إلى الحوار المتمدن

هايل نصر

2008 / 12 / 11

يحتفل موقع الحوار المتمدن بسنته السابعة ونتمنى له الاستمرار والديمومة. فمبروك لمنبر يسعى لان يكون متميزا عيده ميلاده السابع .
للتميز ثمنه ومستلزماته, وله خصائصه التي تذهب به بعيدا في طريق التميز الايجابي بين عشرات بل مئات المنابر التي ينسب كل منها لنفسه التميز في الطرح, والموضوعية, والاستقلالية, والانتشار .. وينفي عن نفسه النطق باسم احد أو قبول مساعدة أحد, أو تمويل احد, حتى ولو كان ذلك أمام أنظار الجميع وعلى مسامع الجميع.
لا ينكر احد أن الإعلام العربي بكل أنواعه أبواق مالكيه والمسيطرين عليه, عن طريق التوجيه بأساليبه العديدة, وشراء الضمائر. وليس هنا مجال التفصيل. ولذلك لجأ بعض الكتاب المحترفين, أو ممن يريدون التعبير عن أرائهم, دون احتراف أو تفكير فيه , وبعد انسداد كل الأبواب في وجوههم, لان لفتحها مفاتيح خاصة وشروط ( ليست كشروط الحوار المتمدن على كتابه بالتخلي عن ألقابهم العلمية, وطريقة عرض كتاباتهم, رغم العلاقة الوثيقة بين الشكل والمضمون, لأسباب فنية, وأخرى لا يعلمها غيرهم ) وأية شروط, شروط ابسطها يمس الكرامة, والاستقلالية, والفكر الحر, وحرية القول ...
وجد بعض الموصد ة في وجوههم الأبواب المشار إليها في بعض المواقع العربية خارج المنطقة العربية أملهم أو بعضه. ورأى بعض المشرفين على الكثير من هذه المواقع أملهم, أو بعضه, في الوصول إلى انتشار قد يجلب الشهرة, أو يوصل إلى نشر أفكار يؤمنون بها...
لا اعتراض على ذلك فالقليل يعمل لوحه الله وحده, ولا مانع من أن تتلاقى المصالح وتجلب للإطراف ما تحلم به أو بعضه. وهذا شائع ومعترف به في عالم السياسية بدرجة كبيرة, وفي عالم الأخلاق بدرجة أقل.
لموقع الحوار المتمدن أهدافه المعبر عنها دون مواربة من قبل المشرفين عليه بشكل مباشر, أو غير مباشر, تبينه طريقة استقبال المواضيع وعرضها وترتيبها.
ما نأمله من الحوار المتمدن, ليكون في طريق التميز فعلا, إن يترك تقييمه لكتابه وقرائه دون تدخل منه, وان يكون ذلك التقييم عفويا دون طلب, إلا إذا كان الهدف استطلاع الآراء لا استكتاب الكتاب. ونعتقد إن طريقة الاستكتاب لا ترتضيه, وتحرج حتى مؤيديه.
وان لا يعجب بمقالات التبجيل والإشادة على طريقة المدائح, وإلا لبقينا ضمن إعلام المدح ــ القادم من كل مكان والذي يصم الآذان ــ وان اختلف الممدوح. تغيير الذهنية وعدم نقل ما نراه في الداخل إلى ما هو في الخارج, والعمل الصادق وحده دون ضجيج وأشعار فخر وتبجيل, هو الذي يبني الذهنية التي يُبنى عليها إعلام هادف, لخلق الشخصية المستقلة الواثقة بنفسها والقادرة على إعادة بناء الأوطان المتعثرة بناء سليما.
عدد القراء والقراءات لا تعني الإعجاب أو التأييد. وكثيرا ما نرى أن المواضيع ذات الأساليب الاستفزازية والمفرطة في الشتم أو المغرقة في سيل الألفاظ التي لا توصل إلا إلى إذكاء النفوس بالكراهية, وتلامس أحيانا أوجاعا يعاني منها القارئ, هي الأكثر قراءة وانتشارا وعلى كل المواقع, رغم عدم جدواها إلا في( فشة خلق). وتنفيس كبت.
نشر بعض مقالتنا في الحوار المتمدن لا يعني الاتفاق معه في كل شيء, ولا الاختلاف المطلق. في قبوله بهذا بعض أوجه التميز الذي نطلبه ونراه فيه. وان طلب غير ذلك فلا عودة لنا إليه. فلا هو يخسر واحدا من آلاف الذين يكتبون فيه, ولا نحن نعدم منبرا آخر غيره.
التميز أن تعطي من يخالفك الرأي المكانة التي تعطيها لمن يوافقك فيه, فلا احد يملك وحده الحقيقة كاملة ولو ادعاها. وما أحوجنا لعدم التحيز وإنصاف الغير ولو اختلفوا معنا.
مع تقديرنا للحوار المتمدن ولكل العاملين فيه, والأمنيات بالتقدم والاستمرار.







https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن