ا لحكومة الايرانية والواقع المأساوي للمواطن العربي الاهوازي في ظل سياسة الاستيلاء على الارض

جابر احمد
jaber_f2000@yahoo.com

2004 / 5 / 4

قبل ان نلقي نظرة على الواقع المأساوي والعواقب الوخيمة الناتجة عن سياسة الاستيلاء ومصادرة الاراضي التي تقوم بها حكومة الجمهورية الاسلامية ، وما لحق بالواقع الاقتصادي والاجتماعي من ويل ودمار ، اسمحوا لي ان نلقي نظرة سريعة على وتائر التطور الاجتماعي التي مر بها المجتمع العربي الاهوازي منذ اوئل العشرينات وحتى وقتنا الراهن ، لانه باستجلاء هذا الواقع وقراءته يمكننا التعرف بسهولة على الواقع السياسي ودوافعه .
كان القسم الاعظم من المواطنيين العرب الاهوازيين اوائل العشرينات يعملون في مجال الزراعة ، وبما ان الزراعة ، تعتمد على الانهار ، لذلك كانت الكثافة السكانية للمواطنيين العرب تنتشر حول ضفاف الانهار ، فهناك نهر (الكرخة) و(الدز) و(الجراحي) و(كارون ) و (شاوور) ، حيث ان سكان المناطق المحاذية لهذه الانهار والقريبة منها يعتمدون بالدرجة الاولى على الزراعة وتربية الماشية والصيد ، ورغم ان التجارة كانت تمارس تقليديا داخل المدن وبين الريف والمدينة وبين الداخل والخارج ورغم ان بوادر علاقات الانتاج الرأسمالي قد ظهرت مبكرا من القرن الماضي اثر اكتشاف البترول و تأسيس اول مصفاة للنفط في مدينة عبادان الا ان نمط الانتاج السائد كان نمط الانتاج الاقطاعي وكانت علاقات الانتاج قائمة على هذا الاساس وان الغالبية العظمى من القوى المنتجة تتكون من جمهرة الفلاحين ، اضافة الى وجود عدد من الحرفيين الذين يؤمنون وسائل الانتاج البدائية للمنتجين وكانت النقود ورغم وجودها الا انها كانت متداولة على نطاق محدود ، وكانت الهيمنة لنمط الانتاج الاقطاعي وكان للاقتصاد الطبيعي دورا مهما في حياة المواطنيين وكانت معادلته البسيطة قائمة على اساس بضاعة بضاعة فعلى سبيل المثال سلع الاستهلاك اليومي للفلاحين كالسكر والشاي وبعض انواع الفواكه والملح والاسماك تدفع ما يقابل ثمنها بضاعة ، اما الملابس والمصوغات الحلية الذهبية منها والفضية فكانت تباع وتشترى بالنقود .
ان السمة العامة للاقتصاد الريفي الاهوازي ، انذاك هوكونه اقتصاد منزلي يسعى بالدرجة الاولى الى توفير الاحتياجات الاستهلاكية الاولية للاسرة وان النظام الاقتصادي الذي ينظم العلاقة بين الفلاح والاقطاعي ، علاقته قائمة على الريع اي اعطا حصة من المنتوج الزراعي الى الاقطاعي وقد اختلفت هذه الحصة من مرحلة الى مرحلة ، وكان الناس الى جانب الزراعة يمارسون البستنة و تربية الماشية والصيد بنوعيه البري والبحري ويمارسون بعض المهن التقليدية كصناعة الحصران القصبية والصوفية وتلك المصنوعة من منتجات النخيل و الصناعات اليدوية الريفية وكان الفلاحون يعتمدون على وسائل الانتاج البدائية في التعامل مع الارض ولم يعرفوا بعد الجرارات والحصادات والحفارات ولم يستخدموا المبيدات الحشرية ولا الاسمدة الكيماوية ، وكانت المدينة صغيرة والعلاقة بينها وبين الريف ضعيفة جدا ، وكان الناس اكثر تمسكا بواقعهم الاحتماعي والثقافي ، اما النظام الفوقي السائد في المجتمع فهو عبارة عن جملة من الاعراف والتقاليد العشائربة يرجع اليها المواطنين العرب في حل مشاكلهم اليومية ، ونادرا ما يلجأ المواطن العربي للقضاء الايراني للحصول على حقوقه .
وفي رحم النظام الاقطاعي نشأت وتطورت وبوتائر متسارعة علاقات الانتاج الرأسمالي وسرعان ما اكتسحت الريف الاهوازي وجاءت قوانيين ماعرف حينها بقوانيين الاصلاح الزراعي عام1963 لتساهم ولتعجل في دك اسس ذلك النظام وتعزيز دور البرجوازية التجارية الايرانية ( الكمرادوية) التي لعبت دور الوسيط بينها وبين تجار سوق الرأسمال العالمي ، ونتج عن هذه السياسة انهيار اسس الصناعات التقليدية وافلاس الكثير من الورش الصغيرة وانخفاض الانتاج الزراعي وازدياد الهجرة من الريف الى المدينة وازدياد حدة الفوارق الطبقية وانقسام المجتمع الى اقلية من الاغنياء واكثرية من الفقراء وسيقت البلاد قسرا باتجاه التطور الرأسمالي وازداد دور الشركات الاحتكارية العالمية في التدخل في الشؤون الداخلية ، فما سمي انذاك بالثورة البيضاء و التي اطلق عليها زورا وبهتانا على انها ثورة الشاه والشعب فلا الشاه له دخل فيها ولا الشعب وانما جاءت تلبية لمتطلبات الشركات ورؤوس الاموال الاجنبية . .
ولو نظرنا الى الاسلوب والكيفية التي تمت بها توزيع الاراضي على الفلاحين لرأينا ان اللجان المشرفة على التوزيع لم تكن عادلة ، في تعاملها مع الفلاحين وان الغالبية العظمى من هذه اللجان تم شراء ذممها من قبل الاقطاعين واصحاب النفوذ ، التي ساعدتهم بدورها على الاحتفاظ بالقسم الاكبر من الارض ، من خلال تسجيل ذويهم والمقربين منهم كفلاحين ، كما ان هذه اللجان حرمت الكثير من الفلاحين العرب من اراضيهم ، واعتبرتها اراض اميرية تابعة للدولة ، صحيح ان الاصلاح الزراعي قد انهى نمط الانتاج الاقطاعي الا انه خلخل الوضع الاجتماعي داخل القرية ونتج عنه خلافات وعدوات وفتن شملت حتى ابناء الاسرة الواحدة ، لا بل الاخطر من ذلك فقد مهد الى بيع ومصادرة اراضي المواطنين العرب ، والى استيلاء الرأسماليين الفرس والاجانب على على اجود الاراضي العربية وبناء المشاريع الزراعية والصناعية عليها ، كما ان عدم قدرة الفلاح العربي على التعامل مع الارض بالوسائل الحديثة بسبب فقدان الرأسمال الكافي وشحة المياه وسنوات الجفاف جعلته يترك الريف ويتوجه نحو المدن والى بلدان الخليج العربية بحثا عن مصدر رزق جديد .
لم تكن فكرة الاستيلاء على اراضي الفلاحين العرب الاهوازيين فكرة جديدة ابتدعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وانما هي فكرة قديمة يرجع تاريخها الى عام 1885 عندما كانت الاهواز انذاك شبه مستقلة او تتمتع بالاستقلال النسبي عن ايران وذلك من خلال دفع الضرائب لحكام ايران بغية دفع شرهم .
ومن يقرأ مذكرات السيد يحى دولة ابادي ، حول المشروع القومي الذي بشر به الهنود الفرس ذات الديانية الزرادشتية لاقامة وطن قومي للزرادشتين الهنود والفرس الايرانيين في عربستان يصاب بالدهشة والذهول ، يقول السيد يحيى دولة ابادي في هذه المذكرات انه في اواخر حكم ناصر الدين شاه القاجاري قدم وفد من الرأسمالين الهنود الفرس الزرادشتين الى ايران للتباحث مع الحكومة الايرانية من اجل شرا ء (خوزستان ) عربستان ، ودفاعا عن هذه الفكرة حرر ميرزا اغاخان الكرماني كاتب البلاط القاجاري عقد البيع وجاء تحريره على ضوء الدراسة التي تقدم بها الاغنياء الفرس الزرادشتيين المقيمين في الهند ، والرامية الى اقامة وطن قومي للهنود الزرادشتين الناطقين بالفارسية والزرادشتين الفرس الايرانيين عليها ، وقد جاء في الدراسة المقدمة الى الحكومة الايرانية بهذا الخصوص ان انجاز مثل هذا العمل سيدر بالربح الوفير على الدولة القاجارية ، مما سيساعدها على اعمار بقية المناطق الايرانية ، هذا من جهة ومن جهة ثانية ستتدفق رؤوس الاموال بكثرة من قبل الرأسمالين الهنود الزرادشتين واغنياءهم الى مملكة خوزستان ، وببناء سد على نهر كارون سنبني مملكة للزرادشتين الفرس والهنود تضاهي مدينتي كراجي وبمبئ الهنديتين ، الا انها تبض بالروح القومية الفارسية . لمزيد من الاطلاع راجع تاريخ خوزستان از دوره افشار تا دوره معاصر ، موسى سيادت .
ان الدراسة التي اعدها الرأسماليين الهنود الفرس تتناول ادق التفاصيل والجزئيات ولم تترك شاردة ولا واردة الا وتطرقت اليها ومما جاء فيها ان ( خوزستان ) عربستان ستصبح الهند الثانية ، وقد طلب الكرماني من ناصر الدين شاه ان يوافق على الطلب القاضي بتجميع فرس البلاد وزرادشتيها الى جانب الفرس الهنود واسكانهم الى جانب المواطنين العرب في منطقة عربستان ويستشف من مذكرتهم المقدمة للحكومة الايرانية انذاك انه في حال استقرارهم سينفذون مشاريع ضخمة تبدأ باقامة السدود على نهر كارون وتطوير اساليب الزراعة الحديثة واكتشاف المعادن وانتهاءا بربط الاهواز عبر شبكة الخطوط الحديدية بكل من لرستان ومن ثم كرمنشاه ، نهاوند ، بروجرد ، همدان ، سلطان اباد ، اراك ، قم ، ثم الى دار الخلافة في طهران ، الدراسة مطولة ، ويبد ان عرابها ميرزا اغاخان كرماني ، فهو من جهة يحث الملك القاجاري ناصر الدين شاه على قبول هذ العرض ومن جهة ثانية يدفع بالرأسماليين الهنود الزرادشتيين الى استثمار رؤس اموالهم في عربستان من خلال اقامة السدود وحفر الترع وتشجيع زراعة قصب السكر واشجار الشاي وتنظيم زراعة النخيل ، وزراعة القطن وجميع انواع الحبوبا ت الاخرى وتنتهي الدراسة بمشروع يتكون من 12 مادة قدمه (اردشير جي انكلوفيل ) ممثل الهنود الفرس الزرادشتين في ايران الى ناصر الدين شاه ، ( لمزيد من الاطلاع راجع تاريخ ايران از دوره افشار تادوره معاصر الجزء الثاني بالفارسية تأليف موسى سيادت ) الا ان ناصر الدين شاه رفض هذا المشروع .
اان احياء هذا المشروع السئ الصيت مرة ثانية قد تجدد في عهد الشاه محمد رضا البهلوي حيث لعب هذه المرة الزرادشتيين الفرس الايرانيين دورا هاما في تنفيذ المشاريع ذات الطابع السياسي بغية تغيير الواقع الديمغرافي للشعب العربي الاهوازي لصالح الوافدين الفرس ضمن اطار يهدف الى تفريس المنطقة وطمس هويتها الثقافية العربية .
وفي هذا المجال لعب الزرادشتيين الفرس دور مهما في الاستيلاء على اراضي الفلاحين العرب ، فقام هؤلاء وبمساعدة محمد رضا شاه البهلوي بنشاط محموم بغية الاستيلاء على اراضي المواطنين العرب ، فتقدم ابن( اردشيرجي) صاحب فكرة شراء عربستان ابان الحكم القاجاري بطلب الى الحكومة الايرانية عام 1961 لشراء بعض الاراضي في عربستان فقبل طلبه فاشترى ارض بمساحة 7960 كيلومتر وهي الارض الواقعة بالقرب من مدينة الاهواز وتشمل قريتي سيد خلف وكريشان وباشر عمله تحت غطاء شركة تسمى شركة ( سبنتايا ) وشركة ( اميناكو) وهذان الشركاتان هما جزء من الاحتكار الاليغارشي الفارسي الهندي ، وتحت ذريعة ان الفلاحين العرب لايستخدمون وسائل المكننة الحديثة في الزراعة استولت الدولة وكما قلنا سابقا على مساحات شاسعة من اراضي الفلاحين العرب ابتداءا من شمال الشوش وعلى مساحة تمتد على طول اكثر من 60 كيلومتر باتجاه مدينة الاهواز جردت اثناءها العشرات من القرى العربية من ملكيتها للآراضي الزراعية ، وفي عام 1968 منحت هذه الاراضي الى شركات زراعية وصناعية متعددة الجنسية ، وقد وضع خطة هذا المشروع ( دافييد ليلينتال ) الذي اشرف على تخطيط المشاريع الزراعية في وادي( تسني )، في الولايات المتحدة الامريكية ، وكان من بين هذه المشاريع مشروع قصب سكر ( هفت تبه ) التلال السبعة وقد تسبب هذا المشروع ازاحة 60 قرية عربية من الخارطة السكانية الاهوازية ،اما ما تبقى من هذه اراضي هذه القرى ، سلم الى شركات اجنبية خاصة وهذه الشركات هي : ( هاويات اجرد) ، ( نوميكس ) ، ( دياموند اكاتل كومباني ) ، ( ميشوي ) ، ( تنشيز مانهاتن ) ، ( هينه ) ، ( ترانساجريكا لتشور ) للتنمية ، ( بنك كميكال ) ، شركة ( جون دير وشركاه) ،(شل ) ،و( مينشل كونس ) (لمزيد من الاطلاع راجع كتاب سياسة الجوع ، صادر عن وزارة الاعلام الكويتية ) ، وبلغت حصة هاشم نراغي وهو مهاجر ايراني ومغترب ورجل اعمال امريكي من اصل ايراني ومن كبار مزارعي كاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية 50% كما ان 30% من الحصص توزعت على شركات مشتركة ايرانية امريكية .
ولكي نعطي القارئ صورة واضحة نود ان نشير الى المذكرة الحكومية ، رقم 31162المؤرخة في 17|6|1347 تقويم ايراني 1968 م حيث وافق فيها مجلس الوزراء وبعد تبادل المذكرات بينه وبين وزارة المياه والكهرباء على تشكيل اول شركة للانتاج الزراعي الصناعي برأسمال خاص اما الشركات الاخرى الناشطة في هذا المجال هي على النحو التالي :
1- شركة الزراعة والصناعة الايرانية – الامريكية بمساحة عشرين الف هكتار .
2- شركة الصناعة والزراعة ايران – كاليفورنيا بمساحة 10 آلاف هكتار .
3- شركة دز كار بمساحة 10 آلاف هكتار .
4- شركة شل وميشل كاتس بمساحة 135 الف هكتار .
5- شركة كلاسن بمساحة 5 آلآف هكتار .
6- شركة جيس مان هاتان 10 آلآف هكتار .
وبلغت مساحة الاراضي المستولى عليها والمصادرة من اراضي الفلاحين العرب الاهوازيين ما يقارب 68500 الف هكتار وهي من اجود الاراضي الزراعية وتزرع هذه الاراضي بمختلف المنتوجات الزراعية بما فيها القطن والشوندر السكري وقصب السكر والقمح والفصة والاعلاف وغيرها من المنتوجات الزراعية .
وبعد سقوط نظام الشاه استولت الجمهورية الاسلامية على ممتلكات جميع هذه الشركات واممتها لصالح حفنة من الرأسماليين الجدد وعندما حاول بعض الفلاحين العرب الاهوازيين العودة الى اراضيهم تصدت لهم اجهزة القمع بكل قوة واجبرنهم على العودة من حيث اتوا واستمر العمل بهذه السياسة بصور جديدة وباساليب اشد قذارة من الاساليب السابقة .
لقد اصبحت مشكلة الاستيلاء على اراضي المواطنين العرب من قبل حكام ايران من اهم المشاكل لا بل امها تهدد وجود الهوية القومية للسكان العرب الاهوازيين في الصميم انها مشاريع سياسية هدفها اجراء تغييرات جذرية على الواقع السكاني العربي في عربستان .
لم تكون القوى الوطنية والديمقراطية الاهوازية هي الوحيدة التي اعترضت على هذه السياسة وادانتها ، بل نوه اليها وادانها النواب العرب الاهوازيين في مجلس الشورى الاسلامي ، فقد صرح السيد فرامند الهاشمي ( عضو المجلس في الدورة الانتخابية الخامسة ) وفي سياق مناقشة المجلس لتوسيع هذه المشاريع والاستمرار في مصادرة اراضي الفلاحين العرب قائلا : ان هذه المشاريع تم تنفيذها سابقا اثر الدراسات التي قام بها المستشارون والخبراء الامريكان في المنطقة ومن بين هذه المشاريع مشروع قصب السكر حول مدينة الاهواز، وان مقدمات تنفيذها كانت تنسجم مع عقلية النظام السابق ، الاانه بانتصار الثورة وتوجهاتها في تطبيق العدالة الاجتماعية مجددا فان اسس هذه المشاريع والتي تحمل في جوهرها ما هو معادي للشعب قد انهارت ، لماذا ؟ لانها تنشد اهدافا سياسية القصد من وراءها تغيير النسج السكاني لابناء المنطقة .
ورغم الاحتجاجات المتكررة سواء على الصعيدين الرسمي او الشعبي الا ان سلطات الجمهورية الاسلامية الايرانية سكرت اذنيها واحدة من طين واخرى من عجين وتجاهلت نداءات الاستغاثة التي نادى بها الشعب العربي الاهوازي وباشرت العمل في توسعة وتنفيذ المشاريع الجديدة ابتداءا من عام 1989 ، وفي الوقت الحاضر فان هذه المشاريع مشمولة في الخطة الخمسية الثانية لحكومة السيد محمد خاتمي (1997-2002) ويتابع تنفيذها بكل جدية واهتمام ، مدعومة سياسيا واقتصاديا ومسنودة من قبل كافة العاملين في جهاز الدولة وان تنفيذها تحت يافطات قومية له اكثر من دلالة ولعلها اهم دلالاتها انها استمرار لسياسة الشاه العنصرية المعادية للعرب .
ان هذه المشاريع منذ اقرارها من قبل مجلس الشورى الاسلامي عام 1989كانت على الدوام عرضة للجدل والانتقاد ، وقد ترك بعدها السياسي السئ بالغ الاثر في نفوس المواطنين العرب الاهوازيين وجعلهم اكثر كرها واشمئزازا لسلطة رجال الدين في ايران ، واعتبروا ماتقوم به الدولة الاسلامية تجاه اراضيهم ما هو الاعملية اغتصاب يتنافى مع شرائع الدين الاسلامي الذي يدعى رجال الدين في ايران انهم يحكمون باسمه .
وفي ايار من عام عام 2000 بعث اهالي القرى المشمولة اراضيهم بمشاريع قصب السكر وهما اهالي قرى الدغاغلة ، بيت فارس ، الجصانية الصغرى ، الجصانية الكبرى ، كبيرك ، اشحيط ، ابوبغال ، المراونة المبيطيحة ، الزهراوية ، الصفاق ،اليكاوية ، جم العبد ، و خاور ، وغيرها من القرى برسالة مفتوحة ال السيد محمد خاتمي اعربوا فيها عن انزعاجهم واستياءهم الشديدين لسياسة الدولة الرامية الى اقامة مثل هذه المشاريع فوق اراضيهم واعتبروا مايجري تهديدا لحياتهم والاجيال القادمة من بعدهم وطالبوا بايقافها فورا .
ان حكومة رجال الدين في طهران ماضيه في سياستها تجاه تجريد العرب من اراضيهم ولم تكتف بما حصل ، بل انها تخطط حاليا للاستيلاء على المزيد من الاراضي العربية وجعلها تحت تصرف اتباعها من رأسمالين وحرس وبسيج ، ولعل اخر هذه المشاريع وليس اخرها مشروع الاستسلاء على اراضى اهالي الحويز وجعلها تحت تصرف ما اسمتهم ب ( ايثاركران ) اي ابطال الحرب العراقية الايرانية ، مما يجعل مستقبل 150 الف مواطن عربي اهوازي من سكان اهالي هذه المناطق عرضة للخطر .
ان ما تقوم به سلطات الجمهورية الاسلامية في ايران تجاه الشعب العربي الاهوازي مغاير لكافة الاعراف والقوانيين الدولية مما يتطلب من المجتمع الدولي والقوى المحبة للسلام ادانة هذه السياسة وفضحا .




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن