الرب الاسلامي ينافس الفقراء

حاتم عبد الواحد
bours34@yahoo.com

2010 / 8 / 10


تشير احصاءات مراكز رصد الغنى والفاقة حول العالم بان عدد الجياع في البلاد التي الحقت بالعروبة قسرا بسبب اسلامها ، قد تجاوز 33 بالمئة من عدد السكان ، بمعنى اخر ان هناك ما يزيد على 100 مليون انسان يعيش تحت سقف الرحمة الاسلامية بلا رحمة وبلا شفقة من احد ، فملوك ورؤساء وامراء ومشايخ هذه البلاد هم وكلاء الله وصفوة مصطفيه الى يوم الدين ، وان دساتير هذه البلاد هي نسخة مقدسة من دستور الله الذي لخصته نصوص القرآن التي تدعو الفقراء الى الصبر ، بينما يزيد الله اتباعه الاغنياء من سعته .
في هذه البلاد لا تتجاوز هئية الله هئية اي لص كبير ، لص دولي مسلح بالمكر والقوة وتواطؤ القوانين معه خوف بطشه ، ولكن صورة هذا اللص تكون عادة مكبرة بحجم هائل ، حتى يبلغ طوله من اعماق الارض الى ما لا نهاية السماء ، فالرب الاسلامي امبراطور ابدي يمتلك جيوشا وخزائن ونساء وقوانين خاصة واموالا واسلحة ومحاكم وقصورا وحراسا مدججين بكل مقدرة خارقة ، وامام هذه الامتيازات الهائلة ليس على الفقراء البالغ عددهم اكثر من 100 مليون الا الانبطاح تحت حذاء هذا السيد عله يشملهم برحمته ، اما الاغنياء من هذه البلدان فان الرب الاسلامي لا يمنعهم من مراكمة اموالهم عاما بعد عام ، ولم يسالهم من اين لكم هذا طالما انهم يبنون لهذا الرب مسجدا في كل مدينة ، فالاخبار تتحدث من عشرات السنين عن عدد البؤساء المتزايد يوما بعد يوم في هذه البلاد الكئيبة ، ولم نسمع ان مليونيرا واحدا قد فقد امواله بضربة من الله الاسلامي ، فهل عين الله هذا لا تحسد الا الفقراء ؟ وهل يداه لا تقدران الا على من لا يجدون في بيوتهم ما يسد رمقهم ، ولا يجدون في مستشفيات البلدان المؤمنة دواء يؤمن لهم حياتهم ؟
والان علينا ان نوجه السؤال البسيط التالي الى كل الفقهاء والعلماء ومشرعي القانون في هذه البلاد الكئيبة : كم عدد بيوت الله في بلادكم ؟؟ وكم عدد عباد الله الذين لا بيوت لهم ؟؟؟ ، ان الارقام تشير بصورة تقريبية الى 80 الف مسجد و جامع في مصر و مثلها في السعودية وارقام اخرى في شمال افريقيا الاسلامية ، وسوف اختصر التفاصيل على الحالة العراقية لان عدد فقراء العراق بحسب احصاءات وزارة التخطيط قد تجاوز 33 بالمئة من عدد السكان هناك ، بينما بلغ عدد المساجد رقما مخيفا بعد موجة الاسلمة التي اعقبت عام 2003 ، ففي العراق ليس هناك المساجد فقط ، وانما هناك الحسينيات والمراقد والتكايا ، ولو اخذنا مثالا من جامع الرحمن الذي كان ارضا لمطار المثنى في اثمن بقعة اقتصادية من بغداد فاننا سنجد ان مساحة هذا الجامع تكفي لبناء بيوت لاكثر 1000 عائلة فقيرة من عوائل بغداد التي رملتها المفخخات الربانية والبنادق السماوية ، اما جامع ام القرى الذي بني على مساحة ارض تبلغ 20 كليومترا مربعا فانه صمم على شكل بندقية كلاشنكوف ليعبر بشكل صريح عن علاقة المساجد بالحياة ، ولا ندري لماذا بندقية كلاشنكوف الروسية وليس بندقية عوزي الاسرائيلية او بندقية الجي سي الامريكية ، فهل الرب الاسلامي من دعاة اقتناء السلاح الروسي ايضا ؟
وبغض النظر عن المساحات الممتازة التي تحتلها هذه المساجد فان المبالغ المصروفة على ادامة الخدمات فيها تكفي لاعاشة عباد الله بشكل افضل ، فعدد البيوت التي لا تحظى بماء اكثر من عدد المساجد التي تبذر مياه الشرب في الوضوء ، وقد لا يخلو مسجد من مولد كهربائي كي يزعق المؤذن بوساطته مناديا للصلاة ، بينما هناك كثير من البيوت والخرائب القريبة لا تملك حتى سراجا من اجل اضاءة ليلها المظلم ، وفوق كل هذا فاننا الى الان لا نعرف ماذا قدمت المساجد للحياة في بلاد هرستها العداوات الطائفية والتنابز المذهبي والقومي ؟
ان المبالغ التي تصرف بشكل رسمي من خزينة الدولة العراقية على اقامة المآتم واحياء ولادات ووفيات ال البيت الاغراب عن العراق انما تكفي لسد رمق كثير من الجياع لو احسن استغلال هذه الاموال ، ولكن تجارة الدين قد حولت كل شيء الى سلعة ، فالانبياء والاوصياء والقرآن سلع في سوق المضاربات الحزبية ، وقد نسي الجميع بان العراق غير معني بهذا المزاد التجاري الذي يدفع الفقراء ارواحهم ثمنا لديمومته ، كما ان المبالغ المصروفة للوعاظ والخطباء في هذه المساجد انما هي اموال تصرف من اجل ديمومة الكراهية بين ابناء الوطن الواحد ، وقد يستطيع اي مراقب ان يرى في اوقات الصلاة كيف يتبختر من يذهبون الى المساجد وكأنهم سادة الناس والاخرون هم العبيد ، وكيف ان خطباء هذه المساجد يدعون نهارا جهارا الى قتل من يخالفهم دينهم هذا بحجة ان الاسلام خاتم الاديان ، وكل من لا يلحق بركبه فهو كافر يستحق الموت ، فمتى تحكم العراق عقلية تؤمن بالمستقبل وتنظر لتحدياته بعين الاعتبار ، فانني لو كنت في مركز القرار في بغداد لاقترحت هدم جميع المساجد والحسينيات والتكايا والمراقد وثقفت باتجاه تحويل اراضيها الى مجمعات سكنية للفقراء ومدارس وحدائق ومتاحف ومستشفيات وحاججت المعترضين على هذا العمل بان الصلاة في البيوت تصل الى الله بنفس سرعة الصلاة في المساجد ان كان المصلون مؤمنين .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن