الفنان المسرحي محمد فرح العوان رئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس في حوار مفتوح

عزيز باكوش
azziz_bakouch@yahoo.fr

2008 / 6 / 19

في هذا الحوار يتحدث الفنان المسرحي محمد فرح العوان رئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس
وعضو مكتب النقابة الوطنية لمحترفي المسرح
ممثل ومخرج
مؤسس المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس عن تجربة الفيلم التربوي وعن الامكنيات المرصودة له....ويتحدث أيضا بواقعية عن آفاقه ورهاناته ..الحوار اجري على هامش المهرجان الثامن للفيلم التربوي الذي شهدته فاس أواسط ابريل المنصرم هنا نص الحوار:

س :اعتقد انه جاء الوقت كي نعطي معنى للأشياء....ماذا عن دعم المهرجان في نسخته الثامنة ...وماذا عن جدوى الشراكة ؟

عندما أسسنا اللبنة الأولى للفيلم التربوي ، كان طموحنا هو أن كل الأطراف ستساهم في هذا المشروع التربوي والثقافي والسينمائي الكبير كل من زاويته في إطار شراكة متظافرة ، لم يخب أملنا ، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس بولمان آمنت معنا بالمشروع من حيث المبدأ، واحتضنته منذ الدورة الثالثة ، وزارة التربية الوطنية دعمت هذا المهرجان ، وكذلك المركز السينمائي المغربي الذي ساهم خلال الدورة السابعة مساهمة فعالة سواء على صعيد التاطير بحضور الأستاذ أحمد اعريب الناقد السينمائي المغربي او العروض المتميزة حيث أتى هذه السنة مدعوما بالقافلة السينمائية التي عرضت مجمو عة من الأفلام التاريخية عن مدينة فاس، بمناسبة مرور 1200سنة على تأسيس مدينة فاس العريقة . ساهمت معنا أيضا جمعية احتفالية فاس، طبعا من دون أن ننسى كذلك مجلس مدينة فاس الذي كان له دور فعال في نجاح هذا المهرجان .
فكرة تدويل المهرجان قرار أم طموح؟
-- فعلا نحن نطمح إلى تبادل التجارب وتطوير إمكانياتنا مع باقي الأقطار العربية وغيرها من الدول في ما يتعلق بالفيلم التربوي ، لا لهدف ، سوى لأن لدينا كشركاء رغبة أكيدة في الارتقاء ، وهناك فعلا على ضفة المتوسط تجارب قيمة لدى كل من فرنسا وكندا واليابان وتونس وسوريا...الأمر هنا بالتحديد يحتاج الى نقاش كبير وتأمل هادئ ،ونحن سوف نعمل على تهيئ الفضاء الملائم ،وإنضاج الظروف المناسبة لذلك ، لكن الذي يهمنا الآن، هو حضور الفيلم التربوي المغربي بالأساس وتطويره. ، نعم ، التدويل انفتاح ، وهو خيار لا بد منه ، و قيمة مضافة ، لكن لا يجب الابتعاد في الحلم بعيدا ، يجب أن يصبح لهذا المهرجان أولا صندوق دعم ، قار حتى يقوم بمهامه على أحسن وجه ، ومن تم التفكير بصوت مسموع ، حتى يتسنى الارتقاء بالطموح خارج الحدود.
مرتاحون للشراكة التي تجمعكم بالأكاديمية والحلفاء التقليديين ؟
من ناحية الشراكة ، أظن أن المهرجان الآن ، أصبح ورشة حقيقية لتبادل التجارب التربوية والسينمائية بين الهواة المهتمين في فضاء التربية والتعليم من جهة وبين المحترفين المتخصصين في مجال النقد والبحث الأكاديمي في مجال الصورة والتربية والسينما . الشراكة بين جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان، وحلفاؤنا التقليديون شراكة إيجابية انطلقت أولا بالإيمان بالمشروع ،التربوي السينمائي، وحققت إلى جانبنا أهدافا كبيرة تتجلى في خلق عدة أندية تربوية سينمائية داخل المؤسستان التعليمية ، أصبحت هذه الأندية تهتم ب" الكاميرا المواطنة" وتحاول استجلاء مجال الصورة بشكل كبير، بطبيعة الحال ، سيكون لهذا التفاعل المثمر أثر ايجابي على ناشئتنا مستقبلا .
س :مراعاة التقسيم الجغرافي للجهات بدل الاحتكام الى الصرامة عند انتقاء الأفلام المشاركة يضعف وثيرة التطور ..برأي الكثيرين .هل تشاطرهم نفس التصور؟
ج: بطبيعة الحال بعد الانتهاء من كل نشاط ،تكون هناك جلسة تقييمية هي بمثابة حصيلة نقدية . أولا ، نلاحظ أن هناك اهتمام متزايد بالمهرجان سواء بالنسبة للجهات المسئولة على هذا النشاط ، الملاحظ كذلك هو تنامي الأطراف المشاركة ، ونعتقد أن مشاركة 15أكاديمية جهوية للتربية والتكوين مؤشر ايجابي واهتمام حقيقي بمجال السمعي البصري . نعم ، ربما ، مراعاة التقسيم الجغرافي والجهات قد يضفي المرونة أحيانا ، نشاطر نفس الرأي بهذا الخصوص ، وقد ظهر ذلك جليا في الدورة السابقة ، لهذا ستكون شروط جديدة سيتم الإعلان عنها لاحقا للمشاركة في المهرجان الوطني المقبل بحول الله
ماذا عن الشراكة مع الأولى ودوزيم؟"
بخصوص الشراكة مع القناتين المغربيتين ، فلنا تصورجاهز فوق المكتب سيتم تداوله مع الشريك الرسمي وسيتم الإعلان عن كل شيء بخصوصه عند الإنتهاء من وضع التصور العام للمهرجان المقبل. ملاحظة لابد منها هو أن بعض الأفلام التربوية القادمة من هذه الجهة المغربية او تلك ، لازالت في حاجة لتطوير وسائل وتقنيات التصوير والإخراج والسيناريو والمونتاج. لكن لازال هناك مجهود كبير يجب أن يبذل ويتطور بالممارسة والتدريب والتكوين ، ونحن نطالب في كل مناسبة بخلق دورات تكوينية قارة تساعد على تطوير مهارات المنشطين السينمائيين داخل المؤسسات التعليمية.
جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح لا تهتم فقط بمجال السينما والفيلم التربوي و إنما كذلك لها اهتمام بالمسرح المحترف الجاد ، ومن هنا اختارت المسرح الشعبي واشتغلت فيه مع الأستاذ أحمد الطيب العلج في عدة مسرحيات أذكر منها مسرحية زنقة جحا رقم 13 ومسرحية عويشة ومسرحية لالامنانة ومسرحية الرشوة نشوة ومسرحية الساعات ، وكلها صورت للقناة الثانية 2 م واستفادت فضاء الإبداع أكثر من إإربع مرات من دعم الإنتاج إو الترويج.
علاقتكم بوزارة الثقافة هل تتلقون نوعا من الدعم ؟
هذا السؤال يمكن أن يوجه إلى اللجنة المشرفة على الدعم مركزيا ، الذي يهم بالنسبة لنا ، هو أن نعمل بحب وإخلاص للفيلم التربوي وللمسرح المغربي ، أما الدعم فيأتي في المرتبة الثانية بالنسبة لاهتمامنا . وكما يعلم الجميع ،
بالنسبة للإبداع ليس هناك أهداف مباشرة يمكن الوصول إليها بسرعة ، لابد من الوقت الكاف للوصول إلى الهدف ،بل هناك أهداف يمكن الوصول إليها بدون دعم ، فقط يجب أن تتكون هناك رغبة عند الجميع لتطوير الدراما المسرحية عندنا.
المهرجان الوطني للفيلم التربوي في دورته الثامنة أصبح من المهرجانات الكبرى على المستوى الوطني ، لهذا نتمنى أن يصبح دعمه بحجم قيمته التربوية والفنية ، لهذا فإن إدارة المهرجان منكبة الآن على إعداد تقييم شامل للمهرجان ، وتصور عام للمهرجان الوطني الثامن وبطبيعة الحال موضوع الشراكة مطروح بإلحاح ، أمام أعين الجميع لإنجاح الدورات المقبلة

ما تصوركم للارتقاء بالفيلم والمسرح التربوي هل الدعم وحده يكفي لانجاز أعمال قابلة للعرض وخالقة للفرجة..ثم من تقصد الجــــــــميع ؟
أقصد بالجميع ...الوزارة ، النقابة ، الفرق المسرحية و الجمهور والنقاد والباحثون ...نعم الدعم وحده غير كاف ، وأؤكد إن الدعم وسيلة وليس غاية ، ثم طريقة دعم الفرق يجب أن تتغير شيء ما مثلا دعم فرق جهوية بشراكة مع المجالس البلدية ، دعم فرقة وطنية تمثل المغرب في المهرجانات العربية والدولية ، في هذا السياق يبدو الانفتاح على التجارب الشابة وتشجيعها إرسال بعض الأطر الفعالة منها لاستكمال الخبرة في البلدان المهتم بالمسرح أمر في غاية الأهمية إضافة الى خلق برامج خاصة بالمسرح في التلفزيون، خلق مسابقة في الكتابة المسرحية ،لان جل المسرحيات وبما سيناريوهات الأفلام التربوية التي نشاهدها هي مقتبسة أو معد عن مسرحيات غير مغربية. مع ذلك هناك متسع من أمل ،هناك بوادر تبشر بالخير ، ولي ثقة كبيرة في الأجيال القادمة.

حاوره عزيز باكوش



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن