هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟

فالح الحمراني
sanin5@maktoob.com

2010 / 1 / 25


يستبعد المراقبون ان تسفر المباحثات التي سيجرها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس مع القيادة الروسية خلال زيارته لروسيا التي تبدأ اليوم ، عن نتائج تكون مؤثرة على عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط او عودة الاطراف الى طاولة المفاوضات. وقال مراقبون ان زيارة عباس ستكون محفلا برتوكوليا، ولكنه " حتمي في ظل دور روسيا كعضو في الجنة الرباعية"الدولية.ويصل عباس الى موسكو على خلفية تعثر الجهود الامريكية في تحقيق تقدم على طريق استئناف عملية التسوية، وفشلها باقناع الاطراف بالعودة الى طاولة المفاوضات.
وثمة تقديرات مفادها ان موسكو مثلها مثل باريس لاتمتلك قوة تاثير على اسرائيل ولا حتى على السلطة الوطنية الفلسطينية. او تكاد لا توجد.ويذهب بعض المراقبين الى احتمال ان يطرح عباس على الجانب الروسي مبادرة من شانها ان تنعش عملية التسوية وتجعل الموقف الاسرائيلي اكثر مرونة وتؤثر على التحركات الامريكية. ووفقا للمراقبين فان الحديث يدور حول اقناع الفلسطينيين لموسكو بالاعلان عن دعم جهود امريكا وبريطانيا الرامية لفرض العقوبات على ايران والامتناع عن التعاون معها مستقبلا في المجال النووي. ويؤكد المراقبون ان هذه هي اداة التاثير الوحيد الذي يمكن ان تستعمله روسيا على واشنطن واسرائيل على حد السواء.ويعربون عن القناعة ان هذا الطرح يمكن ان يجبر امريكا على التحرك بوتائر فعالة لجعل اسرائيل توقف الانشطة الاستيطانية والعودة الى حدود 1967. وسيتعين على اسرائيل ان تقرر من الاخطر عليها طهران ام الفسطينيين؟. ويرى المراقبون ان طهران طبعا اخطرعليها لكونها تمضي بتطوير برنامجها النووي، لذلك فان التقدم بالتسوية، في حال احتواء ايران، سيحدث تقدما جديا.
بيد ان المراقبين يرون ان الموقف الروسي قد يرفض مثل هذا التطور. لان موسكو لا تروم " مقايضة"الورقة الوحيدة في سياسيتها الخارجية بتسوية سلمية في الشرق الاوسط، غير واضحة المعالم والنتائج.وكانت موسكو قد اوضحت بصورة سافرة موقفها من دعوة وزير الخارجية الاسرائيلية افيجدور ليبرمان الرامية لاقامة علاقات استراتيجية مع اسرائيل مثل العلاقات التي تقيمها بالولايات المتحدة لامريكية.لان الكرملين يدرك بان لا بديل لاسرائيل عن امريكا لفترة طويلة قادمة، وبغض الظر عمن سيتحدث عن تعزيز مواقع الناطقين بالروسية هناك.واسرائيل تدرك هذا التصور ولذلك فان رئيس الوزراء نتانياهو سارع في خريف العام الماضي بزيارة سرية لروسيا لاقناع الكرملين بحتمية الحرب في حال تصدير روسيا صواريخ اس 300 لايران.
والمعروف ان روسيا لم تصدر لايران لحد الان الاسلحة المذكورة، التي يمكن ان تساعد على زعزعة الاستقرار في المنطقة، واحتفظت موسكو لنفسها بمساحة للمناورات السياسية، ولكنها لم تقم باية خطوات مستقلة على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، محتفظة لنفسها امكانية ادارة العملية عند الضرورة من مقعدها كعضو دائم في مجلس الامن.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن