سفير عن طريق المحاصصة

هادي جلو مرعي
pdciraq19@gmail.com

2010 / 1 / 11

عادت بي الذاكرة الى جلسة سابقة لمجلس النواب لغرض المصادقة على تعيين سفراء جدد للعراق في بلدان العالم المختلفة .

كان معظم المرشحين يمثلون قوى واحزاب وكتل ،وعلى اساس المحاصصة الدينية والقومية .. احدهم لم يكن في مستوى يؤهله للحديث في مجموعة من اطفال الرياض وكيف وهو في مواجهة 275 نائبا برلمانيا ؟ واخرون كانوا يقدمون انفسهم ممثلين عن طوائفهم واقلياتهم ،وكنت بما أوتيت من فراسة البدو الرحل ومتقصي اثار الاقوام المهاجرة ،استطعت وبسهولة ان اميز الكردي من العربي ،والشيعي من السني ،والحزبي من المستقل !ومن المستقل في بلاد الرافدين؟

في مرات التقيت سفراء اجانب يعملون في العاصمة بغداد ،وفوجئت ان اعمار معظمهم صغيرة قياسا الى حجم المهام الموكلة بهم في بلاد عاجة هاجة مثل العراق ،وكنت احسب انهم مثل سفرائنا لايحملون من المؤهلات مايستحقون معه هذه التكاليف سوى ارتباطاتهم والتحصيل الاكاديمي ،ومعرفة لغات الشعوب.

السفير الفرنساوي الجديد السيد بوريس بوالون يكبرني بعامين لكنه يبدوللعيان في عمر يناهز الثلاثين وليس اكثر ، وله القدرة على ادارة الامور حتى مع وجود عشرات من مدراء الشركات الفرنسية وكان نواب في البرلمان العراقي غير قادرين على مجاراته وحتى في اجادته اللغة العربية ..! الامور لاتجري في الغرب بالكيفية التي عندنا ، والقرارات لاتتخذ وفقا للاهواء والمصالح الطائفية او العرقية ،دون اعتقال امكانية حضور التأثير الحزبي والمزاج السياسي في اتخاذ بعض القرارات.وعلى الاقل فالمطبخ الفرنسي ليس كمطابخنا !

مع ذلك نجد ان المسؤولين الذين يزورون بلادنا او السفراء الذين يعينون لدينا على قدر ممتاز من المعرفة والثقافة والحضور الذهني والعصبي والاتقان للغة التي نتحدث بها.

السفير الفرنسي الجديد ، لم يثبت لدي انه جاء عن طريق المحاصصة ،حتى وان كان مقربا من الرئيس نيكولاي ساركوزي ،والمرجح تماما انه وصل بغداد اعتمادا على كفاءة خاصة وان العراق ليس كأي بلد اخر لخطورة الاوضاع فيه وللمستقبل المفتوح على جميع الاحتمالات ، والمتعلق منها بامكانية تحقيق طفرة اقتصادية هائلة اعتمادا على توافد الشركات الاجنبية والرغبة الكبيرة لدى دول عدة ومنها فرنسا للاستثمار في مجالات الطاقة والبناء والاتصالات ،وسواها من بنى تحتية تحتاجها بلاد للتو خارجة من حصارات وصراعات وحروب ،وبالتالي فأن سفيرا كالسيد بوالون منوط به ترتيب الاوضاع لأستقبال نتائج الاستراتيجية الفرنسية للنهوض بالاقتصاد العراقي التي وعد بهاالرئيس ساركوزي في العام المقبل... شكل السفير يبشر بالخير...






https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن