حركة الشيخ عبيدالله النهري في الوثائق البريطانية- الحلقة الخامسة

تيلي امين علي
telyameen@yahoo.com

2010 / 8 / 27

الوثيقة (21 )
المرفق 4 رقم 77
من القنصل العام ،آبوت الى مستر تامسون
تبريز 27 سبتمبر1880
نجل ( الشيخ عبيد الله ) يوجد في اشنوية ، يوجد هناك كذلك عددا من الزعماء الكرد من ضمنهم (همزة آغا ) ، يبلغ مجموعهم 150 شخصا .
تصل المعلومات ان العائلات الارمنية والروسية تغادر مدينة مهاباد بسبب اجواء الحرب .
لا زال التأكد من ان الشيخ عبيد الله يتهيأ حقيقة للهجوم على إيران صعبا .
( الباب العالي ) لا يجد مناصا من الاعتراف رسميا ( بالشيخ عبيد الله ) زعيما للشعب الكردي وان تستوفي منه الأموال مقابل حفظ أمن كردستان .
من جانب آخر هناك احتمال ان يعلن الشيخ عبيد الله انفصاله عن كل من إيران وتركيا ويعلن إمارته الذاتية .
الضغوط السياسية الكبيرة التي تمارسها اوروبا على العثمانيين تجعل أي شكل في تغيير النظام السياسي لهذا البلد ممكنا .

الوثيقة (22)
المرفق رقم 5 رقم 61
نقاط مثيرة في رسالة الشيخ عبيد الله الى اقبال الدولة
15 سبتمبر 1880
بعد عرض السلام والتحية ، يقول انه ارسل ( الحاج ملا اسماعيل )(1) لاجراء المفاوضات مع الحاكم . من غير شك ان الحكومة تعلم ان 5000 عائلة تعيش في كردستان .
السبب الرئيسي لتعريف الكرد كقوم غير منطقي وشرس هو عدم إجراء التحقيقات المفصلة حول هذا الشعب .
من بين كل الأقوام يوجد عناصر صالحة وعناصر غير صالحة ، فلماذا وبسبب عدد من عناصر غير صالحة تعمم الصفة على كل الكرد .
ان سبب الإجحاف بحق الكرد هو عدم قدرة العثمانيين والايرانيين على حكم كردستان .
انهم يعيبون الكرد ، والكرد ايضا لا يقرون حاكميتهم .
لذلك عقد الكرد على طرفي الحدود عهد الاتحاد وتأسيس دولة ونظام يستند اليهم .
من المحال القضاء على هذه الثورة باستخدام الوسائل العسكرية . اذا جرت الامور الى الحرب ، تأكد باني سأحطمهم . لذا من الافضل ان تسلك الحكومة الايرانية مسلكا عاقلا .
يبين الشيخ في النهاية ان هدفه من كتابة هذه الرسالة هو بيان مصداقيته في القول والفعل وان الحاكم مخير في عمل ما يرى انه المصلحة .
1- لم نتعرف على هذا المبعوث .


الوثيقة (23)



المرفق 2 رقم 61
من الشيخ عبيد الله الى الدكتور كوجران
25 سبتمبر 1880
الترجمة
من غير شك اطلعتم على كيفية قيام ( شعاع الدولة ) بقطع رؤوس 50 شخصا من أعواني في العام الماضي ، وكذلك تسببه في خسارتي 100000 تومان .
العثمانيون وحكومة ايران لا توجد لديهم ابدا نية صافية . لا يقرون حقوقنا رسميا .
( فرج عبد الله خان ) نجل ( حاج غفور خان ) تعرض مثلي الى خسارة فادحة .
قبل عدة اشهر تم ظلما تغريم ( معين الدولة عبدالله خان ) و ( ابراهيم خان ) اشنوية ،مبلغ 20000 تومان .
قام ( شعاع الدولة ) الساقط وعديم الشرف نهائيا بخطف 10 نساء .
في هذا العام تم اعتقال ( عبد الله بك ) من قبل حاكم مكري وتغريمه مبلغ 1500 تومان في نفس الوقت . مرة اخرى تم تفريق عديد من نساء عشيرة ( تونكوي ) عن ازواجهن وأخذن أسرى .
قبل فترة استدعى حاكم مهاباد رئيس المنگور (همزة آغا ) عنده وحاول بخسة اعتقاله ولكنه لم ينجح في هذه المحاولة الحمقاء والحمد لله .هذه التصرفات غير الإنسانية لا تعد بطولات .
لا بد ان تتحد كردستان ، لا نستطيع تحمل اغتصاب أموالنا وشرفنا . اود منكم اطلاع القنصل البريطاني في تبريز على هذه الامور وإنشاء الله يتبين صدق أقوالي من تحقيقات الحكومة الانگليزية مباشرة .
أرسلت ( ملا إسماعيل ) لمتابعة الموضوع .







الوثيقة (24)
المرفق 1 رقم 40
من كابيتان كلايتون الى ميجر تروتر
وان في 5 اكتوبر 1880
أعلمني ( سامح باشا )(1) ان هناك خلاف جوهري بين شعب الشيخ عبيد الله والسلطات الإيرانية . حسب قوله انه وقبل خمسة عشر أو ستة عشر سنة ( القي القبض على شخص باسم ( همزة آغا ) من اطراف مدينة كركوك وأرسل الى استانبول ، وبعد ان قضى خمسة عشر سنة في السجن ونظرا لحسن سلوكه شمله العفو وأطلق سراحه ، بعد تحرره من السجن عبر الحدود وذهب الى إيران وأصبح زعيما لعشيرة ( منگور ) ، وقبل حوالي شهرين وبحجة عدم دفع القروض ألقت القوات المسلحة الإيرانية القبض على احد المقربين له . وذهب (همزة آغا ) الى مهاباد لإقناع السلطات بإطلاق سراحه وإمهاله مدة مناسبة يتمكن خلالها من تسوية القروض .لكن الحاكم يأمر بإلقاء القبض عليه فيستل ( همزة آغا ) خنجره في الحال ، وبعد إصابته لعدد من الجنود يعتلي ظهر فرسه ويخرج سالما من المعركة . أرسلت التقارير حول الفعل وردة الفعل الى تبريز فوصلت الأوامر بتجريد حملة عسكرية ضد ( المنگور ) واعتقال همزة آغا فما كان منه إلا ان يلتجأ الى الشيخ عبيد الله . اليوم قال لي ( سامح باشا ) وحسب المعلومات الجديدة ، ان عبد القادر نجل الشيخ عبيد الله ومعه خمسة أو ستة آلاف مسلح قصدوا المنطقة للدفاع عن ( منكور ) وإنهم يتقدمون باتجاه ( مهاباد ) ، القوات الإيرانية أيضا على مقربة منها ومن الان يحتمل ان تكون المعركة قد وقعت .
أضاف ( سامح باشا ) ان الشيخ عبيد الله اقسم على القران ان يكون وفيا للسلطان . لكن هناك شائعات عن تحركات الشيخ السرية للتحرك ضد السلطات التركية .
في اعتقادي ، وبصرف النظر عن حركته الحالية ضد السلطات الإيرانية ، ان للشيخ برنامجه ويريد تنفيذه . لقد توضح لي من خلال السفر طويلا الى ( هكاري ) ان الشيخ عقد اجتماعا رسميا مع رؤساء العشائر الكبيرة والصغيرة . لا استطيع ان احدد أهداف هذا الاجتماع بصورة قاطعة ، لكن أتوقع ان يكون الموضوع إما الاتحاد العام ضد السلطة التركية أو معالجة فكرة إنشاء دولة ارمنية في قلب كردستان .
التوقيع ايميلياس كلايتون


1- سامح باشا : قائد عسكري عثماني برتبة مشير ، كان قائدا لجيش الاناضول ، ونقل الى استانبول رئيسا لمجلس الشورى ، عند احداث انتفاضة هكاري عام 1879 ارسل الى هكاري موفدا من قبل السلطان ، ثم عين قائدا للجيش الرابع ، اتهمته السلطات البريطانية بالتساهل مع الشيخ عبيد الله .



الوثيقة(25)


المرفق2 رقم 40
من كابيتان كلايتون الى ميجر تروتر
وان ، 5 اكتوبر 1880

مع حلول الخريف ، ازدادت الفعاليات الكردية المسلحة . لا يمر يوم لا يرد فيه خبر عن معركة في المناطق الكردية . في 29 سبتمبر جاء عندي زعيم الأرمن في منطقة ( نودورز) بصحبة شخص آخر وادعا انه وقبل يومين هاجم 120 مسلحا كرديا قريتهم وحاولوا سرقة مواشيهم إلا ان أهالي القرية قاوموهم ونشبت معركة قتل فيها خمسة أشخاص وجرح عدد آخر ، سكان القرية في خوف شديد ان يعود الكرد وبقوات أكثر لمهاجمة قريتهم ، وطلبوا مني إرسال القوات الى القرية للدفاع عنها (1).
على أثر هذا الطلب تحدثت في اليوم التالي الى السلطات المسؤولة ووعد ( سامح باشا ) بإرسال عدد من الفرسان الى القرية ، لكن لحد الان لم يتم إرسال أية قوة الى القرية ، اليوم عصرا جاءني خبر قرب إرسال هذه القوة . على أية حال الترك ليس لهم جسارة ارمني واحد .
يوم أمس الأول تعرضت قافلة أخرى على طريق ( خو تود ) على بعد اربع ساعات من مدينة وان الى الهجوم وتم سلب ثلاثة أكياس من الأحمال وجرح عدد من الأشخاص . وتسلمت اخبار عن معارك اخرى في ( ارجاش )و ( الجيفاس ) . الوالي هنا ايضا وبحضور حشد من الناس أعلن انه لم يأت لمعاقبة الكرد إنما هدفه التحقق من الأمور الإدارية في المنطقة .
كذلك ، يقال ان سلاحا وافرا تم توزيعه بين الكرد حتى يتمكنوا من الجيش الايراني ، كما هناك شائعة ان الهدف من هذا السلاح هو لإبادة المسيحيين . لكن في نظري ان لا أساس لهذه الشائعة .
التقارير الواردة من (هكاري ) تشير الى قلاقل شديدة بين الكرد في المنطقة . ان الحكومة عاجزة عن فعل أي شيئ مقابل نفوذ الشيوخ المذهبيين وقدرتهم التي لا يمكن تصورها .
يوم امس الاول قال احد المسؤولين الترك وهو رئيس المحكمة المدنية ( أين تريد الذهاب اذهب اما هكاري فلا ، الاوضاع هناك خطيرة جدا ) .
ان سبب توسع تحركات الكرد يعود الى حلول نهاية موسم الحصاد وخزن أرزاق الشتاء . وسبب آخر يزيد من حدة القلاقل هو انه يوم أمس تم تكليف ( الضبطية ) للذهاب الى القرى وتجنيد الشباب إلا ان الناس امتنعوا وادعوا أنهم لا يرون مبررا لخدمة السلطان لأنه ومنذ قرابة (50) شهرا لم ترسل الحكومة المؤن والمساعدات .
التقيت اليوم مع ( سامح باشا ) وطلبت منه اتخاذ الإجراءات بصدد تأمين أموال شعب كردستان ،أجابني ( سأفعل كل ما استطيع ، لكن ماذا استطيع ان افعل ؟ ) ليست لدينا أموال ، حتى الضبطية ليسوا مستعدين للعمل ، انا أيضا ليست لي إمكانية دفع مراتب الجنود ، في استانبول وفي وضح النهار يبتلعون ميزانيتنا . العسكر وحتى يسد رمقه يلتجأ الى الرشوة ، وهذا ما يسبب في احتجاجات تصل حد الانفجار .
التوقيع ايميلياس كلايتون
1- بعد معاهدة برلين بين الدولة العثمانية وروسيا عينت بريطانيا خمسة من القناصل العسكريين في كردستان ، وخولتهم مراقبة حالة الارمن ومنع الاعتداء عليهم من قبل الكرد والجركس ، وكانت فكرة حمقاء فعلا . لقد عاش الارمن والكرد والاشوريين لقرون طويلة معا ، ولم يعكر صفو علاقات المحبة والاخوة بينهم الا تدخلات البريطانيين والروس وتأليب البعض على البعض . بعد هذه التدخلات والتحريضات وقعت جرائم مروعة وفظيعة يتقاسم الجميع المسؤولية المشتركة .

2- الوثيقة ( 26 )

المرفق 3 رقم 61
من الشيخ عبيد الله الى الدكتور كوجران
5 اكتوبر 1880
ارسلت ( ملا اسماعيل ) حتى يطلعكم شفاها على وقائع كردستان .اطلب منكم اطلاع المقامات العليا على مسالة كردستان بصدق كي تتبين بوضوح مبررات ذهاب ابني الى مهاباد .
الشعب الكردي الذي يضم 500 ألف عائلة يقطن مساحة رئيسية من الاراضي الجبلية شرق تركيا وغرب ايران ، يملك خصوصياته الدينية والوطنية والقومية والعرقية وله اصوله وقوانينه الخاصة به .
هناك انطباع بين الأمم ان الكرد شعب عنيد وشرس ومتخلف عن ركب الحضارة . اسمحوا لي ان اوضح مصدر هذا الموضوع . ان الامبراطورية العثمانية والحكومة الايرانية ومن اجل الإبقاء لسلطتها على الشعب الكردي والاستمرار في إيقاع الظلم عليه وحرمانه ، تلصق هذه التهم بالكرد حتى تفسر تصرفاتها غير الإنسانية في كردستان .
لقد سمعتم عن اسم ( علي آغا ) شكاك كرئيس عشيرة قاطع طريق ولص ، كل ذنب هذا الرئيس هو انه يقاتل السلطة الأجنبية ويحاسب المخالفين والمعتدين .
بصدد عدم تطور كردستان يجب القول ايضا ان الحكام العثمانيين والايرانيين وفي سبيل تثبيت سلطتهم على المنطقة يظهرون عدم أهلية الكرد ويحولون دون التطور الاقتصادي والاجتماعي في كردستان .
الان توصل الكرد الى نتيجة انه لا طريق امامه للحياة في ظل حكم العثمانيين والايرانيين .
نحن شعب مجزأ ، نريد مثل كل أمم العالم ان نتمتع بحقوقنا ، وهذا هو هدفنا وسبب ذهاب ابني الى مهاباد ايضا هو هذا وليس شئ آخر.
اليوم في كردستان ليس هناك فرق بين المسلح وغير المسلح ،افكار الشعب كله مسلحة بحقيقة انه لا يمكن العيش في ظل الظلم .
العثمانيون والايرانيون يستهدفون قلع جذور الشعب الكردي .


الوثيقة (27)

المرفق 4 رقم 61
من الشيخ عبيد الله الى عباس ميرزا
5 اكتوبر1880
الترجمة
أود ان يكون جميع الناس على علم بالروابط الصميمية بين والدي والشاه المرحوم . لم ينسى والدي المبجل ابدا دعاء الخير لوالدكم في صلواته الخمسة .
الان وسيرا على المثل المعروف ( الولد على سر أبيه ) اطلب منكم وعلى صورة الأعوام الماضية ان تشملنا بالألطاف والأرحام الشاهانية . ارسلت( رحيم بك ) لابلاغكم رسالتي الشفوية .
ليس لي حديث آخر .(1)
1- مصدر قاجاري مطلع يورد نص الرسالة بالشكل التالي :
(( في البداية ارجوا السلامة لذاتكم المباركة . وبعد ، كان الشاه المرحوم محمد شاه ، ادخله الله في جناته ، يولي دائما الشيخ طه والفقراء محبته وعطفه ، وكان على الدوام يهدي سيد طه ، عباءته وعصاه . كان سيد طه في ظله يمتلك عددا من القرى . انا ايضا ارغب ان لا افقد تلك الحقوق . لقد تجمعت في هذه الأيام سائر العشائر التي تعيش على حدود دولة الروم العلية وايران ، وجميعها تنتمي لطريقتنا نحن ، انها اتحدت وضاقت ذرعا بالمسؤولين ، لقد تجمع ( 100000 ) شخص لجرد السلطة والعظمة من ( الشاهنشاه ) وتقليدها لكم بجعلكم ملك ايران . الان يتألف جيش عبد القادر من اكثر من ( 60000 ) شخص ، وتم السيطرة على شنو – لاجان – سلدوز – سابلاخ – مياندواو – مراغة ، وسيتم الاستيلاء على دار السلطنة – تبريز – قريبا ، من غير شك بعد وصول هذه الرسالة ، ستتصلون بسرعة بجيشنا المظفر ، وسيكون الشيخ عبد القادر وكافة القادة ورؤساء العشائر في خدمتكم وإطاعة أوامركم ، ستختارون انتم كيفية تحرك قواتنا . بإذن الله لن ينقص شئ من عظمة الشاه المرحوم ، وسأجعلك زعيما وملكا وسلطانا على ايران كلها )). نقلا عن : علي خان كونه خان افشار – تاريخ عصيان الكرد 1880 ترجمة محمد حمه باقي الى اللغة الكردية – ثورة الشيخ عبيد الله نهري في الوثائق القاجارية- من منشورات المجمع العلمي الكردستاني – مطبعة ئاراس – 2007 ص 47- 48 .











الوثيقة (28 )

المرفق 1 رقم 61
من القنصل العام آبوت الى مستر تامسون
ارومية في 7 أكتوبر 1880
يشرفني اطلاعكم انه ولحظة وصولي الى ارومية بتاريخ 2 اكتوبر تلقيت خبرا يفيد ان جيشا كرديا ضخما بقيادة ( الشيخ عبد القادر ) شن هجوما من ( اشنويه ) على ( سولدوز ) . في البداية واجه الهجوم مقاومة من ( قره باباغ ) وكرد مامش لكن في النهاية رأى رؤساء هذه العشائر ان المقاومة غير مجدية فانضموا الى قوات الشيخ ، تابع الشيخ هجومه على مهاباد(1) وبجرد سماع الامير حاكم مهاباد خبر الهجوم فر هاربا الى تبريز . وهكذا دخل المتمردون الكرد الى مهاباد دون أية مقاومة من الأهالي .
لم يتصرفوا بسوء وبأية صورة مع الشيعة والمسيحيين القاطنين في المدينة ، لكنهم اعدموا اثنان من النسطوريين لسوء سلوكهم .
وصل يوم أمس التقارير عن إرسال الشيخ عدد من مبعوثيه الى اهالي مياندوآو يطلب منهم الأرزاق . قام سكان مياندوآو في خطوة مثيرة بقطع رؤوس مبعوثي الشيخ ، لذلك اصدر الشيخ الأوامر بالهجوم على مياندوآو وقتل سكانها بصورة جماعية .
من جانب اخر انتشرت شائعات تفيد ان ( سليمان خان افشار ) ذهب لمحاربة الكرد بقواته ( جار دوله ) وان خسائر كبيرة لحقت بالجانبين وفي النهاية انسحبت قوات الشيخ عبد القادر الى مهاباد .
قبل أيام جاء الى هنا احد النساطرة البروتستانت من ( گه فه ر ) وتحدث عن تجمع ضخم للكرد في المنطقة . قال ان الكرد جميعا قد رفعوا علم الشيخ عبيد الله وهم متهيئون للانتفاضة .
بعد احتلال مهاباد استسلمت قلعة ( لاجان ) دون مقاومة ووقعت مدفعيتها في أيادي الكرد وتم اسر 200 جندي ايراني .
يقال ان خطة الشيخ تقتضي الهجوم على ايران بثلاثة جيوش كل على حدة ، الجيش الاول نحو ( خوي ) و ( سلماس ) والثاني الى ( مه ركه فه ر ) و( ارومية ) والثالث باتجاه مهاباد وتبريز.
في الوقت الحاضر تعتبر ارومية الهدف الرئيسي للجيش الكردي الذي يقوده الشيخ صديق الذي يضم 1000 فارس مسلح وقد عسكر على ( نرغي ) على مسافة 24 ميل من ارومية .
لا يوجد أي عائق امام الشيخ لاحتلال ارومية ، القوات التي تحت إمرة اقبال الدولة تتألف في ظاهرها من فوجين فقط وقد تفرق الجنود اثناء المعارك او هربوا . من الصعب ان يعبأ اقبال الدولة اكثر من 700 جندي ، أتوقع ان تلقي ارومية نفس مصير مهاباد .
التقيت مع اقبال الدولة في معسكره خارج المدينة ،قال اذا تأخر إرسال القوات الى المنطقة فان الكرد سيحتلون تبريز ايضا خلال بضعة أسابيع.
يوم أمس أعلن ان ( اعتماد السلطنة )(2) وبرفقته أربع أفواج قد تحرك نحو ارومية ، هناك قوات اخرى ايضا تتحرك نحو مياندوآب بسرعة .
بينت في مخاطباتي السابقة الى مقامكم ووزارة الخارجية تهديدات الشيخ عبيد الله بالنسبة الى المسيحيين(3) والايرانيين . ولا اشك ان حكام ايران قد استوعبوا جيدا أهمية الموضوع .
توضحت نيات الشيخ بصورة تامة ، انه يعمل لفصل كردستان عن تركيا وايران وضم الأجزاء لتشكيل امارة كردية .
طمأنني المبشرون الامريكيون الذين يحتفظون بعلاقات صداقة مع الشيخ ، انه وحتى في حالة احتلال ارومية من قبل الكرد لن يلحق أي أذى بالمسيحيين . انهم طلبوا مني ان أراسل الشيخ لكن لم أجد في ذلك مصلحة لان اتصال احد المقامات الانكليزية بالزعيم الكردي الذي يشن هجوما على مملكة الشاه يمكن ان يتسبب في مشاكل . اضطررت ان اصبر وأتابع الأحداث عن قرب . كن مطمئنا انه وبوصول قوات النجدة الى المنطقة سيتخلص ( اقبال الدولة ) من المضيقة .
التوقيع ويليام .ج.آبوت

1- مدينة مهاباد أصبحت عاصمة لأول جمهورية للكرد عام 1946 ودامت حوالي سنة ، وسقطت بعد انسحاب الجيش الروسي من اذربيجان ، واعدم النظام البهلوي قادتها وبطش بسكانها .
2- اعتماد السلطنة هو مصطفى قلي خان قائد جيش اذربيجان في تبريز، من عشيرة قره كويزلو القاطنة في كرمانشاه ، تقول المصادر ان العشيرة كردية . كان اعتماد السلطنة هزيل الارادة والتصميم ، لم يكن بوسعه السيطرة على جنوده الذين تفرقوا في الوديان والسهول بحثا عن السلب والنهب ، جاء في تقرير لأحد جواسيس الشاه الذي زاره في معسكره (( دخلنا خيمة اعتماد السلطنة ، لم نجده هناك ، قصدنا خيمة وزير الفوائد ، وجدنا هناك اعتماد السلطنة جالسا مع عدد من الأشخاص غير آبه بشئ . مثله مثل الجالس في مجلس طرب ولا يشعر بشئ ، كان يرتدي الملابس المنزلية من غير البنطول والجوارب ، كان يثرثر كثيرا ، المائدة التي كانوا يجلسون عليه تفوق الموائد التي كان يعدها نابليون في ساحات الحرب )) نقلا عن محمد حمه باقي – ثورة عبيد الله النهري في الوثائق القاجارية ، ص 586 .
3- لم يوجه عبيد الله اي تهديد الى المسيحيين انما دعا الى معاملتهم بالحسنى كما يؤكد آبوت نفسه في نفس هذا التقرير .



الوثيقة (29 )


المرفق5 رقم 77
من القنصل العام ،آبوت الى مستر تامسون
ارومية 7 أكتوبر 1880
حال وصولي الى أرومية ، أول خبر تلقيته كان عن تقدم القوات الكردية بزعامة الشيخ عبد القادر أحد أنجال( الشيخ عبيد الله ) ، من اشنوية الى ( سولدوز ) . وهناك واجهوا مقاومة قوات ( قره باباغ ) و( مامش ) إلا انهم اضطروا للطاعة امام القوات الكبيرة للشيخ .(1)
وضع حاكم (سولدوز ) كمية كبيرة من الأرزاق بين يد الشيخ .
تحرك الشيخ كذلك نحو (مهاباد ) ، وما ان بلغ الخبر أسماع حاكم مهاباد حتى فرّ هاربا نحو تبريز .
كان الكرد الذين دخلوا الى مهاباد دون أية مقاومة موضع استقبال .(2)
بدء المنتفضون الكرد بعد فتح مهاباد تقدمهم نحو ( مياندوآو ) ، لم يتعرض المسيحيون او الشيعة الى الإساءة اثناء مسيرة الكرد والعبور بهم ، معاملة قوات الشيخ كانت معتدلة جدا.
شاع يوم أمس خبر ان الشيخ أرسل مبعوثيه الى أهالي ( مياندو آو ) يطلب منهم الأرزاق ، قام سكان المدينة بقطع رؤوسهم ، وما ان سمع الشيخ بالخبر أمر بالهجوم على المدينة وإجراء القتل العام فيها .
تصدى ( سليمان خان ) أفشار بقوات كبيرة لقوات عبد القادر ، وتحمل الطرفان خسائر كثيرة ، واجبر عبد القادر في النهاية على الانسحاب .
يقول أحد المسيحيين البروتستانت وقد جاء هنا من ( گه فه ر ) ان أكثرية العشائر الكردية قد اجتمعت تحت علم الشيخ عبيد الله ، استسلمت قلعة ( لاجان ) له ، كما اسر 2000 جندي ايراني .
يقال ان خطة الشيخ عبيد الله تتضمن الهجوم على إيران بثلاثة جيوش ، الجيش الاول نحو ( خوى )و ( سلماس ) والثاني نحو ( مه ركه فه ر) و ( أرومية ) والثالث باتجاه ( مهاباد و تبريز ) .(3)
الشيخ صديق قد نصب خيامه الان في ( نيركى ) على بعد 24 ميل من أرومية ، لا توجد أية قوة تمنعه من الدخول الى أرومية .
القوات التي تحت إمرة إقبال الدولة تتألف من فوجين في الظاهر ، يصعب على الحاكم ان يعد 700 جندي للحرب.
ستلقي أرومية نفس مصير مهاباد .
يعسكر إقبال الدولة خارج المدينة ، طلبت منه إرسال برقية الى تبريز لطلب قوات استنجاد ، إذا لم تصل القوات الإيرانية في الوقت المناسب ستضيع تبريز أيضا .
في رسائلي السابقة تحدثت عن تهديدات الشيخ عبيد الله باستخدام القوة ، الان يعد الشيخ لتأسيس إمارة كردية وانفصال كل كردستان عن إيران وتركيا .

1- لم تلق قوات الحركة أية مقاومة من جانب العشائر في ( شنو ) ، كانت الحكومة القاجارية قد طلبت من العشائر الكردية ومنها عشيرة ( مامش ) وعشيرة ( قره باباغ ) التركمانية الشيعية في اطراف ( نغده ) التصدي لقوات الحركة ، لكن هذه العشائر ورؤسائها التحقت بالشيخ عبد القادر وهمزه اغا حال اقترابهم من المنطقة ووضعوا كميات كبيرة من المؤن في تصرف قوات الحركة .منها 100 خروار من القمح و50 خروار من الشعير. ( خروار يساوي 300 كيلو غرام ) .
2- قوات الشيخ عبد القادر التي دخلت الى مهاباد كانت تفوق 10 آلاف مقاتل ، وهي تتألف حسب المصادر القاجارية من ((الشيخ قادر وهمزة اغا مع عشيرة منكور، عبدالله خان وابراهيم خان مع عشيرة زرزا ، على اغا مع عشيرة هركى ، محمد اغا مع عشيرة روند ، شيخ جهانكير مع عشيرة بنارى ، مامند اغا مع عشيرة بيران ، قرني اغا مع عشيرة زودي ، قاسم اغا ابن على خان مع فرسان شكاك ، درويش اغا نعمان اغا هركي ، عبدال بك مع عشيرة دشتي ، قوتاس اغا مع فرسان ورجال سوماى برادوست ، محمد اغا مستكاني ، كويخا ملهم مع قوات من مركه وه ر، اوسمان اغا وعشيرة كه روك ، محمد اغا مع عشيرة مامش )) . وقد استقبلوا بفرح وشوق من اهالي مهاباد الذين أقاموا الأفراح ومجالس الرقص ونصبوا موائد الطعام في كل ناحية بعد ان فر الحاكم ( الامير لطف علي خان ) بجلده الى تبريز . في اليوم الثالث تحركت هذه القوات باتجاه ( مياندواو ) وقد انضم اليها اغوات عشيرة مكري وزعماء وقوات من اهالي مهاباد واطرافها ، منها (( مرزا عبد الوهاب قاضي، مرزا قادر قاضي ، مرزا قاسم قاضي ، شيخ جسيم امام الجمعة ، شيخ الاسلام بايز اغا نقيب ، رسول اغا ، اسماعيل اغا ، عزيز اغا ، رحمن اغا ، محمد اغا ، برايم اغا ، رئيس اغا ، كولاوي اغا ، إخوة ابراهيم اغا ، ره زا قلي مرزا ، ابن ملك القاسم مرزا ، عبد الله اغا ابن محمود اغا ، خليل اغا ، ابناء محمد كريم بك ، فتح الله خان ابن مظفر الدولة ، ابناء مجيد خان ، امين اغا ابن قادر اغا ، سليم بك وابناء فيض الله بك ، عزيز فتاح ، حسن اغا )) ، تحركت هذه القوات الى قرية حاجي حسن ،(( نزل في هذه القرية خمسون الف شخص ما بين فارس وراجل )). انظرمحمد حمه باقي – ثورة الشيخ عبيد الله في الوثائق القاجارية ص 390 وما بعدها .
3- محور خوي – سلماس كان يقوده النجل الاكبر للشيخ عبيد الله ، الشيخ محمد صديق وصهر الشيخ وناطقه الرسمي محمد سعيد خليفة ، ويقود محور مهاباد – تبريز الشيخ عبد القادر وهمزة اغا وتزعم الشيخ نفسه محور ارومية ويقود قواته ابن اخيه الشيخ محمد امين . القوات التي شاركت في الهجوم على ارومية كانت تتألف من قوات (( امير اغا شكاك ، رشيد خان بك من نهرى ، عبد الله بك من نهرى ، برايم خان ، قادر بك ، امين بك ، سعيد بك ، صمد بك ، وهاب خان ، عزيز بك من دشتى ، عبد الصمد بك بناري ، حاجي رحيم خان باراندوي ، شيخ عبد الكريم عم الشيخ عبيد الله ، عدد اخر من اقرباء الشيخ منهم : شيخ أبو القاسم ، شيخ بهاء الدين ، شيخ نور الدين ، حاجي علاء الدين )) نفس المصدر في الهامش السابق ص 400 .

الوثيقة (30)
المرفق 3 رقم 60
رسالة من سكرتير القنصل العام البريطاني في تبريز
تبريز في 8 أكتوبر 1880
الترجمة
جاء ( الشيخ عبد القادر ) نجل عبيد الله و (همزة آغا ) وبرفقتهما عدد كبير من القوات الكردية الى ( سولدوز ) قادمين من ( دوله تو ) ومنها ودون ان يواجهوا أية مقاومة من القوات الايرانية تحركوا نحو مهاباد . هرب حاكم مهاباد إلى ( موشميت ابود ) المشهورة ب ( دواب ) على بعد فرسخين من ( مراغة ) .
أرسل ( علي خان ) حاكم مراغة قواته مع مدفع هاون الى المنطقة للدفاع عن ( دواب ) يقول ( حاج ميرزا عبد القاسم ) حاكم بناب الذي جاء من هناك انه وبوصول ( علي خان ) الى ( دواب ) بعد ظهر يوم 2 أكتوبر ، هجم عليه الشيخ عبد القادر وهمزة آغا بقواتهما البالغة 10000 فارس .
بدء الهجوم بعد غروب الشمس واستمرت المعركة سبع ساعات ، بعد مقاومة طويلة هرب ( سليم خان ) و ( جهار دولت ) و( علي خان ) من المهلكة .
في نفس الليلة قضى الكرد على معارضيهم في دواب ، قطعوا رأس شيخ الاسلام ملا جعفر وحملوه على الرماح . بعد الإغارة على المدينة وسلبها وقتل المعارضين تقدمت القوات الكردية نحو مراغة و ( برج شهر ) ، اتخذ ( حاج اقا علي نازي بوابي ) حالة الدفاع ، ( العقيد قاسم خان ) ابن ( حسين باشا خان ) لا يزال يدافع عن المدينة حتى الان .
ورد في تقرير أرسل يوم أمس أن ( العقيد اقاخان افشار ) الذي تحرك قبل عدة أيام من تبريز وبرفقته فوجي مشاة وأربعة مدافع منع الكرد بمهاجمته لهم من احتلال ( بواب ) ، انسحب الكرد لمسافة نصف فرسخ من ( بواب ) .أرسل ( اعتماد السلطنة يوم أمس فوج مشاة و100 حمل من المهمات إلى ( اقا خان ) .
بعد ان احتل الكرد ( دواب ) دمروا القرى أطراف مراغة ، لقد نهبت قرية ( م. منوهجي ) حاجي بهزاد وكذلك أحرقت دار المرحومة زوجة ( الدكتور كوجران ) .


الوثيقة (31 )

رقم 10
من مستر تامسون الى ايرل كرانفيل
طهران في 8 اكتوبر 1880
سيدي
يسعدني ان اعرض ان عددا كبيرا من الكرد وبحدود 15000 شخص مسلح تحت قيادة ( الشيخ عبد القادر ) ابن ( الشيخ عبيد الله )الزعيم الكردي المشهور وبالتعاون مع احدى عشائر إيران الكبيرة بقيادة ( همزة آغا ( 1) قد قاموا بمحاصرة عموم المنطقة المحيطة بمدينة مهاباد .
مع اقتراب الكرد من المدينة فر منها المسؤولون غير المحليين ، تركوا ادارات المدينة ولاذوا بالفرار. يقال ان القوات الكردية دخلت قصبة ( مركة )2 على الحد الفاصل بين مهاباد وتبريز واحتلوا القرى المجاورة. ارسلت حكومة إيران حامية تبريز الى المنطقة للقضاء على الفتنة ، وأسندت قيادة هذه القوات الى ( حشمت الدولة مير حمزة ميرزا )3 الذي غادر العاصمة اليوم متوجها الى تبريز، يبلغ عدد قواته 12000 مسلح مع كتيبة مدفعية .
اتصل السفير التركي في إيران مع سلطات (وان )وطلب من السلطات التركية التعاون مع القوات الإيرانية ،ومنع دخول الغوغائيين الكرد الى داخل الأراضي التركية في حالة فرارهم .

التوقيع رونالد.ف. تامسون


1- همزه آغا : رئيس عشيرة ( منگور) في ( مهاباد ) بكردستان الايرانية ، كان مقربا من حاكم مهاباد ( لطف علي خان ) ولسوء تفاهم بينه وبين الحاكم أراد الحاكم توقيفه ، فخلص نفسه بعد ان قتل عدد من رجال الحاكم ، انضم الى قوات الشيخ عبيد الله وحرر مهاباد هو والشيخ عبدالقادر وأصبح ثالث زعيم للحركة . بعد انسحاب قوات الشيخ الى الاراضي العثمانية دبر له حاكم مهاباد الجديد ( حسن علي خان ) وهو كردي من ( كروس ) مؤامرة دنيئة فقتله غدرا. كانت احدى المهام الرئيسية للحاكم حسن علي خان ، ومنذ البداية ، هو القضاء على همزة اغا بالتعاون مع شبكته الجاسوسية ، ولهذا عمل وبمساعدة ميرزا قاسم قاضي وقادر اغا ديبوكرى على إفساد علاقة ( كاك الله ) بأخيه همزة اغا عندما منحه رئاسة عشيرة منكور ، كان همزة اغا يرى انه هو الجدير بهذه الرئاسة لأنه كان إنسانا معروفا في كل المنطقة ، وكان شهما وشجاعا قضى 12 عاما في سجون بغداد وكركوك واستانبول ، كان معروفا لدى القادة القاجاريين والعثمانيين وكانوا يحسبون له الحساب . كان يتكلم بالإضافة الى لغته الكردية ، اللغة العربية والتركية والفارسية . كانت له تجربة طويلة ، لذلك أراد ان يعود ليعيش بهدوء بعد ان أتعبته الأيام ، وبعد ان حصل العديد من الرؤساء المشاركين في الحركة على العفو الحكومي . لقد أراد العودة وهو يطمح في رئاسة المنكور وبتشجيع من ميرزا قاسم قاضي وقادر اغا ، أرسل رسولا الى حسن علي خان وطلب منه العفو ، فطلب حسن علي خان ان يلتقيا .
في الأخير وبعد مبادلة عدد من الرسائل مع حسن علي خان ووساطات ووعود ميرزا قاسم وقادر اغا ، طلب منه المجئ الى سابلاخ (مهاباد ) للتباحث مع الحاكم ، وهكذا استطاع قتله .
كان همزة اغا في ذلك الحين وعلى صعيد شطري كوردستان ، رمزا للحرية ونموذجا للثورة ضد الظلم والاعتداء . وكان بالنسبة الى الشيخ عبيد الله بمثابة قلعة قوية وقد انهارت )). محمد حمة باقي – المصدر السابق ص 226.
أقنع وجهاء مهاباد من رجال الدين وغيرهم همزة اغا بزيارة الحاكم والصلح معه . ولعب محمد اغا مامش وكاك الله دورا قذرا في إقناع همزة اغا بالاتفاق مع الحاكم .
جاء همزة اغا وميرزا أبو القاسم وسيط الحاكم الى مدينة مهاباد في اليوم الثاني من شهر رمضان المصادف 30 تموز 1881 وبرفقته فرسانه البالغ عددهم 100 الى 150 فارسا ، العديد منهم من أقربائه وعائلته ، وقد استقبلوا من قبل بعض قوات الحاكم وفرسان محمد اغا مامش وكاك الله وفرسان قره باباخ عند بستان( القبلة ) ، فطلب من فرسان همزة اغا البقاء عند البستان مع الفرسان الآخرين بينما ارشد ميرزا ابو القاسم همزة اغا وابناء إخوته وعدد قليل من مساعديه الى الخيمة الخاصة التي كان الحاكم قد أعدها للالتقاء فيها مع همزة اغا والتي كانت تبعد عن البستان مسافة . حالما جلس همزة اغا ومرافقوه انهال عليهم الرصاص من كل جانب كوابل من المطر ، قتل اغلب مرافقي همزة اغا في الحال فيما أصيب هو وابن أخيه( سوار اغا ) إصابة قاتلة ، مع ذلك أوصل سوار اغا نفسه الى بندقية في زاوية من الخيمة كانت تعود الى الحاكم وصوبها الى ( سلطان قولي بك ) الذي نفذ المؤامرة بأمر من الحاكم فقتله ثم هجم على امر الجنود( سلطان قوجة ) فطعنه بخنجر خرج نصله من ظهره ، كما ان همزة اغا قتل عدد من الجنود وضباطهم قبل ان يموت من جرحه .رحمه الله . رفع القاجاريون رأسه على رمح وأرسلوه الى امير نظام في تبريز.ونال حسن علي خان تكريما ووساما من سيده ناصر الدين شاه .
حتى نتعرف على مؤامرات القاجاريين وما عرف عنهم من غدر ونكث للعهود ، وحتى ندرك مقدار الرعب الذي زرعه همزه اغا في قلب الدولة القاجارية والضربات الموجعة التي انزلها بها ، حتى نميّز بين رجال اودع الله الجرأة في قلوبهم ورجال تطبعوا على الجبن والرذيلة ، نورد رواية قاجارية عن استشهاد همزة اغا .وهي فصل من كتاب ( علي خان كونة خان افشار ) ، ورغم ان الكاتب يجيد السب والشتم بحق الكرد عموما الا انه يكشف الكثير من الحقائق الموضوعية ، يكتب عن سيل من الاحداث كما وقعت ويتباهى بجرائم حكام قاجار ويعدها بطولات ، على إننا في نقلنا وترجمتنا ، نحذف فقط عبارات السب والشتم ، وهي تشغل حيزا كبيرا من كتابته عن احداث الحركة . يكتب علي خان ، تحت عنوان – مقتل همزة اغا منكور في مدينة سابلاخ وفق خطة موفقة لحضرة وزير الفوائد – يقول (( لان همزة اغا – رئيس عشيرة- كان دائما شريرا وخائنا لدولة ايران الخالدة والباقية ابدا ، ولأنه كان دائما مبعث الاضطرابات والحروب بين دولة الروم العلية ودولة ايران ، وكان متضامنا مع الشيخ عبيد الله ايضا ، وتسبب في مقتل ( 100000 ) مائة الف شخص ، وقبلها ايضا ، وفي هذه المدينة سابلاخ نفسها ، قتل ( 100 ) شخص من ( قره باباغ ) كانوا جميعا من خدم البلاط . في الآونة الاخيرة كان قد عين رئيسا لأركان جيش الكرد من قبل الشيخ عبيد الله ... وكما تحدثنا سابقا ، بذل ( امير نظام ) جهودا كبيرة لقتل همزه اغا والقضاء عليه ، كما كان ( محمد اغا مامش ) مكلفا بهذا العمل ايضا . ولهذا نشبت عدة معارك هنا وهناك بين عشيرة مامش ومنكور وقتل فيها عدد من الأشخاص من الطرفين ، وصلت أوامر اغتيال همزة اغا من البلاط العالي الى وزير الفوائد وتم تكليفه بمقتله . كان أخوه ( كاك الله ) يبحث ايضا عن فرصة لتولي رئاسة عشيرة منكور يجري اتصالات مع وزير الفوائد لهذا الغرض ، هنا توفرت كل ظروف مقتل همزة اغا حيث ان أغلبية عشيرة منكور كانت تود رئاسة كاك الله ، اما همزة اغا الذي كان يعد الفرعون الثاني فلم يكن يرى طريقا للنجاة ، لهذا وسط عدد من علماء وأشراف سابلاخ عند وزير الفوائد لإيجاد طريق له للخلاص من مأزقه .بعد التماسات من جميع الاطراف ، امر وزير الفوائد قائلا : ليأت همزة اغا مع عدد قليل من رجاله الى محيط سابلاخ حتى التقي به ونتباحث في الطريقة التي يمكنه العيش بسلام . لم يكن همزه اغا يعلم ان عزرائيل في حيرة من وراء البحث عن رأسه .
بهذه المناسبة وبغية القضاء وخداع هذا الشرير ، نصبت الخيم خارج سابلاخ ، كان محمد خان قائد فرسان افشار ( سابين قلا ) والمقرب من وزير الفوائد قد اعد فصيلة من الفرسان ، كما كان العقيد ( قوجة بيكلو ) قائد فرسان ( شاهسون ) قد اعد مجموعة من الجنود والقناصين الشجعان. وللمحافظة على حياة وزير الفوائد ، كان قد تم حفر حفرة تحت احدى الخيم التي كان يحرسها فصيلين من جنود ( كروس ) ، بعد هذه الاستعدادات وتهيئة المستلزمات واتخاذ الاحتياطات ، طلب حضور همزه اغا لاسقائه كأس الأجل وقطع رأسه . حضر المذكور يوم 6 رمضان المبارك وبرفقته ( 150 ) من فرسانه الشجعان والمتوحشين . جاء همزة اغا بكامل استعداداته وترجل عن جواده جانب الخيمة .فرسانه الاخرون وقفوا على بعد عن الخيمة . دخل همزة اغا مع بعض اقربائه الى الخيمة ، كان يبدو خائفا وقلقا ومضطرا كان الخوف قد أعماه . وكان ابنه خدر اغا واقفا في المقابل منه . من جانب اخر كان وزير الفوائد جالسا بهدوء في حفرته . جلس حمزة اغا في الخيمة على احد الكراسي منتظرا قدوم وزير الفوائد ... بعدها انهال الرصاص من جميع الجوانب وجرح همزه اغا وابن أخيه سوار اغا وهجم الجنود عليهم فقتل عدد منهم من قبل المجروحين ، وتم قتل كل من !- همزة اغا 2- سوار اغا 3- خدر اغا 4- علي اغا .
تم قطع رؤوسهم وأخذها لعرضها على وزير الفوائد الذي كان يحتفل مع رجاله بالنصر داخل خيمته . حضر رئيس عشائر مكري والسيد القدير محمد اغا رئيس عشيرة مامش ، وطلبوا من الوزير التحرك الى سابلاخ خشية ان يلحق به ضرر ، بعد فترة ركب الوزير جواده وعلقت الرؤوس المقطوعة على الرماح في المقدمة . في الطريق جاء كاك الله خان أخ همزه اغا ومعه ( 60 ) فارسا ، ومع انه لم يكن سهلا التحقق من نيته ، تصدى طريقه محمد اغا مامش بمجموعة من فرسانه حتى يدخل الوزير سابلاخ بسلام. بقت جثث هؤلاء الكفار ليومين في ساحة المدينة امام انظار الناس ، بعده جاءت أخته التي كانت تشبه أخت عمر بن عبدود ، جاءت الى سابلاخ والتمست ان يعطى لها جثة اخيها فوافق الوزير واجابها الى طلبها وقبل بنقلها ودفنها .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن