لنتضامن مع إخواننا الکلدان الآثوريين السريان!

جلال دباغ

2008 / 10 / 10


تعيش القومية الکلدانية الآثورية السريانية علي أرض وطنها کردستان والعراق جنبا لجنب مع القوميات الأخري منذ حقبات تأريخية طويلة ولها حضارتها العريقة علي أرض وطنها، لذلک ليمکن تسميتها بالأقلية، شأنها شأن سائر القوميات التي تعيش علي أرض وطنها، إذ أنها ليست جالية تعيش خارج أرضها.
وقد تعرضت هذه‌ القومية الأصيلة للحرمان والتعسف والإضطهاد شأنها شأن بقية القوميات علي يدي الأنظمة الدکتاتورية المتعاقبة علي دست الحکم في العراق وخاصة نظام صدام البائد الذي مارس سياسات شوڤينية "عربية" معادية لتطلعات أبناء القوميات الأخري.
وقد مارس النظام سياسة التبعيث والتعريب والتهجير لإجبار أعداد کبيرة من أبناء هذه‌ القوميات وخاصة إخواننا الکلدان والآثوريين والسريان علي الهجرة الي خارج الوطن .
و شارک العديد من أبناء هذه‌ القومية في النضال الوطني بمختلف الأساليب من أجل الإطاحة بالدکتاتورية وبناء نظام ديمقراطي جديد علي أنقاضها، وقدموا تضحيات غالية في هذا النضال.
وبعد الإطاحة بالدکتاتورية تنفس أبناء هذه‌ القومية الصعداء وتطلعوا الي أمل عودة الکثيرين من أبنائهم المهجرين الي أرض الوطن بعد إزالة عقبة النظام أمامهم، للمشارکة مع إخوانهم من أبناء القوميات الأخري في بناء وتعمير الوطن.
ولکن القوي الشوفينية والإرهابية والسلفية المعادية للديموقراطية والتقدم بدأت بتفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وحملات الإغتيالات ضد إخواننا المسيحيين يضا وهدم وتفجير کنائسهم والإستيلاء علي بيوتهم وممتلکاتهم وإجبار الکثيرين منهم علي ترک منازلهم وأعمالهم في البصرة وبغداد والموصل وکرکوک وغيرها من المدن والقصبات الکردستانية والعراقية.
وقد إنتقل عدوي الشوفينية والطائفية الي عدد من الحکام وأعضاء المجلس الوطني العراقي الذين قرروا بحجج غير منطقية حذف المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات التي تتعلق ب "الأقليات" القومية، مما أثار موجة من السخط والإستياء بين أبناء الشعب عموما وأبناءالقومية الکلدانية الآثورية السريانية خصوصا.وإندلعت تظاهرات سلمية جماهرية في العديد من المدن والأحياء الشعبية مطالبة بإلغاء المادة المذکورة وتلبية المطاليب القومية والإقتصادية المشروعة لأبناء هذه‌ القومية.
إلا أن القوي الأرهابية والرجعية وبعض الأوساط المفضوحة بدأت بالتحرک والدعية ونشر الأکاذيب وإستغلال خروقات وأخطاء بعض المسؤولين في إقليم کوردستان للطعن والتشهيربإقليم کوردستان والإدعاء بوجود إضطهاد وتعسف ضد الکلدان والآثوريين والسريان، إلا أن الحقائق الدامغة عن إعادة بناء وتعميرالعديد من الکنائس ومراعاة حقوق إخواننا المسيحيين الديموقراطية والثقافية وغيرها قد دحضت تلک الإدعاءات.
إن إخواننا المسيحيين في الإقليم يشکلون جزءا من شعب کوردستان ويدافعون عن أرض الوطن، ومن حقهم المشروع أن يتمتعوا بما لم يکونوا يحلمون به‌ في الظروف السابقة.
ومن واجب جميع القوي الوطنية والديموقراطية والجماهير الشعبية عموما التضامن مع إخوانهم المسيحيين في المطالبة بإعادة
المادة 50 من قانون إنتخاب مجالس المحافظات وتشريع القوانين الخاصة بحمية حقوق أبناء القومية الکلدانية الآثورية السريانية وتعويضهم عن خساراتهم وأضرارهم الناجمة عن مختلف الخروقات والأعمال الإرهابية ضدهم وتوفير العمل المناسب للعاطلين عن العمل منهم وتمثيلهم العادل في مختلف المجالس والهيئات. وتهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين والمهاجرين، برغبتهم الحرة الي مناطقهم أو الي أرض الوطن.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن