ايها العراقيون قلوبنا معكم

حواس محمود

2010 / 6 / 10

انا ككردي من سوريا عشت في بيئة كان الحديث يجري دائما عن العراق ، ففي الستينات والسبعينات اذ كنت اعيش طفولتي كان الحديث يجري عن اناس يذهبون من منطقة القامشلي الى الموصل للتجارة ، وكانت مجلة الثقافة الجديدة التي يصدرها انذاك الحزب الشيوعي العراقي وفيما بعد النهج التي كانت تصدرها مجموع الاحزاب الشيوعية في العالم العربي ، كنا نقرأها بنهم شديد للاطلاع على واقع العراق في ظل نظام صدام حسين الدكتاتوري الاستبدادي ، وأتذكر اتفاقية 11 اذار 1970 للحكم الذاتي لكرد العراق حينما كانت الاذاعة العراقية تذيع نشيدا بالعربي والكردي معا تعبر عن الاخوة العربية الكردية :" هربزي كورد وعرب رمز النضال " وبعدها عندما انقلب النظام العراقي على هذه الاتفاقية ووقع اتفاقية الجزائر 1975 المشؤومة كانت صدمة لنا نحن الكرد المتعاطفين مع ثورة الملا مصطفى البارزاني وقبلها كان التعاطف الكبير مع الثورة الكردية عبر الاستماع الى الاذاعة الكردية التي كانت تبث برامجها من جبال كردستان الشامخة ، وعندما رحل البارزاني شعرنا بالحزن لفقد قائد تاريخي وعندما دخلت القوات العراقية عام 1973 الاراضي السورية للذهاب الى جبهة الجولان لمحاربة اسرائيل في حرب اكتوبر ومساندة الجيش السوري كانت بهجتنا كبيرة ونحن نتفرج كصغار الى جموع وارتال الدبابات والجنود العراقيين الذين كانوا يرفعون شارات النصر ، وعندما كنا طلابا في الجامعة كنا نددن باغنيات فرقة الطريق العراقية التي كانت تزرع الامل والبهجة في قلوب العراقيين وتزرع فيهم آمال النصر على الظلم والطغيان ، وعندما ضرب صدام حسين الكرد بالاسلحة الكيماوية كان وقع ذلك علينا كبيرا ، وعندما هاجر الكرد عام 1991 الى الجبال بعد الانتفاضة الباسلة وتشردوا كانت قلوبنا تتقطع تعاطفا معهم ومع محنتهم الانسانية وعندما قصفت انتفاضة الجنوب العراقي من قبل جيش صدام المهزوم والمنهار من حرب الكويت كنا نشعر بالأسى والحزن لفشل انتفاضة شعبية عارمة ضد اعتى نظام استبدادي في العالم، وعندما حررت العراق من الطاغوت وسقط الصنم في نيسان 2003 كانت فرحتنا لا توصف ، وبعدها عندما فتكت قوى الظلام والتكفير وفلول البعث الصدامي المنهار بالشعب العراقي شعرنا بالاسى والحزن الشديدين
ان قلوبنا مع العراقيين منذ الطفولة وحتى الكهولة وان العراقيين لهم لدى كرد سوريا خصوصا والسوريين عموما مكانة ومنزلة خاصة لا تقارن بمنزلة اي شعب آخر
لقد قدمتم ايها العراقيون ضحايا وقرابين ونزفتم دماء وذرفتم دموعا على مذبح الحرية وانتم تستحقونها وتستحقون الامن والسلام والتطور والازدهار
لقد كتبنا في اكثر من مناسبة ومنبر ننتقد التيارات القومجية والعدمية الظلامية التي تربط كل حدث في العراق بالقوى الخارجية الى درجة وصل الامر بالاعلام العربي الرديئ بأن يقتل الآلاف من من الابرياء من اطفال وشيوخ ونساء فان التبرير الاعلامي جاهز وهو انهم قضوا بعمليات مقاومة واي مقاومة ؟ مقاومة قتل الطفولة ؟قتل البراءة قتل الحياة المدنية الآمنة المسالمة وتفجير محطات الوقود والكهرباء وانابيب النفط والافران والاسواق الشعبية المكتظة بالسكان وتفجير الشوارع والمحلات التجارية وقتل رجال الشرطة والأمن
ان هذا دون اي تردد في الحكم ان هذا هو التطرف والارهاب بعينه
واصارح القراء بالقول انني كلما قرأت كتابا يتحدث عن المأساة العراقية او مقالا او حديثا تلفزيونيا فان قلبي يكاد يتمزق حزنا وكربا لآلامهم وانني ما برحت اتألم لآلام العراقيين
وأتمنى من الله عز وجل أن يوفق العراقيين جميعا في المرحلة الحالية والقادمة الى أن يشكلوا حكومة وحدة وطنية بدون مشاكل أو أحداث أو مجريات لا يحمد عقباها



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن