حوار خاص

عزيز باكوش
azziz_bakouch@yahoo.fr

2007 / 9 / 13

حوار خاص
خصت جريدة الاهلي الاقتصادية الورقية التي تصدر بالاردن الكاتب والاعلامي المغر بي عزيزباكوش بحوار مباشر تطرق فيه الى اهمية التيكنولوجيا الرقمية في تمتين جسور التقارب بين الشرق والغرب العربي ، وكذا الدور الممكن ان يلعبه الاعلام الفضائي والمواقع الالكترونية في ردم الهوة وتقريب المسالك ، بين ابناء الامة والشعب الواحد ، نعرض له في الورقة التالية.التي اعدها الكاتب والاعلامي الاردني عادل محمود

1 - برأيك ما هي مقومات نجاح المواقع الالكترونية ؟
ج= اكتسحت العالم العربي مؤخرا حمى المواقع الالكترونية ، من جرائد صحف ومجلات والمنتديات في ظل عولمة جارفة، وبدا سؤال الراهن والافاق ملحا ، ومع أن نسبة الحضور العربي على المستوى النوعي أي ثقافة التيكنولوجيا الحقة ، أي الإسهام في البرمجة و الإنتاج أو الصيانة التقنية و الفنية يبقى ضئيلا، وأحيانا ينعدم ، فان الظاهرة في عمقها تبقى صحية . واعتقد أن ثقافة الموقع الالكتروني يعكس عقلية الثقافة التي أنتجته، أي عقلية تختلف تماما عن عقلية مستورده ، فإذا تأكد أن كلاهما يتصرف وفق ثقافته وإيديولوجية محيطه السياسي والثقافي والفكري من دون الانفتاح على الآخر ، في تعدده واختلافاته ، فلم تعد الحرية والديمقراطية مطلبا وإنما استعمالها الجيد هو اللاسمى ، مقومات نجاح الموقع الالكتروني حسب منطق الأشياء معركة طويلة وشاقة ... تتمثل أولا في اعتراف الدولة ، ومأسسة القطاع وتنظيمه ، إلى هيكلة الموقع وفق نظام وضوابط ، وتدبيره كمقاولة منتجة وفاعلة في تنمية البشر ، اتساع هامش الحرية في التعبير والنشر ، و في إمكانية التمسك بثقافة الحوار ، وتفادي التعقيبات المرضية التي تمس ، وتخل بالقواعد السليمة ، وفق أخلاق وميثاق شرف إنساني في تواصل نبيل .مقومات أساسية للنجاح والاستمرارية ، فضلا عن مكونات أخرى أساسية مثل الاحتضان أو الدعم الإعلاني والاشهاري..إلى غير ذلك فان استمرار هذه الظاهرة الصحية يتوقف على كيفية ممارستها وأجراة آليات تفاعلها مع محيطها والعالم.


2 - هل تؤمن بحوار الثقافات بين الشعوب في ظل مرحلة الفوضى التي تجتاح العالم ؟
لحظة من فضلك.. ثمة فوضى تجتاح العالم اليوم ، وثمة ضرورة الإيمان بحوار الثقافات بين شعوب تختلف في كل شيء. انه التناقض في ارقي تجلياته ، وتتفاقم المشكلة عندما ترتبط بواقع عربي تخلخله الأمية، وتنخر عظامه غياب الديمقراطية ، وثقافة الحوار بمعناه الكوني ، عالم اليوم ، "قرية صغيرة تزدحم بأنواع البشر الذين يختلفون في الأفكار والديانات وفي طرق الحياة.
وكل منا كبشر ، عربي ، ألماني هندي يهودي ، يجب أن يضع في ذهنه انه واحد من أهل هذه القرية. "فكما يريد هو أن يعيش حرا ولا يقبل تدخل احد في أفكاره ودينه وطريقة حياته التي ورثها عن ثقافة أجداده. فان الآخرين أيضا الذين يختلفون عنه يريدون الشيء نفسه"
3 - برأيك ما هي الجسور المتينة لتعميق التبادل الثقافي المتين بين المشرق والمغرب
لا استطيع أن أضع يدي على الجرح بدقة ، إنما بإمكاني أن
ازعم أننا كعرب اليوم ، وكمسلمين غدا ، بالأحرى كشرق وغرب ،بصدد الانفلات من قبضة ثقافة هيمنت لعقود ، في أفق تشكيل معالم ثقافة تواصلية ترتكز في بعدها على ثنائية ملتبسة في تمظهراتها الآنية والمستقبلية، ولعل في تهديد القمر عرب سات بتوقيف بث فضائيات السحر والدجل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ، ثقافة تلعب فيها العولمة أقصى درجات الجاهزية ، في منطق التاثير والتاثر . فما بين الانفتاح كما ندعي في أدبياتنا الرسمية ، ومبدأ المحافظة أو الحفاظ عن الهوية الدينية والحضارية للأمة كما يبسطها الفكر العربي من المحيط إلى الخليج راهنا مسافة غير قابلة للتجسير ، والمعضلة ، أن كل الصراعات التي نخوضها باسم الهوية لم تنجح ، ولم يستطع الدين أن يحتويها ، على العكس ، وباسم الدين نفسه تنحت مقومات جديدة ، تجعل حماس في غزة تسحل الفلسطيني ، وتعتبر الفعل تحرير من الدنس . كيف نوفق بين اختلاف مذاهب في الدين وفي تدبير أمور المسلمين ، تلك هي المعضلة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن