وعندك واحد شيشه وصلحه !!

رشا زكى
rzaki@ymail.com

2008 / 12 / 5

دعيت مرة وأسرتى من قبل بعض الاصدقاء ، إلى أحد المطاعم الشهيرة فى مدينة باترسون بولاية نيوجرسي ، تلك المدينة الشهيرة التى أطلق عليها ( مدينة العرب ) . فما إن جلسنا حتى جاءنا ( النادل) لخدمتنا ..منا من طلب البارد ومنا من طلب الساخن ، ثم سألنا ان كنا نرغب في تدخين الشيشة فابينا ؟ لكن صديقنا الذي يرافقنا طلب احداها مشيرا الى زوجته ، ثم نظرت زوجته لي ولشقيقتي نظرة تساؤل فهمناها.. ؟ فأجبنا على الفور لا .. لا ! نحن لا ندخن !! نظرت إلينا نظرة تعجب لم أفهمها في لحظتها ولكني سرعان ما فهمتها عندما جاء النادل وفي يده الشيشة وإقترب من زوجة الصديق وقدمها لها ،
صديقنا العزيز يطلب الشيشة لزوجته وهو لا يدخنها !!!
هل نقول ان هؤلاء رجال آخر الزمان ؟ ! وليسامحنى الزمان ، فأنا لا أعيبه ولكنى أعيب على ناس هذا الزمان !
نظرت حولى ، فإذا بمعظم السيدات والفتيات يدخن الشيشة . فرجعت بعينى مرةأخرى للسيدة التى معنا على نفس المنضدة ، فرأيتها ممسكة بخرطوم الشيشة بيدها ، ومن فمها و فتحتى أنفها يخرج دخان رمادى ليقتحم رئتي و رئة من حولنا دون إستئذان .
ذلك الدخان الرمادى اللون ذي الرائحة الحلوة التي تستهوي المدخن ، وما أدراك ما وراء تلك الرائحة ، وما تخفيه من أخطار و أمراض ، ان هي إلا نيكوتين وكربون وقطران ومواد مشعة ومواد مسرطنة ومبيدات حشرية....وهذه المكونات ما هى إلا جزء بسيط جدا من مكونات معسل الشيشة المدمر .
دعونى لا أطيل عليكم عن الأضرار الصحية للشيشة ، تلك التى تعادل وقد تفوق الأضرارالصحية لتدخين السجاير، وهى أضرار أثبتتها الأبحاث العلمية و أكدت عليها .
هذا بخلاف ثبوت الحرمة للتدخين سواء كان تدخين السجاير أو الشيشة ، قياسا فى ذلك على الخمور وحرمتها الدينية ، إستنادا إلى قوله تعالى : ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) ، وأيضا قوله عزوجل : (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
ودعونى لاأخوض كثيرا فى الحديث عن الأضرار الصحية أو الحرمة الدينية للتدخين ، فالأطباء و رجال الدين أولى بالحديث فيما يختصون . أنا أتحدث هنا عن الناحية الإجتماعية و الشكل غير الحضارى لتدخين الشيشة و السجاير عند بنات حواء أو الجنس المفترض أنه لطيف .
وإذا رجعت بذاكرتك للأفلام المصرية القديمة ستجد الشيشة فى يد المعلم أو المعلمة فى المقاهى و الحارات ، تلك الطبقة غير المثقفة و غير الواعية من الجتمع . مع العلم أن تلك العادة هى عادة غير مصرية فى الأصل وترجع إلى الأتراك .
وعود مرة أخرىالى السيدات و الفتيات اللاتى يدخن الشيشة.
وأتسائل....أين حياء المرأة ؟ أين أنوثتها و رقتها المفترضتان فيها ؟
وإذا سألت أمى...بارك الله فى عمرها عن رأيها فى بنات حواء اللاتى يدخن الشيشة أوالسجاير تجيبك قائلة : ( عيب الست تشرب سجاير أو شيشة و العيب على جوزها اللى سمح لها تدخن ، والبنت اللى بتشرب سجايرأو شيشة العيب على اهلها اللي ما عرفوش يربوها ) .ولنتذكر قول نبينا الكريم حين قال : ( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ) . فكما أن الرجل راع فى أهل بيته وهو مسئول عنهم ،المرأة أيضا راعية فى بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيته .
رحم الله شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم حين قال : ( الأم مدرسة إذا أعددتها ، أعددت شعبا طيب الأعراق ) .
وألف رحمة على الرجولة التى قضى عليها ذلك الرجل الذى جلس كالأسد الغضنفر يستنشق دخان الشيشة الخارج من فم وأنف زوجته وعلى وجهه إبتسامة عريضة !
سيدتى...دعينى أسألك...لماذا تدخنين ؟ هل هذا إعتقاد منك انك تتساوين مع الرجال ؟ مخطئة سيدتى إذا كنت تعتقدين ذلك. فالمساواة لا يجب أن تتعارض مع أنوثتك و رقتك !
أعذرينى أختى المدخنة ، إذا أغضبك كلامى . فأنا أحب أن تكون المرأة العربية على أكمل و أجمل صورة . فإننى والله لأغار على بنات جنسى العربيات . و أتمنىو أجمل صورة . فإننى والله لأغار على بنات جنسى العربيات . و أتمنى أن تكن على أفضل صورة بين نساء العالم .

rzaki@ymail.com





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن