أكذوبة النشاط الصيفي بالمدرسة

هاله طلعت

2010 / 8 / 6

بدأت الإجازة الصيفية و دارت حولنا الأخصائية الاجتماعية حامله دفترها المشهور بالنشرات و التعليمات يحمل في طياته كما أعتدنا كل عام مجموعة من التعليمات الخاصة بما يعرف بالنشاط الصيفي , استقبلنا ما خط بالدفتر بتثاقل و ضيق واضح فما كتب يعني انا هناك عبأ سيلقى على كاهلنا بلا طائل وبدأنا في تدوير الدفتر على بعضنا البعض و ابتسامة ساخرة مصحوبة ببعض الهمهمات التي تحمل شبهت الاعتراض تنتشر بيننا: ما أهمية تلك العبارات التي نتلقاها كل عام وماذا يحدث بعد أن نوقع بالعلم على ما كتب ؟ سؤال يدور و يعود إلينا مره أخرى و كأننا نعمل داخل حلقات مفرغة من معناها لا نهاية لها
ما معنى النشاط الصيفي ؟ و أين المتعلمين الذين يمارسون هذا النشاط ؟, يفتح باب المدرسة لبعض الصبية ليلعبوا كرة القدم ويمنحوا شرعية للافتة وضعت على بوابة المدرسة من الخارج( يبدأ النشاط الصيفي من يوم 1-7 – 2010 و ينتهي يوم 1-9-2010 سارعوا بالانضمام إلى أنشطة النادي الصيفي : - دورات خاصة ببرامج الكمبيوتر , نادي العلوم و التكنولوجيا , مجموعة إلقاء الشعر و الخط العربي , تعلم الموسيقى , كرة السلة , الطيرة , القدم .......الاخ )من الأنشطة التي تسجل على اللافتة و لكن هل يتقدم أحدا من المتعلمين للاشتراك بتلك الأنشطة الإجابة بصراحة و دون أي مواربة لا و كأنهم يعرفون مسبقا أن ما خط بها مجرد كلمات لا تعني شئ .
في المناطق التي تحيط بالمدارس الحكومية و خاصة المناطق العشوائية التي تنعدم فيها فرصة الاشتراك في أي من النوادي الرياضية ليست فقط لبعد المسافة و لكن لضيق ذات اليد و عدم القدرة على تحمل نفقة الاشتراك في الأنشطة المختلفة يصبح النادي الصيفي بالمدرسة هو المتنفس الوحيد للمتعلمين لتنمية مهارتهم و استغلال الوقت المهدر في لا شئ طوال فترة الصيف و استغلال الطاقة المهدرة التي تظهر في صور مختلفة مثل طاقة العنف بين الطلبة التي ملأ المحللين لها صفحات الجرائد والبرامج التليفزيونية دون ان يتطرق أحد منهم الى أزمة النشاط المدرسي المزعوم حيث أن حالة فقدان الثقة و عدم الإقبال على الأنشطة المسجلة في اللافتة المعلقة على باب المدرسة يأتي من واقع أكذوبة النشاط الصيفي التي لا تتعدى كونها مجرد حبر على الورق لا يأخذ سبيله إلى حيز التنفيذ أعمالا بالمثل الشعبي
كدب مساوي و لا صدق ملخبط و هو مثل أطلقه احد المتابعين في وجه معلمه حاولت أن تنفذ بعض من هذه الأنشطة على ارض الواقع دون الاهتمام بالدفاتر و الأوراق محاطة بكوكبة من المتعلمين التي تنطلق منهم نار الحماسة حول كل ما تقدمه لهم و لكنها اصطدمت بواقع آخر هو أن متابعين وزارتنا لا يعنيهم أن يكون هناك أنشطة تنفذ في الواقع أكثر من أن يكون هناك ورق منظم جيدا ومسجل به كل شئ حتى و لو كان ما تسجله مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة هذا بالإضافة إلى العبارة التي تصطدم بها إذا حاولت مجرد محاولة اقتراح أي فكرة خاصة بالنشاط الصيفي (لا يوجد ميزانية بالمدرسة) بالرغم من إنني لا أستطيع فهم كيف تفرض الوزارة مشروع مثل النشاط الصيفي و لا تدعمه بميزانية خاصة به أم انه هناك ميزانية يعلم الله وحده أين تذهب ؟
الجميع متضامن مع تلفيق هذا النشاط : المعلمين منهكين من عام دراسي ملئ بالأعباء وبالطبع فترة الإجازة الصيفية بالنسبة لهم هي فترة يلتقطوا فيها أنفاسهم بعد عناء عام دراسي كامل بلا أمكانية للحصول على أجازات لالتزامهم بمنهج دراسي مضاف إليه ضيق الوقت بالمقارنة بكثافة هذا المنهج مع الأخذ في الاعتبار أن هذا النشاط الصيفي بلا عائد مادي لمن يتولى مسئوليته و لكن على العكس يعتبر عبأ بمعنى انه إذا المتابع لم يرضى عن ما يسجله المعلم في دفتر النشاط من الممكن أن يحصل على جزاء بدلا من المكافأة و بالتالي لا يوجد أي مبرر يحفز المعلم على الاهتمام بهذا النشاط , حالة من فقدان الثقة لدى المتعلم و ولي الأمر تجاه ما تدعيه المدرسة أو تعلن عنه تجعلهم يتجنبوا حتى مجرد السؤال عن تلك الأنشطة المعلن عنها , إدارة مدرسية لا تريد أكثر من ورق مصاحبه مطلبها هذا بادعاء مسبق دائما ( لا توجد ميزانية) إذا يبقى الوضع على ما هو عليه و يبقى النشاط الصيفي لافته على بوابة المدرسة ودفاتر قابعة في أدراج المعلمين يسلمونها لبعضهم البعض فرارا من مسئوليتها , موثق كل ما فيها بتوقيع كل من يهمه الأمر شكليا بداية بالإدارة المدرسية نهاية بالوزارة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن