أكرم فاضل الصيدلي والمشهد الثقافي العربي

ابراهيم خليل العلاف

2008 / 5 / 7


اديب ورجل قانون وصحفي موصلي عراقي عربي، كان له دور كبير في تكوين المشهد الثقافي العربي المعاصر. والده هو الشاعر فاضل الصيدلي، احد رجالات الحركة العربية القومية قبيل الحرب العالمية الأولى.
ولد الدكتور اكرم فاضل الصيدلي في الموصل سنة 1918، وتوفي سنة 1987 وبين هذين التاريخين كان لاكرم فاضل نشاط صحفي وثقافي ليس من السهولة حصره ورصده فذاك يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين وحبذا لو يتصدى أحد طلبة دراسات الماجستير أو الدكتوراه للكتابة عنه،المهم ان اكرم فاضل درس في الموصل واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية فيها، اشتغل في التعليم ونظم الشعر مبكرا وكانت بداياته الأدبية في جريدة فتى العراق الموصلية، ودخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج منها ليعين محققا عدليا.
وفي سنة 1949 أوفد الى فرنسا لدراسة القانون وقد حصل على الدكتوراه سنة 1955 والطريف انه انغمس في النضال العربي التحرري الجزائري فنشط في مجال دعم الثوار الجزائريين وكتب وترجم الكثير من المقالات في الصحف العربية والفرنسية دفاعا عن تلك الثورة وعندما عاد الى بغداد نقل من وزارة العدل الى وزارة الثقافة والاعلام وكانت تسمى آنذاك بوزارة الإرشاد وعين مديرا للفنون والثقافة الشعبية وبعدها اصبح رئيسا لتحرير مجلة بغداد التي كانت تصدر باللغة الفرنسية. ترجم كتبا كثيرة منها (الاباء والبنون) للكاتب الروسي تورجنيف و(لهجة بغداد) للمستشرق ماسينون. كما ألف كتاب (مأساة الشعب الجزائري) ونشره سنة 1960 وله ديواني شعر عنوانهما على التوالي (المقاهي والملاهي) و(الكوميديا البشرية).
أحال نفسه على التقاعد سنة 1982 وتفرغ للكتابة في صحيفتي الثورة والعراق وكانت له زاوية ثابتة بأسم (انعكاسات) وقد كتب عنه نقاده مؤكدين ميله الى التشاؤم من الحياة، وسخريته من الواقع الاجتماعي وظهر ذلك واضحا في شعره وكتاباته وقد يكون ذلك سببا في عزوبيته وعزوفه عن الزواج.
أتقن اللغتين الفرنسية والانكليزية فضلا عن لغته الام العربية والتي كان بارعا فيها. كتب عنه كثيرون منهم حميد المطبعي في موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين ومهدي حمودي الانصاري في جريدة العـراق (11 آذار 2003) ونقل الانصاري من تراثه المقروء له: ((لدي اصدقاء لم اتمن زوالهم، ولكنني تمنيت لو احسنوا الي باعفائي من صحبتهم، وقد هدى الله بعضهم فامتعضوا مني ولم اكن مسيئا لاعتذر اليهم ولا راغبا في صداقتهم اللدودة لاتشبث بها فانصرفوا الى غير رجعة جزاهم الله عني كل خير وكان لدي اصدقاء آخرون، اخشى ان يموتوا لانني لااستطيع تقييم صداقتهم..بثمن مهما غلا)) رحمه الله كان انسانا نبيلا.
* منشور في كتاب (شخصيات موصلية ) للاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف ،دار ابن الاثير للطباعة والنشر ،جامعة الموصل ،(الموصل ،2007 ) .

أ.د.ابراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الاقليمية –جامعة الموصل



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن