نظرة شيوخ المسلمين لبقية الاديان

صباح ابراهيم

2010 / 6 / 6

ينفرد الشيوخ الوهابييون والمتشددون والاخوان المسلمون من بين بقية خلق الله ، بتفضيل انفسهم وعقيدتهم واسلامهم على كل اديان ومعتقدات العالم ، وهم يرون انفسهم الاعزة وخير امة اخرجت للناس وبقية امم العالم واهل الكتاب خاصة هم الاذلة ، ولابد من تحقيرهم واذلالهم لانهم من المغضوب عليهم والضالين بنظر الاسلام ، انّ من يُعلن الحرب على الآخرين هو الإسلام وليس أي دين آخر. والحرب على الإسلام تأتي من داخل الإسلام نفسه؛ وهل يجنون من الشوك حسكًا ومن العنب تينًا .
واستشهد بمقالي هذا بكلام احد الشيوخ الحاقدين على البشرية .
فهذا شرح الشيخ ابن جبرين يُطالب المسلمين بحرب الأديان الأخرى وتحقير اهلها و إهانتهم حيث يقول بما يوافق روح القرآن الآتي :
" فكل الأديان الباطلة ُيقضى عليها ويُحرص على القضاء عليها وعلى محاربتها وعلى إذلالها وإذلال أهلها وإهانتهم وتحقيرهم؛ حتى يشعروا بأن للمسلمين المكانة والرفعة والقداسة التي تبين أنهم هم أهل العز وأهل المكان الرفيع، فيعاملهم أعداؤهم من غير المسلمين باحترام. يفرض على غير المسلمين أن يحترموا المسلمين وأن يكرموهم، وأن يرفعوا مكانتهم حتى يعرفوا فضل الإسلام وفضل أهله، وأما معاملتنا لغير المسلمين فإنها تكون بما يدل على تحقيرهم والتقليل من شأنهم والتصغير لهم والإذلال والإهانة وما أشبه ذلك، حتى يشعروا بأنهم أهل الضعف وأهل الذل والهوان وأهل الاحتقار، وأن دينهم الذي اختاروه والذي رضوه دين باطل، دين منسوخ، دين مبدل، وأن عقولهم التي جعلتهم يتمسكون بهذا الدين الضعيف عقول قاصرة فبذلك يرتفع المسلمون ويكون لهم مكانتهم ولهم رفعة أمتهم وعزتهم ويهون أعداؤهم ويذلون ويكونون حقيرين، ويكونون مهانين.
هل هذا كلام انسان عاقل و متحضر ؟ ان من صنع الصواريخ والاقمار الصناعية ووصل القمر والمريخ هم من اصحاب العقول القاصرة يا شيخ ، و عقلك انت هو العبقري ؟
لماذا يريد هذا المتخلف ان يحتقر المسلمون الاخرين ويذلوهم بينما الاخرون هم من يجب ان يقدم الاحترام والاكرام والرفعة للمسلمين ؟ واي فضل لهم على شعوب العالم ؟ كل هذا لانهم لايؤمنوا بعقيدة الاسلام ؟
الم يقل القرآن لكم دينكم ولي دين ؟ ، الم يأتي القرآن بآيات الايمان الحر بما يعتقد الانسان وهذه الايات تشهد بذلك :
• ولو شاءَ رَبُكَ لآمنَ مَن في الارض كُلهُم جميعاً أفأنت تُكرهُ الناسَ حتى يكونوا مؤمنينَ" [يونس:99 ]
• "قُل يا أيُها الناسُ قد جاءكمُ الحقُ مِن رَبكمُ فمن أهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها وما انا عليكمُ بوكيل" [ يونس:109 ]
• " قُل كلٌ يعملُ على شاكِلتِه فربكمُ أعلمُ بمن هُو أهدى سبيلاً" [الاسراء:84]
• " كُل جَعلنا مِنكمُ شِرعةً ومنهاجاً ولو شاءَ اللهُ لجعلكمُ أمةً واحدةً "
[ المائدة:48 ]
• " وقُل الحقُّ من ربكمْ فَمن شاءَ فليؤمِن وَمَن شاءَ فليكفرُ إنا أعتدنا للظالمين ناراً" [الكهف:29]
ان كان كل انسان له الحرية بالايمان او الكفر كما بقول اله القرآن ، فلماذا كل هذا الحقد على الاديان الاخرى يا شيوخ الاسلام والمسلمين ، لماذا لاتتبعوا قرآنكم الذي تؤمنوا به ولاتطبقوا تعاليمه .

ولكن لربما كان الشيوخ على حق عندما يتناسون هذه الايات ويتذكرون نقيضاتها من ايات العنصرية وسيادة الاسلام وفرض الذل والصغار على الاخرين وهي الايات التي يطبقونها وينادون بها لان آيات السلم والتسامح قد نسخت ولم يبق منها الا الايات الفاعلة وهي آلاية 5 في سورة التوبة التي تنسخ كل آيات التسامح والسلام والوئام .
(فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم ) .[ التوبة 5]
ما الذي نستنتج من كل هذا ؟ انه كتاب واحد ولكن سياسة مؤلفه تتغير بتغير الضروف ، فمرة يعلن أيات السلم والهدنة عندما يكون ضعيفا ، وعندما يقوى ويصبح له جيشا وسلاحا ونفوذا ، ينسخ كل ماقاله في مكة وكشر في المدينة عن انيابه ومخالبه مطالبا ان يؤمن كل الناس من مشركين واهل الكتاب على اختلاف اديانهم بما جاء به الاسلام من دين جديد والا فالسيف اصدق انباء من الكتب وهو الحل الفاصل والسلب والغنائم وسبي النساء هي النتيجة لمن لا يرضخ لحكم الاسلام .

أتخافون على الإسلام ، وإله الإسلام لا يخاف على دينه ؟ اذا كان الدين عند الله الاسلام ، والاخرون لايعترفون بدين الله (الاسلام) ولا يدينون بما فرضه اله الاسلام على الناس فلماذا لا يصنع إله الإسلام معجزة وينزل ناراً تفنى كل المتآمرين على الإسلام بدءاً بالكافرين واهل الكتاب والبوذيين والهندوس والصابئة وغيرهم من عبدة البقر والحجر والنار والمتنورين من شعوب المسلمين لترتاح الدنيا ؟
لكن لان اله الشيوخ المتحجرة عقولهم وقلوبهم لايستجيب لهم فهم لايكفون عن الدعاء اليه ان يستجيب لدعائهم وينزلون جام غضبهم على اليهود والنصارى خاصة ، فهذا احد شيوخ الوهابية يدعو ربه قائلا :
" اللهم عليك بالنصارى وباعوانهم الذين يريدون نشر ما يخالف عقيدتنا بين المسلمين وزعزعته اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وجمّد الدماء في عروقهم ويتم اطفالهم وايّم ونساؤهم ..اللهم العنهم لعنا ابديا وارسل لهم عذابك الذي لا يرد.. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم دمِّر الكفر والكافرين، اللهم من أرادنا أو أراد المسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، واجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين ،
وهذا دعاء لشيخ آخريدعو على مسيحيي العراق ابناء شعبه الاصلاء وكانهم اعداءه ومغتصبوا ارضه :
" اللهم عليك بعبدة الصليب .
اللهم دمّرهم والعنهم ولا تبق لهم كنيسة في ارض العراق الاسلامي
اللهم لا تبق منهم احد في بلاد المسلمين الا المُسالم الخاضع للاسلام والمسلمين
اللهم عليك بصليب الغدر والخيانة
اللهم ان نسألك ان ترينا فيهم عجائب قدرتك.
اللهم زلزل الارض من تحتهم واضرب عليهم الذل والمسكنة
اللهم ارنا يوماً نجعلهم اذلاء اشقياء صاغرين .امين يارب العالمين "

لماذا يملأ الحقد قلوب هؤلاء الشيوخ على اهل الكتاب ، ولماذا لم يكن هذا الحقد موجودا قبلا وظهر بعد نشاط القاعدة والنشاط الوهابي الارهابي .
الكثير من الاخوة المسلمين المعتدلين عاشوا بأخوة ومحبة وصفاء مع المسيحيين واليهود في العراق وبعض البلدان العربية كشعب واحد لا يفرق بينهم شئ ، ولكن دخول الوهابية والتكفير هو من اجج الفتنة . هؤلاء المجرمون الذين يتمسكون باحكام آيات القتل والجزية والتحقير التي لا مكان لها الان في العصر الحديث كما هي أيات الرجم والجلد وقطع الرقاب والايادي والارجل التي الغيت من احكام العقوبات في العالم العربي والاسلامي الا في الدول المتخلفة مثل السعودية وايران والصومال والسودان الدول التي يحكمها حكام من ذوي العقول التي لازالت تفكر بشريعة القرن السابع والذين لم تشرق عليهم حضارة القرن الواحد والعشرين لحد الان وهم في طريقهم الى الزوال والنبذ من قبل شعوبهم التي تنشد التحرر من الغبار القديم الذي يغلف عقول البعض من المتمسكين بشرائع السلف كستار لديمومة حكمهم والاعتلاء على عروش السلطة .
الشرائع الصحيحة هي التي ستسود العالم ، ان الكثير من الدول المتحضرة الغت عقوبة الاعدام فيها ، وحولت السجون من مكان للعقاب والتعذيب الى مدارس للاصلاح والتهذيب . فهل ستلحق الدول العربية والاسلامية بركب الحضارة ؟
صباح ابراهيم






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن