الطبيعة الا أخلاقية / لإسطورة الخلق الميثولوجية ..؟

سيمون خوري
khaledaltounsi@yahoo.com

2010 / 6 / 28

أسطورة الخلق وقصة التكوين كما وردت في المثيولوجية الدينية . بإعتبارها تؤرخ للحياة على هذا الكوكب ، تسفر عن طبيعة لا أخلاقية لدي محرري هذه الكتب . والتي تعتبرها العقائد الشرق أوسطية " وحي سماوي " بيد أن هذه الكتب رغم ما فيها من سقطات غير منطقية سواء من الناحية العلمية أو الفلسفية ، لم تشرالى أيهما أسبق في عملية الخلق الإنسان أم الحيوان ..؟ . لكن من خلال السياق العام للنص السردي ، يكتشف قارئ الأسطورة أن الحيوان والنبات كطبيعة ، أسبق في عملية الخلق من الإنسان . ولهذه النقطة أهمية كبيرة . حيث سقط فيها محرري هذه الأسطورة في فخ إحتمالية متعددة ، لأنها تشكل إعترافاً غير مباشراً على وجود حياة طبيعية سابقة على وجود الإنسان . وهذا يقود الى إحتمالية وجود إنسان آخر غير الإنسان الذي تناولت قصة الخلق سيرته الذاتية . ورغم أن الأسطورة ربطت عملية الخلق في زمن أرضي وهو سبعة أيام ، ثم جرى تعديلة الى " ألف مما تعدون " بقدرة " الكلمة " لكن ذلك لا يخفي علامة الإستفهام الكبيرة التي تلتهم ما حولها من أساطير، خاصة بما له علاقة بموضوع الزمن النسبي والأرقام التي في مجموعها العام لم تتجاوز مئات الألاف على الأغلب وهي الواردة في النصوص . فالزمن القديم لم يتعرف على رقم المليون ، دون ذكر المتواليات الحسابية الضوئية الأخرى .
وحتى اللغة المنطوقة القادرة على نقل المعلومات ، لم تصل في درجة تطورها الى أن تصبح بإمكان إعتبارها وسيلة تفاهم بين قبائل مختلفة , بل كانت أقرب الى " همهمة " الحيوان منها الى لغة ذات قواعد صوتية ومعاني واضحة . هنا ربما كافة الإكتشافات حول مغزى الرسومات البدائية في الكهوف ودلالتها تشير بوضوح تام الى طبيعة اللغة القاصرة عن التعبير عن ذاتها كلغة منطوقة . بل إستعانت بالرسم كأداة تعبير مساعدة على إيصال الفكرة . حتى اللغة الهيروغلفية المصرية أو اللغة المسمارية أو أبجدية " رأس شمرا " كلها نماذج توضح إستخدام الرمز – الصورة في التعبير عن المراد التعبير عنه . وتتعارض مع فكرة وجود عالم متفاعل قادر على إيصال فكرة " الإلهة " وقصده في عملية الخلق وكيفية التكوين الأول . عدا عن كون الأسماء لم تستخدم كوسيلة للتعارف إلا عندما تمكن الإنسان من بناء أولى نويات المجتمع القديم للدلالة على الإنتماء الى هذا القطيع البشري أم ذاك . الى جانب الإشارات التي كانت ترسم على الوجه " تشطيب أو وشم " كنوع من الدلالة على الإنتماء القبلي . وهذه عادة لا زالت متبعة في بعض المناطق الأفريقية وفي حوض الأمازون حتى الأن .
مرة أخرى ، وبهدف إستكمال الحوار الديمقراطي مع الميثولوجيا ، أدعو القارئ الى التحرر من سلطان الخوف من مناقشة الأسطورة والنص العقائدي . في محاولة لوضع علامات إستفهام جديدة حول علاقة الدين سواء بالتاريخ أو بأخلاقية الفترة الزمنية التي إنتشر فيها . على قاعدة إعتبار أن العقائد الدينية أينما وجدت ليست سوى إنعكاس لثقافة الشعوب التي أنتجته في ذاك الزمان والمكان الماضوي . أي إفراز إجتماعي وصناعة بشرية أسفرت عن تنازل مجموعة بشرية عن حقوقهم الطبيعية ، وتعهدهم بالخضوع لسلطة غيبية أخرى ممثلة سواء بالساحر أو الكاهن المسلح بالنص في خدمة التراتب الطبقي التاريخي المتعاقب في تاريخ البشرية .
في الأسطورة الواردة في مؤلف " كتاب العهد القديم " ، ومنه تناقلت أو نسخت الكتب الأخرى ذات الأسطورة حول رواية " آدم وحواء " وبغض النظر عن أصولها البابلية ، يتضح أن الأفعى كحيوان ، كانت أسبق في عملية الخلق الوجودي على " الإنسان " . لأن " الشيطان " ما كان له القدرة على تجسيد حضوره الشخصي في هيئة أفعى لولا وجود الأفعى ذاتها في حالة خلق أسبق على الإنسان . وبالتالي يحق للأفعى التكريم من واقع كونها أسبق في عملية الخلق على الوجود البشري . حتى الطير الذي لقن قابيل درساً في كيفية مواراة وإخفاء عملية القتل .. إضافة الى عالم النبات بدلالة وجود ثمرة التفاح وغيرها . تدل على عملية خلقهم بصورة مبكرة عن خلق الإنسان .
في حادثة الأفعى ، وفي حادثة عراك الطائرين الى درجة الموت ، تعلم الإنسان درسين مهمين على يد العناية " الألهية " الأول معنى الحيلة والخداع " المؤامرة بمفهومنا الحديث " حسب رواية الأفعى .. حيث أغوى " الشيطان " حواء بثمرة التفاح وفي رواية أخرى بتناول القمح بهدف سقوط الإنسان في المعصية والهبوط من جنة الخلد . والثاني معنى " القتل " حسب الرواية في كيفية القتل ووأد المقتول . وفي كلا الحالات يمكن للمرء أن يستنتج الطبيعة " اللا أخلاقية " للعناية العقائدية ، في عملية تعليم البشرية الأولى أصول ومنهاج الحياة ، في الحيلة أو التحايل او الخداع ، وفي غرس تعاليم القسوة والقوة القاتلة . هنا لابد من الإشارة الى أن الأفعى هي " الإلهه تيفون " في أساطير الشرق القديم . لاسيما الأساطير البابلية القديمة والهندية وكذلك الإغريقية . وعلى كل حال فإن هذا لا يغير من الواقع شيئاً . وهو خارج الموضوع الأن .
إذا جرت عملية تفكيك للنص السردي حول عملية الخلق على النحو التالي ، بحذف قصة صراع قابيل مع هابيل وإرتكاب الأول للجريمة الأولى في تاريخ البشرية ، وتم بعد ذلك إستعراض كيفية ودور " شيت " الولد الثالث لآدم من زوجتة الثانية " ليليت " في تأسيس وبناء أول أسرة بشرية ، لما تأثر النص السردي ، بل أن النص هنا يحمل مواصفات أكثر إنسانية في علم الإجتماع . هنا ألا يحق للمرء التفكير والسؤال حول أسباب ورود قصة صراع الأخوة الراعي والمزارع ..؟ على تقديم الضحية وإعلان الولاء والطاعة ..؟ ثم كيف يمكن للعدالة " السماوية " أن تسمح لنفسها بقبول الضحية من أحدهم وترفض تقدمة الأخر ..؟ ربما يحق لنا التساؤل حول أوجه الشبه والتماثل بين مقتل الفلاح على يد الراعي " أمين موس " وبين مقتل اخرين على يد الراعي الأخر " محمد " هل هي هي أوجة صراع بين حضارتين الرعوية والزراعية أو بين الرعوية والتجارية ..؟
بيد أن هذا المشهد المسرحي التراجيدي ، لصراع قابيل مع هابيل ، جسده بصورة مبكرة مشهد تراجيدي أخر في ذات السياق المتمحور حول فكرة الرفض . فقد رفض أحد كبار الملائكة السجود لآدم .. هذا الرفض شكل أول حالة إنقلاب في تاريخ الخلق حسب الأسطورة .. ثم حصل إنقلاب أخر من ذات المخلوق " آدم " الذي عصى الطاعة وأكل ما حرمته الأوامر الإلهية ... ثم ها هي العناية الألهية تمارس فعل الرفض ذاته برفض تقدمة قابيل ..؟ أي ممارسة التمييز بين مخلوقين أخوين .. وكانت سبباً في حدوث جريمة القتل الأولى .
النص السردي لأسطورة الخلق كما ورد في كتب العقائد ، يتضمن هنا عدداً من الأسئلة المحرمة أو لنقل من الإستنتاجات المحرمة : أهمها غرس عقلية الحيلة والخداع ، وتعليم القتل ، والتمييز بين البشر . وفي قصة " شيت " النزعة الجنسية الجماعية . وفي كلا الحالات يصبح السؤال حول معنى الوجود الأخلاقي للبشرية حسب النص المثولوجي نوع من الثرثرة الكاذبة .
إستناداً الى كافة الأبحاث والدراسات العلمية الأكاديمية ،والإكتشافات الخاصة بتطور الأنسان على هذا الكوكب ، إضافة الى علم الأديان المقارن ، تشير الى أن الأنسان كان بدائياً لا يختلف سلوكه اليومي عن الحيوانات . بل في حالات عديدة كان يفترس نظيرة في حالة الجوع . وعلى نحو مليونين من السنين عاش إنسان العصر الحجري على الصيد البري والنهري . وهو ما توضحة الرسومات الجدارية في الكهوف القديمة . بل أن الإنسان القديم كان يعتبر الحيوانات مشابهه له . بيد أنها تتميز بقدرات فوق طبيعية . وإعتقد الإنسان القديم بقدرة الإنسان في التحول الى حيوان أو العكس . وهو ما تعكسة الرموز القديمة . وعبدها كالهة طوطمية . وهناك قبائل لا زالت تعيش حتى اليوم في مجاهل الأمازون تمارس ذات العادات البدائية القديمة . وحتى بعض القبائل الأفريقية في أفريقيا الوسطى .بل تمارس فعل الأفتراس بحق غيرها من الحيوانات والبشر . ورغم أن هذه القبائل كانت تستحق من العناية الإلهية رسول ما لهدايتهم .. لكن على ما يبدوأن هذه المناطق وبصفتها عالم غير معروف لمحرري الكتب " المقدسة " فقد خلت كتبهم من أيما إشارة الى هذا العالم المجهول .
عالم مجهول ليس فقط سكان هذه المناطق ، بل أن الأمر الأهم أن هذه الكتب لم تتناول قصة التطور البيولوجي لعالم النبات والحيوان .. سوى أنهم من خلق الإله ...؟ في موقف تعميمي يفتقر الى أدنى درجة من الواقعية .
فالحياة الطبيعية للحيوان والنبات تتسم بدرجة غير عادية بطبيعة لا أخلاقية في علاقاتها الثنائية ومع الغير من الحيوانات المختلفة أو الحشرات . ربما يحق للمرء أن يفكر هنا بعد عقلنة عقلنا عبر هذا التاريخ الطويل من التطور الحضاري ، هل هذه الكتب " المقدسة " كتب تعليم أصول الحياة لمعنى وأهمية المحبة المتبادلة مع الآخر المختلف أم أنها دروساً في أنواع المؤامرات وأشكال القتل والمقابر الجماعية ..؟ . أم أن " العناية الإلهية " هذه تتسم بطبيعة لا أخلاقية . قد يبدو الإستنتاج مفزعاً للبعض ، أو مثيراً لعقلية الهياج القطيعي .. لكن وفي كلا الحالات طالما أن العقل قادر على التفكير ولو حتى خارج حدود ما يعتبره البعض أنه مبرمجاً هكذا .. لذا لا يوجد ما يمنع الإنسان من الإبحار في جوف مختلف الأفكار القابلة لإزاحة جزء من غشاوة العقل البشري التي أضفته عناية " الكتب المقدسة " على السلوك الإنساني من عدوانية غير مبررة .
لنتناول أولاً الطبيعة ، كافة دارسي علوم الحيوان والنبات سواء من الناحية البيولوجية ، أو كسلوك يدركون أن هناك طبيعة عدوانية شرسة وقاتلة يتصف بها هذا عالم الحيوان والنبات . أي الطبيعة بمفهومنا الحديث هي طبيعه لا أخلاقية في سلوكها . فالإفتراس عند اللواحم بما فيها الإنسان تتحدى مفهوم الرحمة الذي يشاع عنه أنه أحد مواصفات " العناية الإلهية " ..؟ فالدبابير والفراشات والذباب والبعوض الخ معظمها قادرة على شل حركة غريمها بنوع من السم القاتل تمهيداً لإفتراسة .
في تعليق نادر للعالم " تشارلز داروين " كتب في إحدى دراساته العام 1860 الكلمة التالي " لا أستطيع أن أرى ما يراه الآخرون واضحاً ، وكما آمل أن آرى ، من دلائل على التصميم والرحمة في كل ما يحيط بنا ، ما يظهر لي أن هناك الكثير من البؤس في العالم . لا أستطيع إقناع نفسي أن إلهاً رحيماً قديراً قد خلق الآيكنيمون بقصد إطعامهم داخل جسم اليسروع الحي أو أن القطة عليها أن تلعب مع الفأر "
الكاتب " كارل ساغان " يتساءل في مقال له حول الطبيعة كيف يمكن لإله رحيمأ أن يخلق عالماً من الذبح وسفك الدماء ..؟
سؤال لن نجد في النص الديني جواب عليه سوى إحالة الموضوع الى قدرة وحكمة أخرى تجلت بها عملية الخلق هذه . بيد أن عملية الخلق هذه من الناحية العملية هي مظهر من مظاهر الصراع ما بين اللواحم . إنسان ضد إنسان .. إنسان ضد حيوان ، وحيوان على حيوان أو إنسان أو نبات .. دورة كاملة للحياة قائمة على سلب حياة الأخر وهو الضحية . هنا يحق للمرء التساؤل حول ماهية الرحمة الواردة في النصوص الدينية .. أي رحمة ..؟ أية مبادئ تعلمنا إياها الطبيعة في دورة حياتها المتعاقبة .. إلا إذا كانت الإجابة " وللخالق في خلقه شؤون " هنا نصاب بصمت شهر زاد في حضرة شهر يار الملك .
إذا جرى إستعراض العديد من النصوص " الدينية " التي تدعوا الى القتل تحت يافطات مختلفة ، وعناوين مصنوعة قابلة للتأويل حسب كل مرحلة ، نصل الى إستنتاج وكأن " الإله " خريج مدرسة " الأمير " الميكيافيلية قبل الشروع في عملية الخلق . ومع ذلك تبارك الخالق الذي غرس في الغريزة الحيوانية آلية فكرة القتل الغريزي السادي . كأحد وسائل العيش والدفاع عن الحياة في مواجهة الأخرين .
الإنسان هو كائن لا أخلاقي عندما يمارس ذات الفعل الحيواني في عملية القتل . سواء أكان القتل مادياً أو معنوياً عبر العودة الى أصولة الحيوانية . بيد أنه كائن أخلاقي عندما يمارس فعل الحب ليس بمعناه الجنسي الغريزي بل بمعناه الأخلاقي العام . بينما الحب كفعل جنسي غريزي هو نوع من أليات حفظ النوع والتطور البيولوجي والحاجة الأخلاقية الى الشعور بالتكامل المشترك .
قطع الإنسان شوطاً كبيراً من التطور الحضاري الى أن أدرك معنى كلمات الرحمة أو الشفقة أو العطف . وهي كلمات لا نجد لها في قاموس الديانات القديمة الشرق أوسطية ترجمة سلوكية من قبل كهنة هذه الديانات . فالممارسة العملية لفعل " القتل " تحت تسميات مختلفة " غزو – فتح " الخ لا تملك أي تبريراً إنسانياً للممارسيها سواء أطلق عليهم البعض صفة " انبياء ورسل " أم جرى إعتبارهم مجرد غزاة لا يختلف أحدهم عن أي غازٍ في التاريخ القديم . عندما يجري إدراك أن معاني كلمات " الرحمة والعطف والمحبة " هي من خارج قاموس العقيدتين المتشابهتين ، يصبح مفهوماً هنا أن تكون هذه الأفكار لدى الإنسان حصلت عندما أمكنة التمييز الذاتي والإختبار الإخلاقي الحر لمعنى الحياة وقيمتها . وبالتالي تصبح عبارة من نوع " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " تتناقض مع الفعل الممارس الذي يمتلك شواهده من كتب التراث القديمة . لأن هذه الشواهد هي شواهد مادية على حدوث فعل القتل . كتكرار للدرس الإلهي الأول في تعليم بني البشر أصول الحياة ، البقاء للأقوى .
ربما " رهبان " عقائد جنوب شرق أسيا من أتباع المعتقدات الهندوسية أكثر وعياً لفكرة لا مركزية " الإلة " مقارنة بمعتقدات الشرق الأوسط التي إنتقلت غرباً ولم تنتقل شرقاً . بل أن تعاليمهم مجرد حكم منقولة عن أناس يتحلون بقدرة على التخيل الإنساني التراحمي . لذا فإن إطار مرجعيتها بسيط ، لكنة أكثر إنسانية من مرجعيات أتباع أسطورة الخلق من العدم . ربما هنا نلاحظ الأن في إختلاف أشكال التوظيف للأيديولوجيا الدينية في شرقنا المنكوب ، سابقا كان التوظيف يتمحور حول إنتزاع الأرض والغنائم عبرعملية صراع مسلح ، بين القوى والضعيف . فيما يجري توظيف الأيدولوجية الدينية حالياً كنوع من التعويض عن بؤس الواقع المعاش . وعبر عملية التوظيف هذه يجري إستخدام كل مبررات القتل بحجة الإختلاف الأيديولوجي الديني . إنها ذات الرسالة الخالدة التي حملتها كتب كتب التراث الدينية " أمة واحدة ذات رسالة خالدة " ..؟ نعود الى الأصل ، أن كافة الدروس المستخلصة من اسطورة الخلق تشير الى أن هذه القصة عبارة عن أيديولوجية عدوانية الطابع قائمة على عملية القهر والخداع في دورة حياة غريزية عدوانية في تسلط الإنسان على الإنسان أو الحيوان أو النبات . لذا ليس غريباً أن يبقى الشرق معقل حالة كمون فريدة من نوعها . وغير قابل لتجاوز ذاته إلا عبر عدم تمكين الأسطورة من حالة إستمرار نهش الجسد الإنساني لهذا الشرق الغارق في وهم الماضي . وإحالة الماضي نحو الماضي . فالمجهول من المستقبل ، سيصبح معلوماً بعد زمن تطوري أخر ، أو معلوماً بالتدريج البطئ .. لكننا في حينها لن نصل الى نهاية التاريخ ، بل الى حقبة جديدة يتجاوز فيها الإنسان " الأنا " الذاتية المتمحورة حول مركزية فكرة " الواحد " المطلق الى صيغة " نحن " سكان هذه الأرض . لأن مسألة المعرفة والوعي الإنساني الأخلاقي في حالة تمدد على صعيد كوني . وهو ما يخالف الطبيعة الاأخلاقية لكتب التراث الديني وأساطير تعليم سفك الدماء والقتل .
فالحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية والمحبة والتعاطف والرحمة .. هي من هبات العقل البشري .. وليست من صنع أسطورة الخلق . ومع ذلك نتمنى أن يكتشف العلم يوماً " مسحوقاً " خاصاً قادراً على تخليص العقل البشري من أمراضة الحيوانية . المتمثلة في التعصب والتمايز ألأثني وفتاوي سفك القتل .
عزيزي القارئ أكتفي هنا ولنا عودة أخرى فالموضوع لم ينتهي بعد . لأن إقامة الديمقراطية في عالمنا الشرق أوسطي تقتضي أولاً التصدي لأنظمة الأستبداد في الحكم المستندة على الدرس الأول في تعاليم المثولوجيا الدينية . الخوف من نقد العقائد الدينية ، لا يبني وطن ، بل قناً للدجاج ، دون ديك صياح



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن