاجعة وفاة الفنان المبدع محمد جزا مستذكرا اغنياته ومنها اغنية رائعة انسابت عبر المذياع العتيق مع صولات وانتصارات البيشمركة تلك الايام الحالكة وشرارة النيران ونورها مع اغنية (يااخي البيشمركة) الشهيرة.
سكن الفنان الراحل محمد جزا قلوب محبيه باغانيه الحماسية ابان النضال ضد الدكتاتورية واجاد فنون المقامات الكوردية بصوت جميل يخلو من نبرات شاذة بصفاء طبيعة كوردستان الخلابة وروعة نسائمها الحانية وظل مواظبا على البقاء في القمة متربعا على عرش الاغنية الكوردية من خلال اختياره قصائد مميزة بحرفنة مثلما كتب قصائدا لبعض اغانيه عن الحب والحنين والغربة وبطرب اصيل.
مسيرته الفنية بدأت منذ الستينات من القرن الفائت حتى تسجيل اول اغانيه في تلفزيون كركوك انذاك والتحق عام 1965 بصفوف حركة التحرر الكوردية الى العام 1970 ثم يلتحق مجددا اوئل الثمانينات ويبرز ضمن فرقة الشهيد كارزان باناشيد واغاني ثورية وحماسية.
ولد الفنان الخالد محمد جزا العام 1945 ووري جثمانه ثرى تلة (سيوان ) عن عمر ناهز 65 عاما وسط مشاعر حزن عميق شمل مدينة السليمانية باسرها وكل عشاق اغانيه.. والعزاء في خلوده وبصمته الصريحة في سجل الغناء الكوردي باغاني من المحال ان تندثر.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن