المشهد السياسي العراقي لما بعد الانتخابات

عبدالله مشختي
mishexti1@yahoo.com

2010 / 1 / 26

انهى مجلس النواب العراقي اليوم الثلاثاء مهمة كبيرة بالمصادقة على الموازنة السنوية العراقية والتي جابهت العديد من العوائق والمواقف السلبية من قبل بعض القوى السياسية التي كانت لها مطالب شرعية في تحقيق قضايا لصالح بعض المناطق والمحافظات التي كانت تعاني الكثير من التخلف وانعدام الخدمات الضرورية والاساسية .اوان بعض القوى ربطت المصادقة على فضايا اخرى جانبية كالتصديق على قانون قواعد السلوك الانتخابي ومسائل اخرى كثيرة اثيرت وحسب ما تناقلته الانباء ان الكثير من المطالب قد تحققت لصالح العام .
ان مجلس النواب بالمصادقة على الموازنة يكون فد انهى مهامه التشريعية في دورته الحالية والتي هي ستعتبر في حكم المنتهية ولايته ،حيث سيجري الانتخابالت البرلمانية القادمة في السابع من اذار القادم والتي ستكون انتخابات حاسمة ومصيرية بالنسبة للعراق كدولة والعراقيين كشعب .الانتخابات القادمة هي حسم موقف مرحلة اجتازها العراق الى مرحلة اخرى من مرحلة بدأبناء دولة القانون وتثبيت الامن وفرض القانون ومحاربة الارهاب في ظل احتلال القوة الامريكية وفقدان السيادة على الارض والتدخلات المستمرة في شؤون العراق الداخلية سواء من قبل امريكا او دول الجوار العراقي او الدول العربية الاخرى تحت شتى المبررات والاعذار .
الانتخابات القادمة ستكون حاسمة لانها سترسم وترسخ الصورة السياسية والمشهد السياسي العراقي للمرحلة القادمة وستبنى اركان الدولة العصرية الحديثة الدولة التي ستستكمل بناء مؤسساتها الدستورية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لاعادة العراق الى صفوف الدول القوية كما كانت في السابق،رغم ما يقال ويطرح في المنتديات والمحافل السياسية الداخلية والخارجية وكل التأويلات التي تعتمد عليها من قبل الدوائر السياسية المعنية بالشأن العراقي حول محاولة رسم خريطة للمشهد السياسي القادم في العراق ،ارى بان الظروف التي خلفتها السنوات السبعة الماضية وبكل سلبياتها قد افرزت قوى سياسية وهي ذات جذور تاريخية واجتماعية في العمق العراقي ومن غير الممكن ان تنحسر هذه القوى من الساحة السياسية او تتبخر كليا وتخسر ما اكتسبته خلال السنوات السبعة الماضية وهي صاحبة ارصدة جماهيرية ملتفة حولها لسبب او لاخر منها اجتماعية ودينية ومذهبية وعرقية ومساندة من قبل مرجعيات دينية قوية .ومن ناحية اخرى ان الشعب العراقي الذي مل من جرائم الابادة للنظام السابق ينتابه الرعب الدائم والخوف من عودة هذا المارد الاجرامي الذي ان عاد فانه لن يتردد ابدا في اقامة حملات ابادة جماعية اكثر شدة ووحشية من السابق لذلك فقد لفظه الشعب العراقي نهائيا من التفكير بعودته اللهم الا فئة قليلة من شراذمهم الذين لايزالون يأملون في عودتهم.
لذلك فالانتخابات القادمة لن تأتي بقوى جديدة الى سدة الحكم في العراق فالقوى الرئيسية ستبقى هي التي تحكم الان مع تغييرات في العدد او المراكز والمناصب او عدد المقاعد البرلمانية ،خاصة مع فقدان الامل للبعض الاخر الذي بنى حساباته على قوى ادعت بالفوز وتحقيق نتائج باهرة والمصابة بالغرور البعثي والذين شملهم قرارات هيئة المسائلة والعدالة وتم استبعاد كيانات وقوائم انتخابية كاملة من المشاركة في الانتخابات لشمولهم بقانون اجتثاث البعث المنصوص عليه في الدستور العراقي الذي يحرم على حزب البعث المشاركة في العملية السياسية الجديدة في العراق لعدم ايمانهم اصلا بالمبادئ والاساليب الديمقراطية في تداول السلطة ،فالقوى والاحزاب الشيعية الدينية ستبقى في مقدمة القوائم الفائزة والاحزاب الكردستانية وهي صاحبة الرصيد الجماهيرى في مناطقها ايضا هي التي ستحصد اغلبية حصتها من المقاعد البرلمانية ،وتبقى القوى والاحزاب السنية بين هذه القوى متعاونة او مؤتلفة مع هذه الجبهة او ذاك .وهذا يعني عدم حدوث تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية مع فارق في عدد المقاعد في مجلس النواب العراقي التي تحصل عليها كل من هذه القوى السياسية .وان التأويلات والاستنتاجات التي يدعي البعض بها من ترتيبات امريكية وباتفاق سعودي او سوري او اردني اعتقد انها مجرد تكهنات لاغير وليس ما ادل على زيارة بايدن الاخيرة التي توقع منها العديد من الاوساط بانها ستكسر شوكة الاصرار العراقي من قضية استبعاد البعثيين وكيف خضع بايدن للاصرار العراقي الذي لم يقبل ولم يتنازل قيد شعرة من موقفه والذي ادى بنائب الرئيس الامريكي الى ان يغير من نغمة زيارته ويؤكد بان زيارته جاءت للتأكيد للعراقيين بان الادارة الامريكية تعمل الى جانب العراق وانهم ايضا لا يرون من المصلحة عودة حزب البعث الى العملية السياسية .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن