من يقتل اوباما

هادي جلو مرعي
pdciraq19@gmail.com

2008 / 9 / 17

يقولون ان زوجة الجنرال كولن باول خافت على سلامة (رجلها)، ودفعته لتغيير وجهة نطره من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وفعلاً. انسحب الرجل لامن الانتخابات بل من الفكرة ذاتها، خشية ان تاتيه اطلاقة نارية (تايهة) كالتي صعقت حياة جون كيندي، برعاية القناص الشهير اوزوالد، وقبله المدافع عن الحقوق المدنية مارتن لوثر كنغ الاسود.
جيسي جاكسون حاول المنافسة على منصب الرئيس وتقدم جيداً لكنه انسحب هو الاخر بعد ان ادر ان لانصيب له في الفوز.
الشاب باراك اوباما الذي يتفنن الامريكيون بنطق اسمه ويغيرون في حروفه كيف شاؤوا مرشح فوق العادة وانشغل الناس به، وانبهر الصحافيون بلهجته الواثقة، وسخريته وابتسامته، ومنافسته الحادة للسيدة هيلاري زوجة الرئيس بيل كلنتون عن الحزب الديمقراطي. هذه المرأة كانت حديدية بالفعل، فزوجة من الزوجات تضع السم لزوجها واصحابه لانه جاء بامرأة اخرى فوقها، لكنها ضبطت السيد الرئيس والمتدربة مونيكا لونسكي، ولم تحتج لدليل فالملابس الداخلية ملقاة في زاوية من زوايا مخدع الرئيس. لكنها كانت عاقلة، وعدت الامر مجرد نزوة رئاسية وتعدي.يتوقع مراقبون -وانا منهم- فشلاً لاوباما، ليس لبراعة هيلاري وجاذبيتها، فالرجل قد يصل لطموح ما ويتخطاها، وينافس المرشح الجمهوري في النهاية، وسيخسر.
اوباما، اسود، كيني، مسلم، ماتزال جدته في حقل من حقول الريف الكيني، وفي حال تخطى هيلاري، فان الامريكيين غير مستعدين بعد لانتخاب رئيس اسود، وهم سيصوتون للمرشح المقابل، وسيكون اوباما حلماً في مخيلة عشاق الديمقراطية، البعض يرى ان هيلاري ستكون اخطر في المنافسة على منصب الرئيس، ولابد من مؤامرة، وتدور حول فوز اوباما ما يعني ابعاد السيدة البيضاوية عن السباق وبقاء اوباما في مواجهة المرشح الجمهوري، ثم ليخسر بسهولة. السيناريو الاخطر، لايتصل بعامة الامريكيين، بل يتعداه الى النخبة السياسية الامريكية والمؤسسات الاقتصادية، والمخابراتية، وبعض الجماعات القومية المتطرفة. التي لن يروق لها هذا الصعود، فاذا ما فاز باراك اوباما، فالخطر المحدق يتمثل بقرار قتله، وهو ما يشير اليه مراقبون سياسيون واعلاميون. وليس مهماً من الذي سيقوم بالمهمة الصعبة، لانهم جميعاً مشتركون في رغبة واحدة، وهي التخلص من اوباما.
تجربة الكيني الاسمر ستنتهي يوماً ما في احدى الولايات التي تشهد السباق المحموم، لكنه يبقى ومضة ديمقراطية غير مسبوقة. والله يرحمك يا اوباما كنت شاباً، وعيبك الوحيد انك كنت تحتسي الخمر في فترة من حياتك. واظنك لم تنس المارايجونا .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن